هل ستكون الأردن بوابة العبور البري لقوات التحالف نحو دمشق؟
الأحد 21 /2/2016 م …
عن الوقائع الإخبارية …
أكثر من ذي قبل تبدو القوات المسلحة الأردنية في مواجهةٍ مباشرةٍ مع خصومها في سوريا، في حرب بريةٍ قادمةٍ بقيادة المملكة العربية السعودية، فالتقارير القادمة من الرياض تؤكد جدية القيادة السعودية بالتعاون مع حليفها التركي في إنهاء الأزمة السورية لمصلحتها عبر تدخل عسكري وشيك يضع حداً لنظام بشار الأسد في أسرع وقتٍ ممكن.
ساحة المعركة
في المقابل، لا تبدو الساحة الأردنية بعيدةً عن مشهد المعركة؛ إذ يدور الحديث عن دخولٍ محتملٍ للقوات البرية السعودية إلى الأردن في طريقها إلى المناطق الأكثر تمركزاً لتنظيم الدولة داخل الأراضي السورية؛ وهي المناطق الشرقية الجنوبية لسوريا.
– دعم أمني ولوجستي
إلا أن خبراء ومحللين عسكريين استبعدوا تماماً فكرة مشاركة الأردن بجنوده في الحرب البرية القادمة في حال حدوثها، وأشار عددٌ منهم، لـ”الخليج أونلاين”، إلى أن مشاركة الأردن ربما تقتصر على الجوانب الأمنية والتدريبية واللوجستية فقط، خاصةً أن الأردن يتمتع بعلاقاتٍ وتفاهماتٍ جيدة مع الروس، يسعى من خلالها إلى المحافظة على المناطق الآمنة والقريبة من حدوده.
بدوره، حذر النائب الأردني علي السنيد من مشاركة الأردن في الحرب البرية التي يروج لها، متسائلاً في تصريحٍ لـ”الخليج أونلاين”، عن الدولة التي ستنطلق منها جيوش التحالف المشاركة في الحرب البرية بسوريا، وقال: “أعتقد أن الأردن هو الخيار المفضل لدى التحالف العربي لانطلاق الحملة العسكرية منها، مما يجعلنا جبهة مباشرة لهذه الحرب”.
في مرمى القذائف السورية
وأضاف: “ومن ثم تصبح الأرض الأردنية، وخاصة الشمالية منها، مستهدفة بقذائف الجيش السوري، وندخل في صراع عسكري على حدودنا”، مطالباً “الحكومة برفض أن يكون الأردن منطلقاً لأي حرب في الإقليم، أو المشاركة الفعلية بهذه الحرب، سواء كانت برية أو غير ذلك”.
– على أهبة الاستعداد
اللواء المتقاعد العسكري مأمون الصرايرة أكد لـ”الخليج أونلاين” أن “القوات المسلحة الأردنية على دراية تماماً بما يدور خلف حدودنا الشمالية (جنوبي سوريا)”، مشيراً إلى أن “ثقة دول التحالف بالجيش الأردني كبيرة، خاصة أن القوات المسلحة الأردنية قادرة بجهودها الذاتية على معالجة جميع الأزمات، وتجاوز كافة العقبات في حال حدوث حرب برية، سواء داخل الأردن أو خارجها”.
وقال: “على الرغم من كل ذلك، فأنا لا أعتقد أن التحالف سيطالب الأردن بشكلٍ فعلي بدخول قواته إلى داخل الأراضي السورية”، معرباً عن اعتقاده أن “تتم الاستفادة من الخبرة العسكرية للجيش استخباراتياً وأمنياً، دون الطلب منه المشاركة في الحرب”
مغامرة كبيرة
وأجمع محللون سياسيون على أن مشاركة الأردن في حرب برية بسوريا، تمثل مغامرةً كبيرة، خاصة أن الحدود مع سوريا مفتوحة تماماً، ومن ثم فمن الممكن أن تتعرض الأردن لأي هجوم من داخل الأراضي السورية عبر إطلاق القذائف إلى داخل المناطق الأردنية كما يحدث حالياً في الرمثا والمفرق، في ردٍّ على مشاركة الأردن في أية حربٍ قادمة.
وكان الأردن أعلن أن عناصر من التنظيمات المسلحة في سوريا تقف على بعد أقل من نصف كيلومتر من حدوده الشمالية، ورفعت عمان مؤخراً من مستوى اتصالاتها مع موسكو، حيث زار رئيس هيئة الأركان المشتركة الأردني، الفريق مشعل الزبن، العاصمة الروسية، واستمع من الروس عن تطورات الأوضاع، وقدم رؤية بلاده حيال الوضع في سوريا.
– “اليسار” يعارض
الأحزاب اليسارية والقومية القريبة من النظام السوري في الأردن، كانت أصدرت بياناً شديد اللهجة وصفت فيه مشاركة الأردن في أية مواجهةٍ مع نظام الأسد بـ”الورطة”، محذرةً من قبول السلطات الأردنية للدعوات “الخطرة” التي تأتي من دول التحالف لمشاركة الأردن في حرب برية بسوريا، داعيةً عمان إلى رفض تلك الحلول العسكرية والتوجه نحو البحث عن حلٍّ سياسي.
وكانت صحيفة “فايننشال تايمز” نقلت عن مصادر دبلوماسية وحكومية في الشرق الأوسط، “أن السعوديين يدرسون إمكانية القيام بعملية برية في جنوب شرق سوريا بالتعاون مع الأردن”.
وأوضحت: أن “السعودية قلقة لأنها باتت تفقد قبضتها على الحرب الجارية في سوريا بسرعة، الأمر الذي من شأنه أن يؤثر في سير المفاوضات حول التسوية السياسية في هذه البلاد”.
ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي في الشرق الأوسط: أن “الرياض تعتبر نشر قوة عسكرية في أراضي سوريا شرطاً ضرورياً ليس للاحتفاظ بسيطرتها في سوريا فحسب، بل وفي واشنطن أيضاً”.
قلق في الأردن والحسابات معقدة مع الحدود الشمالية
الوقائع الإخبارية : يراقب الأردن بحرص شديد وإهتمام بالغ مسارات ومآلات الحوارات العسكرية والسياسية الساخنة في جواره السوري وسط تراكم السيناريوهات والإحتمالات الصعبة خصوصا في حال التورط بصدام عسكري إقليمي .
ونقل برلمانيون عن رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور قوله مساء السبت في مناسبة إجتماعية مع نواب كتلة المبادرة الوطنية بأن بلاده تراقب الأوضاع عن كثب وبحرص والتحولات التي تجري في سوريا مشيرا لإن القيادة الأردنية حرصت على التواصل مع روسيا وبكثافة في الأسابيع والأشهر الماضية تجنبا لضربات عسكرية ثقيلة جنوب سورية تؤدي لإرباك الوضع شمالي الأردن .
وترى اوساط الحكم في الأردن ان “المتغير الإقليمي والدولي ” سريع جدا في جوار الملف السوري ويقدر النسور حسب مصادر برلمانية بان الفرصة قد لا تكون متاحة لإعتماد اي مقترحات بصورة قطعية حول مآلات الأمور في سورية بسبب صعوبة وتعقيد المستجدات وسرعة المتنغيرات بينما الإستراتيجية الأردنية الوحيدة الثابتة الحرص على أمن الحدود وتجنب أزمات لاجئين جديدة على إيقاع الصدام العسكري .
ويرى الأردن الرسمي ان الوضع في تركيا مربك ومرتبك جدا بعد إعادة إنتاج الموقف جراء الدخول الروسي القوي على الخط السوري وبالتفاصيل فيما تقدر الدوائر الأردنية بأن الإرتباك على الجبهة التركية شمالي سورية عبارة عن “درس لجميع الأطراف” يعني الحرص على اي خطوة حتى لا يتأثر شمال الأردن بما يجري في جنوب سورية وتحديدا بمحاذاة محافظة درعا .
وسقطت أكثر من 15 قذيفة عشوائية على قرى اردنية محاذية لدرعا السورية دون تحديد مصدرها فيما يعزز الأردن حراساته الخاصة على الحدود وسط أنباء لم تتأكد رسميا عن وجود آليات مدرعة سعودية في مناطق البادية الشمالية الأردنية .
وتقدر السلطات الأردنية وجود نحو 40 ألف مسلح سوري من مجموعات الجيش السوري الحر على الجانب الأخر من حدود درعا مع وجود قرى ملاصقة لدرعا من جهة السويداء فيها نحو اربعة الاف مقاتل من تنظيم الدولة الإسلامية مع ألاف من مقاتلي الجبهة في المناطق الغربية .
وترى السلطات بان التعامل مع كل هذا السلاح في الجانب الشمالي أردنيا يتسبب بعبء كبير جدا خصوصا في حال إنفلات الأمور أمنيا وهو ما دعا القيادة الأردنية للتحدث مع روسيا عدة مرات .
التعليقات مغلقة.