د.موفق حدادين : لا حربَ برية في سورية

 

محمد شريف الجيوسي ( الإثنين ) 22/2/2016 م …

*الكاتب والسياسي الأردني د. موفق محادين ؛ رئيس رابطة الكتاب الأردنيين ، السابق  يستبعد نشوب حرب برية على الأرض السورية ..  وإنما الحاق دول مثل السعودية بقائمة البلدان المطلوب تمزيقها عبر استنزافها في حربين ، في اليمن والشام

استبعد الكاتب والسياسي الأردني د. موفق محادين؛ رئيس رابطة الكتاب الأردنيين ، السابق في مقالة له ؛ اليوم ،بعنوان (لا حربَ برية في سورية ) نشوب حرب برية على الأرض السورية .

وقال د. محادين ، أن الولايات المتحدة الأمريكية ، غطت حروب القرن باسم الديموقراطية وحقوق الانسان والشرعية ، ولم تخض حربا واحدة من اجل ذلك بل غالبا ما كرست قوى غير ديموقراطية ومفروضة بالقوة .

وقال أن المشهد السوري وتشابكاته الداخلية والاقليمية والدولية، السياسية والاقتصادية والايديولوجية ، هو الاخطر من حيث التداعيات والمفاجآت وانعكاسها على مسرح التاريخ ، بقاء او انسحابا او غيابا

واعتبر محادين أن مصير العديد من القوى الاقليمية و الدولية من قوى صاعدة وأخرى هابطة ومضطربة ، يتحدد في ضوء الحذر و ( الحساسية) السياسية لكل الاحتمالات.

ورأى محادين أنه على اهمية كل الساحات والحرائق التي تجتاح المنطقة ، فإن المشهد السوري مشهد كحد السكين للاطراف جميعا بالنظر لتاثيراته الجيوبولوتيكية على القواعد الحاكمة للعبة الامم ومصائرها بين( حروب تلد اخرى) وحقب تتوارث سابقاتها ( الغاز والنفط) وبين البحار الـ 5 التي تعج بثروات العالم واسواقه ( الخليج – الاحمر- الابيض- الاسود وقزوين )

ورأى محادين ، أنه بقدر إغراءآت التدخل البري ورائحة الحرب، بقدر ما تتطلب الحرب حصافة وحذرا ومسؤولية استثنائية ، ذلك ان اية خطوة غير محسوبة او مثقلة بالتداعيات و الاعباء الصغيرة ليست مثل زوبعة في فنجان تحمل ما يكفي من رسائل عابرة سرعان ما تتخطاها الاحداث .

مشدداً أن أي خطوة غير محسوبة في لعبة استراتيجية اقرب ما تكون الى لعبة الروليت الروسي التي تناسب عالم الروايات والسينما اكثر ما تناسب السياسة والوقائع والمصائر الكبرى.

منوهاَ بأن الالتزامات الصغيرة او المخاوف المماثلة او ردود الفعل على التحولات الميدانية ، ليست هي من يحدد الانخراط من عدمه في الحرب البرية في سورية ، بل حسبة اخرى ، مختلفة تماما عن حسبة العجولين والوكلاء الذين فشلوا على الارض في العمل على ايقاع الاصلاء  ..حسبة لا مكان فيها لرسائل الاطمئنان لهذه الجماعة او تلك ، فذلك لا يسمن ولا يغني من جوع ولا يباع ويشترى في سوق السياسة

معتبراً أن شروط التدخل البري،كنقلة على رقعة شطرنج استراتيجية، هي شروط مستحيلة دون الولايات المتحدة،التي تقترب من بيات شتوي شرق اوسطي مع انطلاق مناخات وتحضيرات الانتخابات الرئاسية ، وهي مناخات لا ترحب ايضا باية نقلات على الرقعة تُشرك معها احدا ..

ومردفاً أن ما يجعل الحرب البرية صعبة وغير محتملة،ان تركيا الساحة والقوة الرئيسية المعول عليها للتسهيلات اللوجستية، ليست في وضع يسمح لها بحصاد مأمون العواقب لهذا التدخل.

مشيراً إلى أن البلدان الاقليمية مثل ايران وتركيا والسعودية ومصر والعدو الصهيوني باتت تراقب ما يحدث في سورية بعين استراتيجية تنعكس على مصيرها على رقعة الشطرنج.

ولا تقتصر الجيوبولوتيك السورية على توصيفها المعروف في التاريخ العربي منذ بني امية الى يومنا هذا بل تمتد الى الاقواس الثلاث وموقعها حول البحار المذكورة :

1. القوس الاسيوي (الايراني – التركي) المعروف بقوس التصدع

2. القوس البلقاني الذي يربط الاول بدائرة اوسع من شرق اوروبا الى القرم

3. القوس الاوراسي ، المركز الاساسي للبريكس والذي يمتد الى شرق المتوسط ، حيث المياه الدافئة وحيث تندفع روسيا اليوم

واعتبر د. محادين ،أن الاخطر ان تمارس ضغوط كبرى من اجل تدخل بري ليس هدفه سورية ، بل الحاق دول مثل السعودية بقائمة البلدان المطلوب تمزيقها عبر استنزافها في حربين ، في اليمن والشام ، والذريعة لذلك ترن اليوم في اذان بعض المنابر ومفادها انه ليس علينا انتظار نجاح الجمهوريين او صقور الحزب الديموقراطي ، حيث يكون الملف السوري قد قطع شوطا كبيرا على غير ما تريد الرياض وحلفاؤها

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.