فك وتركيب / ناجي الزعبي
ناجي الزعبي ( الأردن ) السبت 27/2/2016 م …
تعاني السعودية الويلات من “حكمة” القيادة الحالية التي تمضي بها الى الهاوية فالمنطقة الجنوبية تخضع لسيطرة الثورة اليمنية من عسير الى نجران وجيزان وسط صمت دولي مريب وعجز سعودي عن فعل اي شئ باستثناء تحمل الخسائر عند كل محاولة لاستعادة سيطرتها على تلك المناطق .
كما تلتهب المنطقة الشرقية وخصوصا بعد اغتيال الشيخ النمر المحسوب على السنة والشيعة فقد اجج اغتياله الظالم البشع مشاعر النقمة الكامنة بانتظار فتيل الاشعال ، وفصل المنطقة التي تتواجد بها واحدة من اكبر شراكات النفط بالعالم واخضاعها للسيطرة الاميركية لسرقة نفطها وثرواتها .
وتتورط بعدوان غاشم على سورية والعراق و اليمن فاقت كلفته مئات المليارات التي تصب بخزائن شركات صناعة الاسلحة الاميركية عابرة القارات ، وقد نتج عن هذا العدوان ازمة اقتصادية عميقة فاقمها خفض السعودية نفسها لاسعار النفط للاطاحة بالاقتصاد الايراني والروسي والفنزويلي لكن خفض الاسعار ارتد عليها حدة في الازمة الاقتصادية بحيث خرجت علينا رئيسة صندوق النقد الدولي بوصفة تطالب بها دول الخليج بفرض مزيد من الضرائب لتعويض النزيف المالي بسبب التورط بالعدوان على الشعب السوري والعراقي واليمني .
وهي الان تعد قوة قوامها ١٥٠ الف مرتزق من ٣٤ جنسية لشن عدوان بري مباشر على الشعب السوري يستنزف المليارات .
ففي حالة الاقدام على خطوة الاعتداء على سورية ستكون قد شرعت الباب على مصراعيه لمشروع تفكيك السعودية وتفجيرازماتها وتناقضاتها الداخلية ، وفي الاسرة المالكة تحديداً ، فقد خرج الملك سلمان على قواعد توارث الحكم الذي درج عليه ال سعود وكان سبباً في استتباب الملك للعائلة بتعيين ولده ولياً لولي العهد في خروج سافر على تقاليد توارث الحكم مما سيفجر النقمة والاحساس بالغبن والاستئثار بالملك حينما تلوح الفرصة ، واخلت الجبهة الداخلية من الجيش الذي يصون وحدتها ويحمي نظامها وامنها واستقرارها ، وسوغت لايران الدفاع عن سورية ودعم الثورة اليمنية واسقطت الاتفاق مع روسيا الذي نص على عدم تزويد الثورة اليمنية بالاسلحة وخصوصا المقاومة للطائرات نظير عدم الاعتداء على سورية ، وبالتالي فستعمل روسيا وايران على تسليح الثورة اليمنية واغراق الاسواق بالنفط لتخفيض اسعاره، وتجعل من الجبهة الداخلية هدفا للاستهداف العسكري
كما سيجابه عدوانها البري قوات ايرانية وروسية اضافة لسلاح الجو الروسي .
ويعجل بتنفيذ مخطط انتزاع المناطق الشمالية من السعودية والحاقها بالاردن وفقا لسيناريو التفكيك ، بعد تحرير المنطقة الجنوبية واعادتها لاصحابها اليمنيين الاصليين .
وقد اصبحت السعودية بفضل السياسة الحكيمة اقرب الى تركيا المعزولة عن كل اصدقائها وحلفائها وجيرانها ولا تحتفظ الا بصداقة العدو الصهيوني برغم التفاف الدول المرتزقة التي لا يعول عليها في الازمات الحقيقية وهي تمضي الى مزيد من العزلة فقد اصدر البرلمان الاوروبي قرارا بوقف تسليح السعودية بسبب المجازر والانتهاكات باليمن , وفي لبنان استفزت معظم القوى والشعب اللبناني بمحاولة اذلاله وتفجير جبهته الطائفية الداخلية واستهداف حزب الله بسبب امتناعها عن الافراج عن هبة المليارات الثلاث المتوقفة اصلا وبسبب تحريضها دول الخليج على طرد الرعايا اللبنانيين وسحب رعاياها من لبنان وصرح كيري بان واشنطن لن تقود ( القوة المسلمة السنية التي ستشن عدوانها على سورية ) , واعلن الناتو انه لن يدعم هذا العدوان .
تمنح السعودية بغطرستها وتطرفها خصومها نصرا مجانيا على قاعدة ان النصر لا يعتمد فقط على الاعداد ، والعدة والذكاء ، بل ايضاً على غباء الخصم, وترسي قواعد الاعتداء والخروج على الاعراف والقوانين والشرعية مستخدمة القوة المسلحة وسطوة المال وشراء الذمم وافسادها في غياب عن الواقع وعدم القدرة على قراءة المتغيرات وموازين القوى في الوقت الذي تنفتح به ايران على اوروبا واميركا الشمالية واللاتينية واسيا وافريقيا وتجري انتخاباتها وفقا لمعايير رفيعة تغرق مملكة الظلام التي مكث وزير خارجيتها اريعين سنة على راس وزارته .
يقول الغزالي : ليس بالضرورة ان تكون عميلاً لتخدم اعداء الوطن ، يكفي ان تكون غبياً لتفعل ذلك .
هذا السيناريو يمهد لاعادة تركيب دول الخليج الذي ستلعب به عمان دورا محوريا ً نظرا لرصانة ما انيط بها وما اتخذته من مواقف وادوار في الفترة الماضية ،
بحيث تصبح حلقة الوصل مع ايران الحديثة الممتدة على الوطن العربي والخليج ، وتخرج دول الملح والظلام والجهل والتخلف من خارطة التاريخ كوصمة يجب تفادي تكرار تجربتها ، فهل تعي دولة الملح والنفط الاسود ماذا اعد لها قبل فوات الاوان
التعليقات مغلقة.