سورية تدخل مرحلة اختبار وقف إطلاق النار…هل يكون بداية الحل؟! / د. خيام الزعبي

 

د. خيام الزعبي ( سورية ) الجمعة 26/2/2016 م …

بعد أن نجحت سورية في تضييق الدائرة على الإرهابيين والقوى المتطرفة، التي دأبت على إرتكاب جرائم ومجازر ضد الشعب السوري، ومحاصرتها والحد من قوتها وأنشطتها، كشف الرئيس بشار الأسد، خلال مقابلته مع احدى الصحف الإسبانية عن تحول جديد في المؤامرة التي تستهدف استقرار وكيان الدولة السورية، وهو محاولة جر الدولة السورية إل مستنقع الفوضي والعنف، الذي غرق فيه ومازال العديد من الدول الأخرى، ومن المؤكد أن تلك المحاولات سوف يكون مصيرها الفشل وسوف تتكسر على صخرة وحدة السوريين التي عاشت سنيناً طويلة موحدة، ولن يستطيع أحد تهديد الدولة أو إسقاطها طالما ظل السوريون يداً واحدة، وجيشها قوياً يحمي سيادتها ووحدة أراضيها.

اليوم في محاولة للوصول إلى حل للأزمة السورية، بعد فشل جميع المباحثات والمفاوضات السياسية حتى الآن، جاء إعلان كل من روسيا وأمريكا، بإتفاق الرئيس الروسي بوتين، ونظيره الأمريكي أوباما، على وقف اطلاق النار في سورية بدءاً من يوم غد السبت، لذلك  يعد اتفاق الرؤى بين أمريكا وروسيا بوقف عملية اطلاق النار بداية لحل الأزمة السورية، والتي ستجنى ثمارها فرصة أكبر للوصول الى حل للأزمة السورية بالحل السياسي والجلوس على دائرة المباحثات والاتفاق مع كل القوى المتصارعة في سورية على نزع السلاح.

في هذا السياق كثف الرئيس الروسي بوتين من جهوده الدبلوماسية لإنجاح الهدنة في سورية حيث أجري اتصالات هاتفية مع زعماء ورؤساء عدد من الدول لبحث المسائل المتعلقة بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، وتناول بوتين مع الرئيس الأسد القضايا المتعلقة بتطبيق اتفاق الهدنة، حيث أكد الرئيس الأسد التزامه بتنفيذ الاتفاق الذي اعتبره خطوة مهمة باتجاه التسوية السياسية، واتفق الرئيسان حول أهمية الاستمرار في مواجهة تنظيمي داعش وجبهة النصرة وغيرهما من المجموعات الإرهابية، وفي الوقت نفسه، أجري بوتين اتصالا هاتفيا مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود اتفقا خلاله على استمرار التواصل بشأن سورية، أشاد الملك سلمان بالإتفاق، وأبدي استعداده للمساعدة في تنفيذه، واتفق الجانبان على مواصلة الاتفاق بهذا الشأن. كما ناقش بوتين مع نظيره الإيراني حسن روحاني الهدنة، واتفقا على الحاجة إلى مواصلة المعركة ضد التنظيمات الإرهابية الأخرى المدرجة على قائمة عقوبات مجلس الأمن الدولي.

مجملاً… تعد خطوة وقف اطلاق النار التى اتخذتها واشنطن وموسكو بداية للدخول فى فكر موحد ومشترك يجمع بين قوتين عظمتين فى المنطقة بعد اختلاف الرؤى بينهما حول استمرار النظام السياسي وبداية أيضاً لحل الأزمة في سورية، وهنا يمكنني القول بأن هناك أمل كبير فى أن يتم هذه المرة تطبيق قرار وقف اطلاق النار لأن هذا الاتفاق الزم بوضوح جماعات المعارضة المسلحة بوقف كل أعمالها العسكرية بما فى ذلك محاولة الاستيلاء على اراض جديدة ووقف إطلاق جميع القذائف والصواريخ المضادة للدروع ضد الجيش السوري، كما الزم الاتفاق تحالف الجيش السورى وقوات الجو الروسية بتسهيل وصول المساعدات إلى المناطق المحاصرة وبهذا التحديد الواضح اصبحت داعش وجبهة النصرة التى تتبع تنظيم القاعدة هما الجماعتين الاساسيتين اللتين يتوافق الجميع على حربهما وطردهما من الاراضى السورية.

اليوم هناك تحركات متسارعة ومكثفة على أكثر من جبهة، وتصريحات عدة  لمسئولين دوليين وإقليميين، تشير في جملتها إلى أن المنطقة على أبواب مرحلة جديدة، وأن مرحلة الصراعات والفوضى التي عمت المشرق العربي، في السنوات الخمس الماضية، قد إستنفذت غاياتها، وأننا نتجه نحن مرحلة التسويات، وهنا، فإن الملفات المتداخلة في المنطقة ستخضع لما قد يحدث في الفترة المقبلة وتتأثر بها، وجميع الإحتمالات واردة والجيش السوري يواصل انتصاراته، والذي قام بقلب الموازين وأسقط الحسابات، وأظن ان واجب الدول الصديقة لسورية ومسئولياتها القومية يلزمانها دعم هذا التطور ومساندة قرار وقف اطلاق النار والبحث عن حلول لإيجاد الأرض المشتركة والمخارج المناسبة لإنهاء الصراع في سورية، وبإختصار شديد لنعمل سوياً من أجل أن تنتصر سورية، ليرفع إنتصارها راية وحدة وطنية في وجه أعداؤها ولتنقلب طاولة الطائفية على رؤوسهم كما أرادوها أن تنقلب على رؤوسنا ورؤوس أبنائنا.

[email protected]

 

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.