لقاء د . بهجت سليمان مع الإعلامي العربي البارز كمال خلف

 

الأردن العربي – دام برس ( الإثنين ) 22/2/2016 م …  

* ما لم يَقُمْ المعسكر العدواني على سورية ، بتصحيح مواقفه ، فإن الأعمال الارهابية ، ستّتّسع لتشمل الجميع في المنطقة وخارج المنطقة .

* ” إسرائيل ” باتت قلقة جداً مما يجري في الشمال ، بأكثر مما يجري في الجنوب .

* ” أشقاؤنا في شرق الأردن ” يثيرون الشفقة.

* تحتاج قطر إلى مياه دجلة والفرات معاً لِغَسْلِ ما ألحقته من ضَررٍ بالأمَة العربية .

* سيبقى قرارُ سورية يُصْنَعُ في سورية، كما كان .

* سوف نتعلم من أخطائنا .

( اللواء والسفير : د . بهجت سليمان )

– لواء ركن سابق في الجيش العربي السوري مواليد مدينة اللاذقية 1949 ، خريج الكلية الحربية بحمص دورة 1968 / 1970

– قائد سرية وكتيبة وفوج ولواء دبابات في التشكيلات القتالية العائدة للجيش العربي السوري ..

– شارك في حرب تشرين التحريرية عام 1973 كقائد سرية دبابات في القطاع الشمالي ..

– شارك في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي للبنان عام 1982 كقائد لواء دبابات ..

– يحمل شهادة دكتواره في الاقتصاد السياسي منذ عام 1982.

– تقلد العديد من المناصب العسكرية و الأمنية. -رئيس سابق للأمن الداخلي في الجمهورية العربية السورية

– تولى العديد من المناصب الأمنية خلال حوالي أربع عقود. –

– سفير الجمهورية العربية السورية في المملكة الأردنية الهاشمية منذ عام 2014 – 2009 .

– عرف بكتابته وآرائه اليومية على صفحته الخاصة بعنوان خواطر أبوالمجد ، والتي تلقى متابعة كبيرة جدا ، على مواقع التواصل الاجتماعي.

– بهجت سليمان متابع للقضايا الفكرية والثقافية وخاصة من خلال جلسات حوارية مع كبار المثقفين والإعلاميين ورجال الدين و لديه العديد من البحوث و المؤلفات عن الرئيس السوري السابق حافظ الأسد ودراسات اخرى.

كان للإعلامي البارز ( كمال خلف ) الحوار التالي مع اللواء الدكتور بهجت سليمان :

س 1 :

التصريح الذي اطلقته حول انزال جوي سوري في السعودية .. اثار ضجة في وسائل الاعلام .. هل هو اقتراح ام واقعي خاصة ان بعده جاء تحذير غربي للرياض بامكانية هجوم ايراني من العراق ع المملكة؟؟

 

 

– ج 1 :

لا أدري كيف يسمح آل سعود لأنفسهم، ليس فقط بشن حرب غير مباشرة علي سورية، من خلال عشرات آلاف الإرهابيين وتسليحهم وتمويلهم، بل وتسميتهم « جيوشاً » ..

بل وبالتصريح لعشرات المرات بأنّهم سيغزون سورية بجيوش من 150 ألفاً لإسقاط الدولة السورية وإسقاط رئيسها ….

وفي الوقت ذاته، يستغربون ومعهم أبواقهم المسمومة وزواحفهم الملغومة، بأنّ تفكر أغلبية الشعب السوري بالضغط علي القيادة السورية، للرّدّ على سفهاء آل سعود بالطريقة التي لا يفهمون إلاّ بها.

– س 2 :

– هل تاخذون على محمل الجد التهديد السعودي التركي بالدخول البري الى سوريا وهل هذا واقعي وممكن وماهي تداعيات ذلك عسكريا؟؟

– ج 2 :

– أعتقد أنّ الأدق هو التساؤل:

هل يأخذ الأتراك والسعوديون أنفسهم على محمل الجدّ ؟

هل يعرفون حجم وعمق خطورة ما يقولونه بهذا الخصوص ؟

هل هم مستعدّون للتعامل بالمثل، الذي سيواجهونه في حال إقدامهم علي تنفيذ ما يتشدقون به ؟

هل يدركون مدى وعمق الردّ المزلزل الذي سيواجهونه إذا قاموا بالعدوان المباشر علي سورية ؟

ألا يَرَوْن أنّهم قطعوا وقطّعوا جميع خطوط وخيوط التواصل مع سورية..

وأنّ الأغلبية الساحقة للشعب السوري تطالب ليس فقط بالثأر من مجرمي آل سعود وحمقى العثمانية الجديدة، بل يطالبون بتدفيعهم ثمناً لا يقلّ عمَّا ألحقوه بسورية.

– س 3 :

ماهي امكانية تطبيق تفاهمات وقف الاعمال العدائية وفق ما جاء في وثيقة ميونخ؟؟

– ج 3 :

– وهل يوجد عاقل يرفض ” وَقْف الأعمال العدائية ” ؟ لكن العقدة ليست عند الدولة الوطنية السورية…

بل هي عند المعسكر العدواني على سورية الذي لا يكتفي بالعدوان الإرهابي الملموس على سورية ، و بِ لَيّ عُنُق الحقائق وإرغامها على إعادة التّشَكُّل مفاهيمياً، بما يتناقض مع العقل والمنطق، وبما يتوافق مع المطامع الاستعمارية الجديدة…

بل لا يتوقّف لحظة واحدة عن السَّيْر على رأسه بدلاً من السير على قدميه…

وما لم يَقُمْ المعسكر العدواني على سورية ، بتصحيح مواقفه وبتصويب حَيَداناته وبالعودة إلى إعْمال العقل، فسوف تستمر الأعمال العدوانية الإرهابية ليس ضد الشعب السوري فقط، بل ستّتّسع لتشمل الجميع في المنطقة وخارج المنطقة .

– س 4 :

وقف العمليات العسكرية في شمال سوريا و ماهو شكلها النهائي واين ستتوقف وهل ما انجز حتى الان يكفي للقول ان سوريا انتصرت ام هناك امكانية لتتغير موازين القوى لصالح الفصائل المسلحة المدعومة من الرياض وتركيا.

 

– ج 4 :

– ” اعزاز و مارع ” على الحدود السورية / التركية، هما فقط الباقيتان بيد النصرة وأشرار الشام – وهما بالمناسبة ما يسميهما أعداء سورية بـ ” معارضة معتدلة ” – …

وبتحريرهما القائم، يجري تمزيق الستارة التركية التي تغطي بها إرهابييها، لتصبح المرحلة القريبة اللاحقة هي تصعيد الحرب مع إرهابيي داعش.وما جرى ويجري في المنطقة الشمالية، زعزع الإرهابيين وداعميهم في المنطقة الجنوبية، وبث الذعر والهلع في نفوسهم ..

و” إسرائيل ” باتت قلقة جداً مما يجري في الشمال بأكثر مما يجري في الجنوب.. لقناعتها أنّ انتصارات الدولة السورية شمالاً، ستعني مضاعفة جهدها – أي جهد سورية – على الجبهة الجنوبية، لاستكمال تلك الانتصارات على الجبهة الشمالية..

– س 6 :

– ماهو تقييمك للموقف المصري الرافض لدخول قوات سعودية برا ؟؟ وهل تعتبر ذلك مؤشرا على علاقة قطت شوطا بين القاهرة ودمشق ؟؟؟

– ج 6 :

– بدأ الموقف المصري، منذ سقوط ” خُوّان المسلمين ” في صيف عام 2013 يتخفّف من التّبِعات العدوانية والسلبية التي فرضوها علي مصر بمواجهة الشعب السوري والجيش السوري والقيادة السورية …

ولكنّ الشعب السوري يدرك عميقاً بِأنّ العرب، من الصعب أن يقفوا على أقدامهم جيّداً، إذا لم تَعُدْ ” مصر : أُمّ الدنيا ” إلي مكانها القومي العربي الطبيعي الحُرّ المستقلّ أوّلاً، وثانياً : إذا لم تكن مصر وسورية في خندق واحد…

وسورية الأسد مستعدّة لِتقديم كلّ ما تقتضيه مستلزمات الدفاع عن الأمن القومي العربي وفي الطليعة منه، الأمن المصري والسوري، ليس على الصعيد التكتيكي فقط ، بل علي الصعيد الإستراتيجي والمنظومي

– س 7 :

كيف تقيم انكفاء قطر عن دورها الفاعل في سوريا وتواصلها مع موسكو ؟؟؟ ا

– ج 7 :

– تقصد ( امبراطورية قَطَر العظمى ؟ )

تذكّرني هذه الـ ( قَطَر ) بحكاية الأرنب الذي استيقظ صباحاً فوجد ظلّه يملأ الوادي، فقال لنفسه ( كم أنا عظيم )..

وعند الظهيرة، انكمش ظلّه كثيراً، ومع ذلك قال لنفسه ( لا زلت كبيراً وعملاقاً ).. قُبَيْلَ الغروب، توارى ظِلُّ الأرنب كثيراً، حتى كاد يغطّي حوافر ساقيه وما تحته فقط..

هذا هو حال ( قطر آل ثاني ) التي انتفخت وتورّمت وتوهّمت أنّها دولة عظمى..

ولكي تغسل ذنوبها، فهي تحتاج إلى مياه دجلة والفرات معاً لِغَسْلِ ما ألحقته من ضَررٍ بالأمَة العربية وبالإسلام المحمدي القرآني.

– س 8 :

– ماهو تقييمكم للمسار السياسي التفاوضي في جنيف ٣ وهل تضعون كل قوى المعارضة على اختلاف تياراتها في كفة واحدة ؟؟؟

– ج 8 :

– وهل حدث مسارٌ تفاوضيٌ في جنيف 3، لكي يجري تقييمه؟.

لم يجرِ أيّ تفاوض ولا حوار، فمعارضة آل سعود – كأسيادهم ومشغّليهم- يُحركهم الحقد والضغينة والعمالة والنذالة، ولذلك يخبطون خَبْطَ عشواء، ذات اليمين وذات الشمال، ظناً منهم أنّ ما يقومون به هو الفن الحديث للسياسة، واعتمدوا في ذلك على بعض الحثالات التي نبذها الشعب السوري، بحيث صارت تلك الحثالاتهي ” وش سحّارة ” تلك المعارضة السعودية.

ونحن في سورية لا نرى في أولئك معارضة، بل نراهم حفنةً من الزحفطونيين الذين يلعقون أحذية أسيادهم من سفهاء آل سعود، حتى لو أسكنوهم في قصور مشيّدة وأعطوهم أموال قارون.

وأمّا فصائل ” المعارضة الوطنية السورية ” التي تستظلّ بسقف الوطن وتَمُدّ يدها بصدق للدولة الوطنية السورية، فَمُرَحَّبٌ بها في كل زمان ومكان، لتكون شريكةً حقيقةً في الدفاع عن الوطن وفي صناعة مستقبله.

– س  9  :

– هل هناك رؤية واضحة في سوريا … لسوريا المستقرة الان وهل حان وقت التفكير بمرحلة الاستقرار .. على كافة المستويات السياسية والاقتصادية وغيرها ؟؟؟؟ ا

– ج 9 :

– يرى السوريون، شعباً وقيادةً بأنّهم سيخرجون من الحرب الدولية والإقليمية المفروضة عليهم، بأحسن وأقوى وأصلب مما كانوا قبل الحرب، وذلك رغم الخسائر الباهظة والتضحيات الهائلة التي قدّموها، لا بل بفضل التضحيات الهائلة التي قدّموها.

لقد صمدت سورية الأسد صموداً أسطورياً، بَهَر العالم وعَلّمه دروساً جديدة في فَنّ وعلم الحرب والسياسة..

وكان الفضل الأول في ذلك للشعب السوري العظيم وللجيش السوري العظيم اللذين التَفّا حول أسد بلاد الشام وسارا معه ووراءه وحوله، إلى أن تجاوزت سورية مراحل الخطر الداهم، وانتقلت بعدئذ إلى الهجوم المعاكس الذي لن يتوقف حتى يتحرّر آخر شبر من الأراضي السورية..

وأمّا المستقبل السياسي لسورية، فهو ما سيقرّره الشعب السوري حصراً، وما يراه مناسباً له، استناداً إلى القيم الحضارية التي يتمتع بها، وتأسيساً على الدروس المستفادة من الماضي، سواء قبل الحرب على سورية، أو أثناء قيام الحرب.. وسوف نتعلم من أخطائنا، سواء قبل الحرب أو خلالها..

وقد قلت ( أخطاء ) لأنّ هناك فرقاً بين (الخطأ) و (الخطيئة)..

وسورية الأسد لم ترتكب في تاريخها خطيئةً واحدة، لأنّها لم تضيّع السمت ولم تفقد الاتجاه ولم تتخلَّ عن الهدف القومي العربي المنشود، ولم ولن تستبدل الصراع الوجودي العربي- الصهيوني، بأيّ صراع آخر حقيقياً كان أم مُضَخَّماً أم مُزَيَّفاً.

وسيبقى قرارُ سورية يُصْنَعُ في سورية، كما كان.. وسيبقى كذلك.

– س 10 :

ماهو دور ” بهجت سليمان ” المقبل في سوريا ؟؟؟؟؟

– ج 10 :

– دوري هو ما أقوم به حالياً..

– وعندما يكون المرء جندياً لوطنه ولقائده، ويكون صديقاً، لا مُوَظَّفاً.

– وعندما يكون في وضع يستطيع فيه أن يعطي أكثر مما يمكن أن يعطيه الكثير من أصحاب المناصب الكبيرة.

– وعندما يكون ذا ماضٍ يدعو للفخر، وطنياً ومهنياً.

– وعندما ينذر نفسه لخدمة الوطن، ويرى بأنّ خدمة الوطن ترتبط بالقدرة على خدمته، وباتخاذ القرار الصادق بخدمته.

– حينئذ، لا يعود المنصب معياراً لخدمة الوطن، بل يكون المنصب أحياناً لخدمة الذات قبل الوطن، ولذلك أنا راضٍ عن نفسي بما أقوم به لخدمة الوطن والقائد.

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.