من المتفرج المستفيد / علي حتر
علي حتر ( الأردن ) الثلاثاء 23/2/2016 م …
أعجب لكثير من المتحدثين والمحللين للمسألة السورية، أن يتحدثوا ويطيلوا الحديث، ولا يذكروا من بعيد أو قريب، الدور اليهودي في الصراع وتأجيجه.!
عندما أقول المسألة السورية، فإنني أعتبر الصراع مع الإرهابيين على أرضها، هو امتداد لسايكس بيكو والقضية الفلسطينية شاملة الجولان، ولواء الإسكندرون..!
باختصار، هناك مسألتان أو ثلاث مسائل، يجب ذكرها في هذا الموضوع.!
يقول اليهودي (اليميني) الصهيوني دافيد نجار، في كتابه”قضية لأجل إسرائيل أكبر”، ويدعمه نتنياهو، إن إسرائيل لا تتمكن من احتلال أرض الميعاد كلها من النيل إلى الفرات، بسبب الكثافة السكانية فيها، ولكنها في نفس الوقت، لا يمكنها أن تتجاهل منحة الله لها وهي أرض الميعاد، لأنها بذلك تُغضبه، وحتى ترضي الله، يجب أن تسيطر على المنطقة سياسيا واقتصاديا وثقافيا، وهذا يعادل احتلالها، وبالتالي يرضى الله عنها..
النقطة المرتبطة بذلك، هي التهجير.. التهجير يعتبر من أهم العوامل التي تساعد إسرائيل بالسيطرة على المنطقة، وهذا ما يدفع أردوغان ووكلاءها، لممارسة كل ما يمكنه أن يدفع أهل المنطقة للهجرة.. وأهمه دفع أهل سورية للهجرة.. وهي تدفع أهل المنطقة المغتصبة بدورها للهجرة منها..
المسألة الثانية، هي مسألة الجولان، إن قوة الدول، مرتبطة بقوتها السكانية، التي تعتمد على العدد، وعلى الوضع الاجتماعي والاقتصادي والخلو من الصراعات الداخلية، وإسرائيل ترى أن ذلك كان في سورية قبل بدء الأحداث سنة 2011، ويجب العمل على تدمير البنية السورية كما يحصل حاليا، على يد وكلاء إسرائيل في المنطقة، الذين يعفونها من المسؤولية، مما يمكنها لا حقا من السيطرة.
تعرف إسرائيل أن المجتمع العربي يتأثر بالقادة، وبالتالي عملت مع أمركا على شخصنة المسألة العراقية، التي أصبحت مختصرة في صدام حسين، ومزقت العراق، واليوم تحاول أن تشخصن المسألة السورية ببشار الأسد، من خلال وكلائها العر ب وحلفائها في الغرب وتركيا، عام 2008، وفي آب 2008، نشرتُ في عمودي في جريدة السبيل، نص محضر اجتماع بين الخارجيتين الأمريكية والإسرائيلية، يتعلق بمد خط بترول من كركوك إلى يافا، وذكر المجتمعون فيه أن بشار الأسد يرفض مد الخط عبر سورية، وأنه يمكن أن يمد الخط عبر الأردن، رغم أن الأردن لم يكن في الاجتماع، المهم تم الاتفاق على ضرورة إلحاق بشار الأسد بصدام حسين عقابا له لعدم الرضوخ والتعاون! وهذا ما يحاول أصدقاء إسرائيل ووكلائها في المنطقة أن يفعلوه، مع ملاحظة إصرارهم أن المسألة مسألة بشار الأسد.. وليست مسألة سورية.
ولهذا، سيكون أول واجبات المعارضة التي يسعون لتمكينها من السلطة في سورية، أن توقع معاهدة مع إسرائيل.. وتتنازل عن الجولان، (وعن لواء الإسكندرون) وأن تخدم إسرائيل (وتركيا)، وأن تمد لهما ما تريدان من خطوط النفط والغاز، مع ملاحظة أن كل قيادات المعارضة لا تتخذ موقفا علنيا ناقدا لإسرائيل، أو مؤيدا لمقاومتها.. أو ناقدا لأردوغان!
إذن.. باختصار.. هي إسرائيل الصامتة وسيطرتها ومعها أمريكا وشركاتها.. وليست حكم بشار الأسد..
التعليقات مغلقة.