الاتفاق الروسي الاميركي / ناجي الزعبي
ناجي الزعبي ( الأردن ) الأربعاء 24/2/2016 م …
لا تأبه واشنطن الا لمصالحها وليس مهما بمن ستطيح من الحلفاء والشركاء في سبيل تحقيق هذه المصالح وتوظف كل ادواتها وعملائها في هذا السياق .
تعتبر واشنطن السعودية , وتركيا بمثابة شركاء وليسوا حلفاء يشاركوها ” القيم والمبادئ ” ذاتها كاسرائيل, ولا مانع لديها بسقوطهما معا اذا اقتضى الامر وليس فقط سقوط سيناريوهاتهما برغم دورهما بالغ الاهمية والخطورة في العدوان على سورية الا انها وعند تقاطع مصالحها مع الاطماع والطموحات والهواجس العودية التركية تحسم لصالح السيناريو الذي اعدته في اقبية محابراتها وليذهب الشركاء والحلفاء الى الجحيم .
تشترك واشنطن ” على المستوى الرسمي ” مع روسيا في اعتبار داعش والنصرة ارهابا موصوفا برغم انها من صنعتهما ورعتهما واوعزت بتدريبهما وتمويلهما , وتختلف بذلك مع تركيا , والسعودية , وقطر , والعدو الصهيوني .
و تواصل سعيها لاقامة الدولة الكردية في الشمال العراقي والسوري كامتداد جغرافي لاوراسيا , اي مشروع الطوق الممتد من افغانستان لتركيا ثم الدولة الكردية المزمع انشائها للاحاطة بروسيا ومنعها من التمدد للوطن العربي , والكماشة او الطوق الذي يحيط بالعراق وسورية من الشرق بالدولة الكردية ومن الغرب بالعدو الصهيوني وهذا ما يفسر تواجد قواتها في العراق وسورية ودعمها لقوات سورية الديمقراطية .
بينما تطمح تركيا لاقامة منطقة عازلة في شمال العراق وسورية بعمق 40 كم تحقق الاطماع العثمانية وتمكن حليفها الاوثق قطر من مد خطوط الغاز عبر العراق الى المتوسط وتقطع الطريق على التحالف السوري العراقي الايراني وعلى خطوط الغاز الروسية , وقد انحسرت المنطقة العازلة بسبب خذلان واشنطن والناتو الى 10 كم ثم اصبحت في الاونة الاخيرة قصفا مدفعيا لتل رفعت , والباب , وعزاز .
كما تتطلع السعودية للاطاحة بالدولة الوطنية السورية وتفكيكها والحيلولة دون استمرار التحالف الايراني السوري والمقاومة اللبنانية , ولقطع الطريق على الانتصارات السورية شكلت ما يسمى بقوة التحالف الاسلامي السني للاعتداء على سورية وصعدت تهديداتها لكن التهديدات تراجعت بسبب اعلان واشنطن ( المسيحية ) عدم نيتها قيادة التحالف السني ؟ .
يسابق كيري الزمن لتحقيق وقف اطلاق النار للحد من الانتصارات السورية وفرض واقع جغرافي يمكن مشروعه من ان يرى النور قبل بسط الدولة السورية سيطرتها على كامل ترابها وتجريده وادواته من ذريعة التدخل لمحاربة الارهاب في الوقت الذي يعجز به هو وحلفائه عن التدخل كدولة نظرا لوعيه الاكيد بانه سيصطدم بعجزه عن الحصول على تفويض دولي وعن مواجهة التحالف السوري الروسي الايراني عسكريا”.
اعلنت واشنطن صراحة لقيادة العدوان عدم نيتها دعم الاطماع التركية والسعودية وعدوانهما المبيت ورفضها القيادة الاميركية ( المسيحية لجيش اسلامي) , كما اعلن الناتو ذلك ايضا” تعبيرا” عن اذعانه للاملاءات الاميركية , وعجزه العسكري الذي لم يعد خافيا على احد .
وقد اثار الموقف الاميركي الحنق والغضب التركي والسعودي لكنه وبنفس الوقت خفض مستوى العنتريات والتصريحات النارية التي صدرت من الطرفين .
تصعيد العمليات العسكرية السورية وتحقيق الانتصارات المتتالية واقتراب معركة حلب والرقة بايقاع متسارع يفسر وعي القيادة السورية وحلفائها لما يحاك اضافة لان الاعلان السوري عن اجراء الانتخابات السورية القادمة في نيسان القادم يرسل رسالة للجميع بان سورية صاحبة الكلمة العليا حتى وان سابقت واشنطن وحلفائها وشركائها الريح .
الاتفاق الروسي الاميركي الاخير بلا لون ولا طعم ولا رائحة ولن يكتب له النجاح ببساطة لان من يريد ايقاف العدوان على سورية فالخطوات واضحة بسيطة وهي : اغلاق الحدود التركية , و الاردنية , و اللبنانية ووقف التحويلات المالية للارهابيين .
الظروف الدولية والاقليمية الراهنة لم تنضج لتحقيق الحل السلمي وانهاء العدوان وكل ما تسعى اليه واشنطن هو الحد من الانتصارات السورية , وكلمة الفصل هي بالميدان .
التعليقات مغلقة.