جزيرة فاضل … جزيرة فلسطينية في قلب مصر

 

السبت 20/2/2016 م …

«قرية فاضل» مستقر الفلسطينيين بمصر.. آلام وآمال

 «جزيرة العرب أو قرية فاضل» مدينة مصرية أصبحت جزءًا من فلسطين, حيث كان المستقر الأول للفلسطينيين عندما أتوا إلى مصر عام 1948، وكان عددهم ضئيلًا، إلى أن وصل بعد ذلك إلى نحو 4 آلاف فلسطيني، يتحدثون اللهجة المصرية إلى درجة لا تستطيع تمييزهم عن الشعب المصري، حيث تشبع بعضهم بعادات المصريين وتقاليدهم، والبعض الآخر ينشر العادات الفلسطينية.

بداخل القرية أكبر معمرة فلسطينية يصل عمرها إلى 120 عامًا استضافة الجزيرة الفلسطينيين منذ عام 1948 لتصبح جزيرة العرب جزيرة فلسطينية بنكهة مصرية، تحيطها الماء من ثلاث جهات، ونسبة الزواج من المصريين بها لا تتجاوز1%، بوجودك داخل القرية تشعر كأنك انتقلت إلى قلب فلسطين على الفور.

3d2e4284-530c-4aab-a8e1-3f466c87de70

يقول عيد نصير النامولي، عمدة اللاجئين الفلسطينيين بجزيرة فاضل، وأمين سر حركة فتح بمحافظة الشرقية: يعود وجود الفلسطينيين بالشرقية إلى أصول قبيلة، وهي آل «النامولي» من  مدينة بئر السبع في فلسطين، ويعود أصل القبيلة إلى شبه الجزيرة العربية، التي انقسمت في البداية، لتتواجد في أكثر من دولة بالشام؛ فلسطين والسعودية والأردن، وأتت إلى مصر مع تهجير 48، وكان عددهم حينها  300 لاجئ فقط، حتى أصبح عددهم الآن أكثر من 4 آلاف فلسطيني.

ويضيف أنه بعد قتل جنود الكيان الصهيوني رجال قبيلة النامولي بفلسطين للقضاء عليها تمامًا، كان والده «نصير النامولي» حينها كبير القبيلة, واتجه بهم إلى مصر واستقروا  في بئر العبد بالعريش شهورًا فقط، حيث كان هناك بئر باسمهم  حتى الآن، مكثوا حوله تلك الشهور، حتى علم بأمرهم مالك جزيرة فاضل التي يعيشون عليها حاليًا، ويدعى محمد فاضل، استضافه على أرضه التي تبلغ مساحتها 300 فدان، ثم بعد زيادة عدد القبيلة اشتروا الأرض من مالكها بالتقسيط الذي تعاون كثيرًا معهم  هو والمصريون، الذين كانوا يساندون الفلسطينيين ويأخذون التقسيط بعد سنوات طويلة.

d2d4e128-384d-4510-b29b-d874a51e14af

وتابع: كانت القبيلة حينها 200 فلسطيني فقط, عملنا  على تعمير الجزيرة كاملة وسميت جزيرة فاضل على اسم أصحابها، حتى أتت الهجرة الثانية للجزيرة عام 1967 وأحضرت معها أسرتين فقط لا يزيد عددهم على عشرة أفراد، حرصنا على الإسراع في تزويج بعضنا بعضًا  حتى نجحنا, وحرصنا على عدم الزواج من خارج القبيلة، وإذا وجد فلا يتعدى 1%.

وكما يتميز المصريون بالعادات والطقوس المختلفة في شهر رمضان المبارك، تميزت جزيرة فاضل في هذا الشهر بالطقوس التي تشبه إلى حد ما  الطقوس المصرية، حيث يصف لنا النامولي فيقول: في شهر رمضان نفطر في شوارع القرية، وتجتمع القبيلة كافة طوال أيام الشهر الكريم ليتم الإفطار، وتتولى مهمة الإفطار نساء القبيلة بأكملها في منزل العمدة ويعاونهن الرجال.

f8266ff7-10e5-40e7-b8fd-e6157666beb4

ولفت إلى أنه من العادات التي تمسكوا بها ولم يستطيعوا التنازل عنها في القرية هي الأسماء الفلسطينية؛ مثل فاضل باسم الجزيرة، والأكلات الفلسطينية التي ما زالوا يعدونها حتى الآن في المناسبات، ورغيف الخبز البدوي والقهوة الفلسطينية من الأساسيات لديهم, مع ارتداء الزى الرسمي للمرأة الفلسطينية، الذي يظهر بشكل بارز في الأفراح والمناسبات والزيارات خارج القرية.

وأوضح أنهم يحثون أهل القرية على الإنجاب، ولا يهتمون بتحديد النسل؛ من أجل زيادة أعدادهم، ليعودوا إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، فأقل أسرة يكون لديها 10 أطفال، وصولًا إلى 17، كما أن البيوت الفلسطينية كافة بها خريطة فلسطين القديمة وحق العودة بكل منطقة.

3e9a1f08-23de-4ddb-ad68-a75a2580a0e0

ويعتبر أهالي القرية الرئيس الراحل ياسر عرفات رمزًا، فيعتزون به إلى حد أن تجد صوره بكل منزل من منازل تلك القبيلة، فيؤكد عيد النامولي: «نحن لنا الحق في العودة إلى أرضنا، ونحتفظ بكل صورنا القديمة في القدس، ونعلم أطفالنا أوصاف دولتنا وخريطتنا الأصلية وغيرها».

زيارات المسؤولين الفلسطينيين

دائمًا ما تجد الشخصيات المهمة في زيارة متكررة لتلك الجزيرة، من بين تلك الجهات السفارة الفلسطينية، فهي على تواصل دائم مع سكان الجزيرة واتحاد العمال الفلسطيني واتحاد المرأة الفلسطيني وقيادات حركة فتح، وبعض رجال السياسية الفلسطينيين، حيث يعتبرون الجزيرة رمزًا مهمًّا بمصر.

المهن الرئيسة بالجزيرة

يعمل جميع سكان الجزيرة نساءً وأطفالًا ورجالًا في مهن مختلفة؛ منها الزراعة والسباكة والنجارة وجمع البلاستيك والمهن الموسمية، وللأطفال دور كبير  في مساندة الأسرة، كما تعاني القرية من عدم وجود مدرسة ومستشفى، لكن أهل الجزيرة تغلبوا على تلك الأزمة بالحلول البسيطة كإنشاء فصول محو الأمية، يتولاها مدرسون  بالقرى المجاورة، وتم بناء مركز طبي بسيط عن طريق التبرعات من كبار رجال الجزيرة.

جوازات فلسطينية

هناك من الفلسطينيين من حصلوا على جنسيات مصرية بنسبة 5%  فقط من الموجودين بمصر؛ نتيجة تمسك أهل الجزيرة بعادات عدم الزواج بغير الفلسطينيين، رغبة في الحفاظ على الهوية الفلسطينية.

مسؤول المرأة الفلسطينية بالجزيرة

وأكدت صباح حسين، مسؤولة المرأة الفلسطينية بالشرقية وأحد سكان جزيرة الفاضل، أن نسبة المرأة الفلسطينية من السكان بالقرية تصل إلى ألف و500 نسمة، وتتزوج في سن 14 عامًا بشكل عرفي، حتى تتم السن القانوني للزواج ثم نثبت زواجها فيما بعد؛ لأن عقود الزواج بالقرية من أهم المشكلات التي تواجه الفتيات والشباب، حيث تشترط الحكومة أن يتم عقد الزواج بالقاهرة، ومعظم الأهالي بالقرية لا يمتلكون الأموال للسفر للقاهرة، مما يؤدي إلى اللجوء للزواج العرفي ووضع شروط مشتركة بين الأسرتين لضمان حقوق ابنتهم.

42a7c9de-6717-45e6-925d-988b85937b90

وأضافت أن الأسرة تسعى إلى تزويج الفتاة لتخفيف الأعباء، خاصة أن الحالة المادية ضعيفة للأسر كافة، ولزيادة النسل أيضًا، خاصة أن المرأة الفلسطينية قادرة على إنجاب ما يزيد على عشرة أطفال.

لجنة المصالحات

يقول جبر سالم، رئيس لجنة المصالحات بالجزيرة: لا نسمح بأي تدخل قضائي لمواجهة مشكلات الجزيرة، ونعترف فقط بالحل العرفي بين الأطراف المتنازعة كافة، بعد الاستماع إليهم بمنزل العمدة، تم حل أكثر من 600 قضية في القرية، والأحكام دائمًا ما تكون بدوية مثل فرض الغرامات، ورغم تزايد أعددنا إلَّا أننا نعتبر التدخل القضائي في حياتنا عارًا علينا لا يمكن أن نتقبله تحت أي ظرف، ولأننا جميعًا نعرف بعضنا بعضًا جيدًا، والجميع في القبيلة يتجنب الوقوع في المشكلات لقوة الأحكام البدوية.

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.