قادة انتهازيون حولوا الاحزاب الحاكمة في العراق الى اشبه بالمافيات / كاظم نوري الربيعي

 

كاظم نوري الربيعي ( العراق   ) الثلاثاء 1/3/2016 م …

هل  ينفي احد  من ان هناك احزابا  كانت  ولاتزال   موجودة وبمسميات مختلفة  تزعمها ساسة كثيرون سواء تسلمت تلك الاحزاب السلطة والحكم  في العراق   ام انها  انفردت بالحكم  او شاركت  فيه مثل البعث والشيوعي  والدعوة واحزاب الكرد الى جانب احزاب صغيرة اختفت  ولسنا هنا  بصدد الحديث عن الاحزاب التي كانت موجودة في العهد الملكي قبل سقوطه  في ثورة عام 1958 او التي تشكلت بعد غزو واحتلال العراق عام 2003 لاسباب معروفة .

 ومن يرجع ال ادبيات تلك الاحزاب وتاريخها  السياسي ينبهر حقا من “  الشعارات ” والمبادي والحديث عن التضحيات  منها من اطلق على نفسه تسمية  حزب الامة العربية ومنها من وصف نفسه ممثل العمال والفلاحين والمدافع  الوحيد عنهم  مبشرا باقامة دولة العمال الفلاحين ومنها من شدد على امة المسلمين” والنهوض بها.

والملاحظ   ان جميع تلك الاحزاب تتعهد في  ادبياتها  قبل تسلم السلطة  في ” محاربة الاستعمار “و الامبريالية” الامريكية  وتقديم افضل الخدمات للمواطن الذي انبهر بتلك الشعارات  وانضم اليها او انه ارغم على الانضمام لها  جراء ضغوط او اغراءات ” ترهيب وترغيب” كما حصل في فترة زمنية يتذكرها الجميع والتي كان شعارها ” الما  ايصفق  عفلقي ” دون ان اكمل بقية الشعار الذي يعرفه الكثيرون او شعار  ” ان جميع  العراقيين بعثيون ” حتى وان لم ينتموا” الى اخر تلك الشعارات  المضحكة .

هناك مثلا من نراه متقدما الصفوف في  فترة  حزب البعث ثم قفز الى حزب اسلامي” وسبق كل ذلك انه كان ” شيوعيا . ظهر ذلك في العراق مثل هذا التيار الانتهازي ويتصدر  الفيادة الان بعض من هؤلاء الانتهازيين وتسلموا مناصب وزارية وامنية في سلطة ما بعد الاحتلال  بعد ان كانوا شيوعيين ثم تحولوا الى بعثيين ثم اصبحوا ” اسلاميين” بعد ان ختموا جباههم ب” الختم الاسود”.

 ماذا ترجون من مثل هؤلاء  الانتهازيين والنفعيين من فاقدي ” الشرف في مبادئهم التي يصرحون بها    ان يقدموا للمواطن والوطن العراقيين؟؟ فالذي كان شعاره “  الشيوعية اقوى من الموت واعلى من المشانق” اسرع وانضم الى البعث وبات يردد شعارا اخر” هو لما اعتنقنا البعث كنا تعلم ان المشانق  للعقيدة سلم ” لكن هذ الشخص نفسه قفز من ” مركب البعث لينضم الى ” جوقة اخرى ” تراهم يسبحون ويرددون الايات  والاحاديث الدينية  زيفا ” لكنه هو ومن معه مع حملة  شعارات محاربة الامبريالية وتقديم التضحيات من اجل ذلك اجتمعوا تحت خيمة ” الامبريالية” التي بنتها لهم بعد عام 2003 الكارثي الذي   اتجهت  معه مصائب العراق  اتجاها خطيرا .

ما الذي استجد وجعل هؤلاء جميعا  يستبدلون جلودهم وينزعزنها كما تنزع الاحذية  ويلتقون؟؟ هل هي ” ديمقراطية العم سام الزائفة” ام ان  شيئا ما بات في الافق  فتح شهيتهم ؟؟.

السنوات التي اعقبت الغزو والاحتلال كشفت زيف هؤلاء وكذب شعاراتهم لان واقع الحال في العراق اليوم يؤكد ان  هؤلاء ” مجرد  متاجرين ب” الشعارات” التي  ضحى   من اجلها  وبصدق الكثيرون الذين لم يكونوا يشعروا ان حزبهم او  تنظيمهم السياسي سوف يجلس الى جانب ” خصم اقام الدنيا ولم يقعدها في شعارته من اجل محاربته .

من كان يتصور ان حزبا كالشيوعي العراقي يصل الحال به ان تجلس قيادته الى جانب قيادات في احزاب وجماعات كانت من وجهة نظره ” رجعية” و” عميلة”.

ومن كان يتصور ان حزبا مثل ” الدعوة هو الاخر يسلك ذات السلوك والمنحى وهو الذي  يكفر مد اليد الى “  ماما امريكا” او البعث وهو الذي انتقى اكثر البعثيين اجراما ليضمهم   الى جانبه في ظل حكومات فاشلة  يقودها في العراق منذ الاحتلال  كانت بمثابة فاجعة حلت بالبلاد.

يتضح من خلال الذي نراه اليوم ان   كان هناك قادة اشراف  كانوايعملون في جميع هذه الجماعات والاحزاب ذات  التاريخ السياسي في العراق سابقا  سواء في البعث او الشيوعي او الدعوة او غيرها  فانها لم تعد موجودة   لان تلك القيادات اما جرت تصفيتها مثلما حصل مع  قيادات بعثية اثناء الحكم  السابق او انها اعتزلت ونات بنفسها او انها ضحت كما ضحت قيادات شيوعية يشهد لها  تاريخ  العراق اما المتبقي فهم مجرد ” منتفعين” طارئين ليس على تاريخ الاحزاب التي يتحدثون عنها  بل انهم طارئون على العراق وشعبه  ولن نلمس ان احدا من قادة هذه الجماعات ” المتمترسة” في المنطقة الغبراء ان يشعر بحس من الوطنية والحرص على بلد يتجه نحو  مستقبل مجهول   تتلاقفه مشاريع التقسيم تارة والطائفية تارة اخرى مثلما يعيش اوضاعا هامشية اوصلته الى حافة الانهيار لكن القابعين وراء المناصب يصرون على سياستهم الفاشلة  منتظرين اخر قطرة نفط تصدر الى الخارج لتتلاقفها جيوب الانتهازيين الذين يقفزون من حزب الى اخر ومن قارب اوشك على الغرق الى قارب اخر وبخفة نادرة .

 وباتت لديهم الخبرة في هذا المجال  ” مجال اللغف والنهب والحصول على المنصب “  وتتصدر  هذه النماذج المنتفعة الواجهة حتى على حساب الكرامة والاخلاق والشرف “   خبرتهم لاتضاهيها  اية خبرة اخرى جديرة بالاحترام ولن تاتي بانتهازية على شاكلة انتهازية المتصيدين بالماء العكر من الذي يستغلون  ماسي الشعب والوطن وتحولت كل شعاراتهم السابقة  الى شعار  واحد هو ” مصائب قوم عند قوم فوائد .

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.