سورية دخلت وقف النار: فرار جماعي لـ«النصرة»… والجماعات المسلحة تنقسم التصعيد السعودي مستمرّ.

 

السبت 27/2/2016 م …

كتب المحرر السياسي / الأنباء اللبنانية …

مع الساعة الصفر من هذا الصباح دخل وقف النار في سورية حيّز التنفيذ، بعدما تعمّد بقرار من مجلس الأمن الدولي، وتشكلت له لجنة ارتباط برئاسة ثلاثية روسية أميركية أممية، لمراقبة درجة التقيّد بأحكامه والتحقيق بالشكاوى الواردة من الأطراف المنضوية في مساره، وأعلن المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا أمام مجلس الأمن مع التصويت على الدعوة الروسية الأميركية المشتركة لقرار الهدنة، الدعوة إلى استئناف المفاوضات السياسية بين الحكومة السورية ووفد يمثل المعارضة في السابع من الشهر المقبل.

النتائج الفورية لبدء تطبيق وقف النار كانت، في المناطق السورية موزّعة بين أربع حالات يختلف بعضها عن البعض الآخر، فجبهة إدلب جسر الشغور، امتداداً إلى جبهة خناصر مروراً بمحاور الباب وأعزاز شهدت المزيد من التصعيد والمواجهات حيث التقدّم لحساب الجيش السوري، ولجان الحماية الكردية، ومواقع «داعش» كانت عرضة للمزيد من الهجمات المدروسة والمحكمة، تُصاب بخسائر جسيمة بأفرادها ومُعَدّاتها، بينما سُجلت حالات فرار جماعي من جسر الشغور ومحاور إدلب في جسم «جبهة النصرة».

في محاور إدلب كانت الحالة الثانية، حيث أعلنت الفصائل المسلحة التي كانت تعمل تحت لواء الائتلاف المعارض ويتبع أغلبها للمظلة التركية، وفي مقدمتها «أحرار الشام»، رفضها منح التفويض إلى رياض حجاب ومعاونيه لترتيبات وقف النار، مبايعة «جبهة النصرة» التي خيّرت هذه الجماعات بين المبايعة ورفض الهدنة أو مغادرة المناطق التي تسيطر عليها النصرة.

في محاور الوسط السوري بين ريفَيْ حمص وحماة الشماليين كما في محاور جنوب سورية بين محافظتَيْ درعا والقنيطرة، حيث تتشارك فصائل منضوية وراء الائتلاف ومحسوبة بصورة مباشرة على السعودية، مع وحدات لـ«جبهة النصرة» بصورة متوازنة نسبياً في القوى بين الفريقين، كان التشوّش والارتباك والصورة رمادية حول كيفية سير وقف النار الذي ساد للساعات الأولى دون أن يتضح مسار الساعات والأيام المقبلة، في كيفية تصرّف الجماعات المسلحة في ضوء مواصلة الحرب على «جبهة النصرة»، من قبل الجيش السوري وحلفائه بتغطية نارية من الطيران الروسي وفقاً لنص القرار، وحيث تتوقع مصادر متابعة أن تتحكم موازين القوى برسم الصورة، فحيث تتمكن «النصرة» من السيطرة سيتكرّر مشهد الشمال السوري بالالتحاق بـ«النصرة» وسحب التفويض من حجاب وفريقه.

في دمشق وغوطة دمشق حالة رابعة، حيث كان الهدوء شاملاً، ولم تُسجَّل حتى الساعات الأولى من الصباح أيّ أصوات للقذائف وإطلاق النار التي اعتادت العاصمة على أن تسيطر أصواتها على ليلها، وبدا أنّ الجيش السوري قرّر رغم وجود جيوب لـ«النصرة» و«داعش» تعميم وقف النار على دمشق وريفها، لتنعم بهدوء وسكون لم تعرفه منذ زمن طويل.

في لبنان لا زالت عاصفة الغضب السعودية وتداعياتها ترسم المشهد السياسي الداخلي، حيث الرئيس سعد الحريري يقود حملة إعلامية شعبية للتعبئة تحت شعار «إسألوا حزب الله»، وحيث في المقابل مساعٍ للتهدئة يقودها الوزير السابق عبد الرحيم مراد من بوابة الدعوة إلى حوار أركان الطائفة حملها إلى الحريري، كمدخل لوساطة تهدّئ التوتر المذهبي وتفتح كوة في جدار العلاقة السعودية مع حزب الله، بعدما جرى تطبيع علاقة مراد بكلّ من الرياض والحريري.

حزب الله المعنيّ الأول ردّ على لسان نائب الأمين العام الشيخ نعيم قاسم على مطالباته بالاعتذار من السعودية، بالقول إنّ مَن عليه الاعتذار هو مَن يعتدي، وحزب الله ولبنان يتعرّضان للعدوان وعلى السعودية الاعتذار، بينما كان رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان، يطلق بحضور قيادات فلسطينية من تنظيم الصاعقة كانت في زيارة لمقرّ الحزب، دعوته لعدم الزجّ بمصطلح العروبة في السجال السياسي في غير مكانه بقوله، إنّ بوصلة العروبة الوحيدة ستبقى فلسطين.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.