تقرير حول مباحثات الملك عبد الله الثاني ـ أوباما .. تناولت العلاقات الثنائية اقتصاديا وعسكريا وأمنياً ..

 

محمد شريف الجيوسي ( الخميس ) 25/2/2016 م …

** تطابق في كل الأمور ، المتعلقة بسورية والعراق والإرهاب وما يسمى ” عملية السلام ” بين الفلسطينيين و” الإسرائيليين “

** أوباما يتحدث عن دور محوري ومميز للأردن في المنطقة

** الملك يعرب عن امله في تقدم المباحثات الروسية الأمريكية ويقاسم أوباما تفاؤله الحذر من نتائج إيجابية للإتفاق ...

** واشنطن ترفع مساعداتها للأردن إلى مليار و275 مليون دولار .. وأوباما يوقع تشريعاً للتعاون الدفاعي بين عمان وواشنطن لعام 2015، يضع الأردن على قائمة الحلفاء الأطلسيين، ويسهل الإجراءات المتعلقة بالمساعدات العسكرية له

عقد الملك عبدالله الثاني، في واشنطن امس الأربعاء، لقاء قمة مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما، تناولت( الجهود الدولية المبذولة لمحاربة الإرهاب والتطرف في الشرق الأوسط والعالم، ومستجدات الأزمة السورية،وجهود إحياء مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين).

وتطرقت القمة، بحسب بترا اليوم الخميس ؛ ، ، إلى سبل ترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين الأردن والولايات المتحدة، في إطار ( الدور المحوري الذي يقوم به الأردن في المنطقة.

وفي تصريحات مشتركة، بعد لقاء القمة، أكد الزعيمان حرصهما المشترك على إدامة التنسيق والتشاور بين قيادتي البلدين حيال التعامل مع التحديات التي تواجه المنطقة والعالم، وسبل تطوير علاقات التعاون الثنائية.

وعبر الملك عن إمتنانه للدعم الذي قدمته أمريكا للأردن على الصعيد الاقتصادي، ما يمكّن من التعامل مع تحدي اللاجئين السوريين وعلى الصعيد الأمني والعسكري لحماية حدودنا ومصالح شعبنا.

وشكر الملك  ؛ الرئيس أوباما على ( قيادته الفذة في التصدي لخطر عصابة داعش، بخاصة عندما يتعلق الأمر بمواجهة التحديات في سورية ).

وأضاف الملك عبد الله الثاني، ( نحن جميعا نعمل سويا، كأعضاء في المجتمع الدولي، لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية، وفي ذات الوقت فإن مواجهة خطر داعش قد أخذ حيزا من مباحثاتنا اليوم، وكيفية التغلب عليه بالسرعة الممكنة، ليس في سورية فقط، بل أيضا في العراق، وذلك من خلال التواصل مع أشقائنا هناك، ليكونوا شركاء في جهود التصدي للإرهاب والتطرف).

مؤكداً أن التنسيق مع الولايات المتحدة في أعلى مستوياته).

معبراَ عن تفاؤله بحجم مساهمة الولايات المتحدة في التعامل مع قضايا المنطقة، ودورها القيادي إزاء الوضع في سورية.

ومعرباً عن أمله بـ ( أن تحرز النقاشات مع روسيا عن تقدم في الاتجاه الصحيح، وبالنظر إلى الموضوع من زاوية أوسع)، بخاصة تحدي مواجهة عصابة داعش والمجموعات الإرهابية المرتبطة بها في العالم، ورأى الملك ( أن العالم في وضع أفضل الأن، وذلك بفضل القيادة الأمريكية لهذه الجهود).

كما تناولت المحادثات سبل إعادة الأمل للعملية السلمية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مبديا ضرورة زرع الأمل لدى الطرفين، لبحث ما يمكن  القيام به سنة  2016، ولـ ( بناء زخم للمضي في الاتجاه الصحيح).

من جهنه قال الرئيس الأمريكي ، أن ( الملك عبدالله الثاني، أحد أهم حلفائنا في العالم) . وقد أجرينا مباحثات مثمرة حول التحديات التي تواجه الأردن في هذه الأوقات، وفي منطقة تعاني من ظروف في غاية الصعوبة.

وأضاف أوباما أن معظم النقاش تركز حول الوضع في سورية والعراق والجهود المشتركة لمكافحة عصابة داعش، حيث يعد الأردن شريكا مميزا في هذه العملية.

واعتبر أوباما أن هناك تقدما في دحر داعش في الأراضي العراقية، والآن في بعض المناطق في سورية. ولكن لا يزال هناك عمل كثير ينبغي القيام به. لذلك فإن التنسيق بين بلدينا وشركائنا الآخرين في التحالف في غاية الأهمية، وقد قدم الأردن إسهاما كبيرا بهذا الصدد، فـ (الأردن بلد محوري يتجاوز إمكانياته المحدودة عندما يتعلق الأمر بمحاربة داعش).

وأشار أوباما إلى أنه أطلع الملك على المحادثات التي أجراها مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بخصوص اتفاق وقف إطلاق النار، ومعبراً عن حذره للغاية بشأن رفع مستوى التوقعات ، فالوضع على الأرض صعب، لكننا شهدنا تقدما متواضعا على مدى الأسبوع الماضي أو نحو ذلك فيما يتعلق بإيصال المساعدات الإنسانية إلى السكان المعرضين للخطر.

ورأى أوباما أن تراجع حدة العنف  في الأسابيع القليلة المقبلة ، سيوفر أرضية للوصول إلى وقف لإطلاق النار على مدى أطول في كل من الشمال والجنوب، وسيسمح بالمضي في عملية الانتقال السياسي الضرورية لوضع حد للحرب الأهلية في سورية. كما سيسمح بعد ذلك بتركيز جهود جميع الأطراف في المجتمع الدولي بأكمله، بما في ذلك روسيا، لملاحقة داعش وهزيمتها، وهو الأمر الذي لا يتم الأن بقوة.

وقال اوباما أن حديثه والملك الأردني تناول موضوع اللاجئين السوريين والعبء الذي يتحمله الأردن ودول أخرى في المنطقة، معتبراً أن بلاده  مساهم رئيسي في الجهود الجارية لإيواء وتوفير الرعاية الأساسية لهؤلاء اللاجئين، لكن أرقام ( اللاجئين ) تتزايد، وقد عبرت اعن التزامنا نحو الأردن ليظل قادرا على مساعدة من يحتاج إليه، وستكون الولايات المتحدة شريكا قويا له وسوف نتأكد، فعلا لا قولا، من أننا نوفر الدعم الكافي فيما يتعلق بهؤلاء اللاجئين.

وبين أوباما أن المباحثات تناولت أيضاَ ، المساعدات الاقتصادية والعسكرية التي قدمناها ونقدمها للأردن، نظرا لكل ما يقوم به هذا البلد لصالح المنطقة والعالم.

ووجه أوباما حديثه للشعب الأردني ، داعياً إياه  للعلم بأن يعلم أن الولايات المتحدة موجودة لمساعدته في كل خطوة يقوم بها.

وكشف أوباما عن ان المباحثات تناولت الوضع في (إسرائيل) والضفة الغربية ( الفلسطينية المحتلة منذ سنة 1967 ) ، وما أسماه ( التوتر القائم بين الإسرائيليين والفلسطينيين ) هناك. مقراً بصعوبة ما قال أنه ( إعطاء الأمل بدل اليأس ) للفلسطينيين والإسرائيليين ، منوها بدور الأردن في الحد من التوتر في الأقصى .  

مشدداً على أن الأردن والولايات المتحدة على اتفاق تام حيال كل القضايا المطروحة، وسوف يستمر الحال على ذلك بفضل القيادة الحكيمة للملك، الذي أقدر وجوده هنا اليوم”.

وفي رد للملك عبد الله الثاني ، حول الوضع في سورية والتعاون الأردني الأمريكي في التعامل مع مختلف التحديات في المنطقة، قال أن التنسيق بين الأردن والولايات المتحدة مميز، وأحد أسباب وجودنا هنا هو التأكد من التقدم في ذلك.

 وتابع الملك القول ، أن العملية السياسية تحظى بالأولوية في الوقت الراهن، وكلنا داعمون لما يقوم به الوزيران جون كيري وسيرغي لافروف في إطار العملية السياسية؛ وفي البعد الثاني لهذه العملية هو محاربة عصابة داعش ودحرها، وأعتقد أن هذين البعدين يكملان بعضهما وبخاصة فيما يتعلق بجنوب سورية.

واعتبر الملك أن وقف إطلاق النار في الجنوب السوري وبالقرب من الحدود الأردنية، أمر أساسي للعملية السياسية، وستساعد في تحريك الوضع السياسي للأمام بين النظام وقوات المعارضة. في المحصلة فإن داعش عدونا جميعاً.

داعياً لمتابعة التقدم الذي تم إحرازه بين وزيري الخارجية كيري ولافروف، ولكن يجب أن نبقى متفائلين بحذر إزاء إحراز تقدم في العملية السياسية.

وتم خلال جلسة المباحثات الموسعة بين الزعيمين، مناقشة سبل تعزيز العلاقات الثنائية، لاسيما المتعلقة بالتعاون العسكري والأمني في ضوء قانون دعم التعاون الدفاعي الموقع مؤخرا مع الأردن.

كما جرى، بين الزعيمين، بحث الأزمة السورية في ضوء المعطيات الجديدة المتعلقة بوقف إطلاق النار ومتابعة تنفيذ بيان مؤتمر ميونخ للأمن على أرض الواقع، وأهمية الوصول إلى حل سياسي شامل يضمن وقف نزيف الدم وسلامة ووحدة سورية أرضاً وشعبا.

وتناول الملك والرئيس الأمريكي ، مخرجات مؤتمر لندن، حيث جرى التأكيد على ضرورة تنفيذها، ودعم الأردن بنهج مستدام يرتكز على جذب الاستثمار وتحفيز النمو وليس المساعدات فقط.

وتطرقت المباحثات الموسعة أيضا إلى بحث سبل دعم جهود الحكومة العراقية في محاربة الارهاب ودحر عصابة داعش الإرهابية، والتأكيد على ضرورة تقديم الدعم للعراق للقضاء على داعش وغيرها من التنظيمات الإرهابية، وضمان وحدة وسلامة العراق بمشاركة جميع مكوناته.

وجرى الوقوف على الجهود الدولية في مكافحة الارهاب، مع التأكيد على أهمية محاربته بنهج شمولي يشمل جميع النواحي الأمنية والعسكرية والأيديولوجية، إضافة إلى التشديد على أهمية تسليط الضوء على محاربة جميع بؤر الارهاب في الشرق الأوسط وآسيا وإفريقيا وغيرها من المناطق.

وتم التطرق إلى الوضع في ليبيا، والتأكيد على ضرورة التحرك وتوحيد الجهود لمنع عصابة داعش الإرهابية من إيجاد موطئ قدم لها هناك.

وتناولت القمة سبل إحياء مفاوضات السلام، والتأكيد على ضرورة تصدر القضية الفلسطينية لسلم الأولويات كونها القضية المركزية في الشرق الأوسط.

حضر لقاء القمة: ولي العهد الأردني ؛ الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ورئيس الديوان الملكي الهاشمي، ونائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين، ومدير مكتب الملك، والسفيرة الأردنية في واشنطن.

وكان الكونجرس الأمريكي قد أقر بالإجماع رفع المساعدات المالية السنوية المقدمة للأردن للعام الحالي إلى مليار و275 مليون دولار ، وذلك لدعم اقتصاد الأردن وحماية أمن الحدود ومكافحة الإرهاب، والتخفيف من الأعباء التي يتحملها جراء أزمات المنطقة.

كما وقع الرئيس الأمريكي باراك أوباما أخيرا تشريع التعاون الدفاعي بين الولايات المتحدة والأردن للعام 2015، وبما يدعم التعاون العسكري بين البلدين ويضع الأردن على قائمة الحلفاء بنفس وضع دول حلف شمال الأطلسي، ويسهل الإجراءات المتعلقة بالمساعدات العسكرية له .

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.