هل تستكمل مصر مغادرة المربع الرمادى ؟ / حسين عليان

 

حسين عليان ( الأردن ) الأحد 21/2/2016 م …

 مصر تغادر الموقف الرمادى بشأن العدوان على سوريه وتختلف مع الرياض وترفض المشاركه فى اى عمليه بريه وتصر على الحل السياسي للازمه مع اﻻستمرار فى مكافحه اﻻرهاب .

وتكون بهذا الموقف قد قدمت رؤيتها اﻻستراتيجيه على التحالفات العابره مع السعوديه التى تقود المنطقه لمنزلقات خطيره ومدمره بدوافع واحقاد شخصيه وتحتكم فى سياساتها لمنهج طائفى تكفيرى يقوم على اختراع عدو جديد هم الشيعه الرافضه والفرس المجوس والصفوين لدرجه التحالف مع الكيان الصهيونى وتبديل معسكر اﻻعداء واعتبارالصهاينه اقل خطر من الخطر الفارسي موظفه الكثير من حماقات وجرائم السياسات اﻻيرانيه وحلفاءها من المليشيات فى العراق

وممارسات وتصريحات بعض مﻻلى ايران الخرقاء والمتطرفه فى التحشيد المذهبى

انا ﻻ انفى ان بيننا وبين ايران الكثير من القضايا العالقه والصراعات وﻻ انكر ان ايران تمارس سياسات استعراضيه وتدخﻻت فى شؤون المنطقه ولكننى اختلف فى وسائل مجابهه السياسات والتدخﻻت اﻻيرانيه غير اﻻيجابيه وﻻ يجوز ان تجرنا نظم الرجعيه والتبعيه والفساد لرؤيتها وموقعها واسلوبها فى تعميمم اﻻحتراب على اساس غرائزى ومذهبى وتعاود تصنيف اﻻعداء وفق رغبه الصهاينه والغربيين اللذين يتﻻعبون بنا ، لتصبح اسرائيل الشرقيه اكثر خطوره من اسرائيل الغربيه .

حسنا فعلت مصر انها خيبت امال حكام السعوديه برفض المشاركه بالعمليه البريه وبذا ساهمت فى كبح جموح القياده السعوديه بنحر المنطقه والتى لن يستفيد منها اﻻ التركى والصهيونى وستعزز نفوذ اﻻيرانى.

 لكن المطلوب من مصر الذهاب لخطوه متقدمه اخرى ان ارادت هزيمه اﻻرهاب ومعاوده ترميم اﻻمن القومى اﻻ وهو دعم سوريه واستعادتها للحضن العربى فى اطار مشروع عروبى يواجهه اﻻحتﻻل الصهيونى و يملء الفراغ الذى يحاول التركى واﻻيرانى الدخول منه هذا هو الطريق وحده الذى يعيد لمصر دورها العربى واﻻقليمى ويحمى امنها واﻻمن القومى وﻻ يجوز التعذر باﻻوضاع اﻻقتصاديه و الداخليه فالمعركه ﻻ تجزء واثبتت التجارب ان النهضه والتنميه والسياده كانت دوما تتطور فى ظل المجابهه مع المشروع الرجعى الصهيونى الغربى وتتراجع كلما انسحبنا من مواجهته.

 

نظم السعوديه والخليج وعرب التبعيه كانوا دوما يتأمرون مع الصهيونى واﻻمريكى والغربى ضد هذا المشروع والشواهد كثيره ليس اخرها تدمير العراق واسقاط تجربته والعدوان اليوم على سوريه وان اختلفت الذرائع واﻻساليب

.التقاط لحظه التحوﻻت الدوليه وانخراط مصر فى تحالف روسيا سوريه مسأله فى غايه اﻻهميه فهى المدخل الضرورى ﻻستعاده العراق من براثن اﻻمريكى واﻻيرانى وعبث صراع الطوائف واﻻرهاب والمليشيات .

مصر وسوريه والعراق تشكل قاعده نهوض واستقرار اﻻمه وتطورها ، وتستطيع ان تشكل محورا ﻻستقطاب دول وشعوب اﻻمه لمواصله عمليه البناء والتنميه بكل ابعادها فى ظل تعميق السياده وحريات اﻻوطان والناس ﻻن الحريه والديمقراطيه ﻻ تتساوق مع التبعيه بل هى رديف للسياده وتوسيع وتعميق استقﻻل اﻻراده .

مصر وسوريه ومعهم العراق المستعاد وحدهم القادرين على استعاده اﻻمن القومى المستباح وتصفيه النفوذ الغربى وكيانه الصهيونى ووقف التغول التركى واﻻيرانى وكف تدخلهما فى شؤون امننا وسيتحول هذا الجوار الى جوار ايجابى بسبب الموازين المستجده

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.