الصدمة والرعب / ناجي الزعبي
ناجي الزعبي ( الأردن ) الأحد 21/2/2016 م …
الصدمة والرعب المفهوم الذي ادعت واشنطن انها ستسخدمه في العدوان على العراق بقصد الاطاحة بنظام ( الطاغية صدام حسين)
الذي يمتلك اسلحة دمار شامل ويهدد بالتالي السلم والامن العالمي، اتضح فيما بعد كذب هذه الادعاءات وبطلانها .
الصدمة والرعب كمفهوم هي : قوة النار وكثافتها التي تستهدف ادراك ووعي الخصم بقصد شل ارادته وقدرته على رد الفعل والمقاومة اي كمن يرسل اشارة من نوع ما على شاشةً كمبيوتر ويشل وظيفتها ودورها بالتشويش الالكتروني على سبيل المثال ويخرجها من العمل ، ومن ثم يسقط الخصم باقل كلفة مادية ويحصول على استسلامه الكامل بقوة النار وكثافتها ونوعيتها الصاعقة .
لكن الحقيقة كانت غير ذلك فقد استهدفت القوات الاميركية خصمها بعد حصار دام سنوات طويلة وبعد خوضه معارك استنزفت قدراته العسكرية والاقتصاديةً، وبعد اختراق قواته المسلحة وشراء ذمم قادته وخيانتهم لقواتهم المسلحة وبعد تعطيل شبكة الاتصالات وحرمان القوات المسلحة من عنصر القيادة والسيطرة الامر الذي حرم هذه القوات من القيادة الميدانية وفككها وعزلها عن قطعاتها وبعد بث الاشاعات والاخبار الكاذبة المضللة والحرب النفسية اي بعد اللجؤ لاساليب الحرب القذرة وليس المواجهة الميدانية .
بنفس الكيفية لكن بعد التزام واشنطن بعدم خوض حرب مباشرة تفادياً لتحمل الكلفة الاقتصادية والخسائر البشرية لجأت لاسلوب الحرب بالوكالة بعد دراستها المعمقة للقيم الشرقية وفهمها العميق لكنه هذه المجتمعات وبتأثير الفكر الديني العميق على وجدانها هذه اختارت توظيف الاسلام السياسي كمقاتل للقيام بالمهام والحرب القذرة بالوكالة بعد تجربة ناجحة للفكر الوهابي بافغانستان ويوغسلافيا ومن ثم العراق فيما بعد الى ان تطور الى العراق , والشام , وتونس , وليبيا , ومصر , واليمن .
كان لابد لهذه التجربة ان تستفيد من المفاهيم العسكرية التي اثبتت نجاعتها وفعاليتها وتأثيرها الطاغي وفي مقدمتها مفهوم الصدمة والرعب من قبل هذه القوى باسلوب ملائم يتفق وقدراتها , ودورها , ولعدم توفر قوة النار وكثافتها ، فكان تطبيق هذا المفهوم على شكل مذابح وقتل بشع كمذبحة سبايكر واجتثاث القلوب وقطع الرؤوس وأكل الاكباد و ، وتطور هذا المفهوم ليخاطب الغرائز والشوفينية التي جرى التمهيد لها بخلق بيئة اجتماعية خصبة لمثل هذه الممارسات يمكن استثمارها كيفما شاء المشروع الاميركي .
استنبطت الوهابية ما اطلق عليه جهاد النكاح واصدرت الفتاوي التي تستهدف الغرائز والكبت الذي تعاني منه المجتمعات الشرقية
وكان مفهوم الصدمة والرعب مفهوم مركزي بالسلوك المستمر الحثيث للارهاب الوهابي مستفيداً من التقنيات السينمائية المتطورة كحرق الشهيد الكساسبة والقتل بالذبح الجماعي بالحراب والاغراق بالاسلوب السينمائي الهولويدي وكانت وسائل التواصل الحديثة ادوات لعبت دورا في بث الرعب واحداث الهزيمة بوعي وادراك الخصوم والاعداء .
نجح المفهوم بالعراق مرتين مرة في عام ٢٠٠٣ ومرة في ال ٢٠١٤ عندما سقطت الموصل بيد داعش بالمعركة التي اطلق عليها اسم معركة اسدالله البيلاوي ، وحقق نجاحات متعددة في سورية واليمن وليبيا وتونس ومصر .
لكن الشعب السوري واليمني والعراقي والمصري والتونسي والليبي استعاد توازنه واسترد ادراكه واثبت ان نجاحات هذا المشروع مؤقتة ومرهونة بانعدام البصيرة والحصانة والايمان بالحق وعدالة القضية ، برغم دور النظام العربي الرسمي الذي مهد لاستخدام مثل هذا المفهوم والمشروع باجتثاث روح الولاء للاوطان وبتفكيك النسيج الاجتماعي وفك ارتباط مصالح الكادحين وهم الغالبية العظمى المباشرة بالاوطان لتقوم بدورها في الذود عن مصالحها ووحدتها المصيرية واوطانها كما فعل الشعب السوري طوال سنوات العدوان على سورية
نحن الان نشهد طي هذه الصفحة الدامية من الحرب الاميركية القذرة وسقوط هذا المشروع المشين .
التعليقات مغلقة.