النص الكامل لمقابلة الرئيس الأسد مع التلفزيون الألماني

 

الأربعاء 2/3/2016 م …

*على كل مسلح سوري التخلي عن سلاحه ليعود كمدني ونحن نمنحهم العفو الكامل

أكد السيد الرئيس بشار الأسد أن الإرهابيين خرقوا اتفاق وقف الأعمال القتالية في سورية منذ الساعة الأولى وأن الجيش العربي السوري امتنع عن الرد على ذلك لإعطاء فرصة للحفاظ على الاتفاق.

وأوضح الرئيس الأسد في مقابلة مع التلفزيون الألماني “إي آر دي” اليوم أنه يتوجب على كل مسلح سوري التخلي عن سلاحه وألا يحمل السلاح ويلحق الأذى بالأشخاص والممتلكات ليعود كمدني ونحن نمنحهم العفو الكامل.

ولفت الرئيس الأسد إلى أن إجراء الانتخابات التشريعية هو تعبير عن الالتزام بالدستور الذي هو رمز سيادة البلد واستقلاله، مشيراً إلى أن الانتخابات ليست هواية ولا وجهة نظر بل تعكس الدستور الذي علينا الالتزام به.

وبين الرئيس الأسد أن الأمر الأكثر إنسانية من استقبال المهجرين هو مساعدتهم على البقاء في بلادهم من خلال المساعدة على تحقيق الاستقرار فيها والعمل ضد الإرهاب وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.

وفيما يلي النص الكامل للمقابلة:

الصحفي:

سيادة الرئيس، أشكركم جزيل الشكر نيابة عن التلفزيون الألماني ARD لمنحنا هذه المقابلة.

الرئيس الأسد:

أهلاً وسهلاً بكم في سورية.

السؤال الأول:

بالأمس، كنّا نصوّر في الجامع الأموي، وأجرينا بعض المقابلات مع الناس حول وقف إطلاق النار. شخصٌ يبيع الشاورما قال لنا: “قد يكون هذا يوماً تاريخياً.” وبالتالي، فإن سؤالي سيادة الرئيس هو: هل توافقون على أن ذاك كان يوماً تاريخياً، وهل نحن في لحظة مفصلية من تاريخ سورية؟

الرئيس الأسد:

لنقُل إني آمل أكثر مما أوافق، لأننا اتفقنا على وقف الأعمال القتالية، كما أعلنّا الأسبوع الماضي، لكن لنقُل إن هناك بارقة أمل الآن، بالنسبة للسوريين، بالنسبة لنا جميعاً. لكن عادة، عندما يكون هناك وقف إطلاق نار أو وقف أعمال قتالية، أو مثل هذا الاتفاق، الذي يكون ثنائياً، فسيكون من الصعب المحافظة عليه، فما بالك عندما تتحدث عن أطراف عدة. وعندما أقول أطراف عدة، فإنك تتحدث عن أكثر من مئة فصيل من الإرهابيين، والعديد من البلدان التي تدعمهم.

و لنقُل أنك تتحدث عن معسكرين لهما أهداف متناقضة فيما يتعلق بوقف الأعمال القتالية أو بذلك الاتفاق. إذاً، لنقُل إني آمل، وسنقوم بما يترتب علينا لإنجاحه، لكن الإرادة الطيبة لا تكفي.

الإرهابيون خرقوا اتفاق وقف الأعمال القتالية منذ الساعة الأولى ونحن كجيش سوري نمتنع عن الرد للمحافظة على الاتفاق

السؤال الثاني:

ماذا تفعلون، أنتم والحكومة السورية، لجعل وقف إطلاق النار مستقراً؟

الرئيس الأسد:

في الواقع، لقد بدأ قبل أقل من 48 ساعة، حيث كنتم هنا خلال الأيام القليلة الماضية وأعتقد أنكم تعرفون أن الإرهابيين خرقوا ذلك 1الاتفاق منذ الساعة الأولى. نحن، كجيش سوري نمتنع عن الرد كي نعطي فرصة للمحافظة على ذلك الاتفاق. هذا ما نستطيع فعله، لكن في النهاية هناك حدود. وهذا يعتمد على الطرف الآخر.

السؤال الثالث:

لماذا استغرق الأمر هذا الوقت الطويل للتوصل إلى اتفاق؟

الرئيس الأسد:

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً للتوصل إلى اتفاق، بل استغرق وقتاً طويلاً كي تعمل البلدان الأخرى، التي تشرف على الإرهابيين، وخصوصاً الأمريكيين، على الاتفاق. بدؤوا يتحدثون عنه قبل بضعة أشهر وحسب. بالنسبة لنا، ومنذ البداية، بدأنا هذه العملية على المستوى المحلي، وليس على مستوىً شامل، وهو ما سمّيناه المصالحة المحلية عندما يكون هناك وقف للأعمال القتالية، ويُمنح المسلحون العفو من أجل أن ينضمّوا إلى الجيش السوري أو العودة إلى حياتهم المدنية العادية. إذاً، نحن بدأنا هذه العملية من قبل، على مدى السنوات الماضية، ونجحت في العديد من المناطق. لكن هذه المرة مختلفة، كما سبق وتحدثنا عنها، فهي أكثر شمولاً. إنها ليست شاملة بشكل كامل، لكنها اتفاقية أكثر شمولاً.

السؤال الرابع:

قبل ثلاثة أيام، كنّا في داريا ورأينا قصفاً عنيفاً على الجانب الآخر، وأعتقد أن هذه إحدى المشكلات في سورية: من يقرر إذا كنتم تقاتلون إرهابيين مثل داعش أو النصرة أو تقاتلون المعارضة المسلحة؟ أعتقد أن الشخص الوحيد الذي يمكنه أن يعرّف ذلك هو أنتم. وبالتالي، أعتقد أن السلام في يديك، أليس كذلك؟

الرئيس الأسد:

ماذا تعني عندما تقول: السلام في يديك؟

السؤال الخامس:

أعني قراركم بأن تقصفوا أو لا تقصفوا، وأنتم الذين تعرّفون ماهيّة هذه المجموعات.

الرئيس الأسد:

أنت محق. عندما يكون لديك مثل هذا الاتفاق، عليك أن تسأل نفسك عن أمرين: ما هي الخرائط، ولنسمّها الخرائط العسكرية، التي ستعمل عليها، وما هي المعايير، أو لنقُل الآلية لمراقبة وقف إطلاق النار. إلى أن تحين تلك اللحظة، وكما قلت فقد مضى على بداية وقف العمليات أكثر من 24 ساعة. حتى الآن، ليس لدينا خرائط. إذاً، لنقُل إن الاتفاق لم ينضج بعد. عندما ينضج، تستطيع أن تتحمّل المسؤولية بوصفك أحد الأطراف المسؤولة عن المحافظة على هذا الاتفاق.

على كل مسلح سوري التخلي عن سلاحه ليعود كمدني ونحن نمنحهم العفو الكامل

السؤال السادس:

تخيّلوا، سيادة الرئيس، أني عضو في المعارضة المسلحة، لا إرهابياً في داعش ولا في جبهة النصرة، بل معارض مسلح في الجيش السوري الحر. ما الذي ينبغي عليّ فعله لتقبلوني كمدني سوري من جديد؟

الرئيس الأسد:

كل ما عليك فعله هو التخلي عن سلاحك، سواء أردت الانضمام إلى العملية السياسية أو لم تكن مهتماً بالعملية السياسية، ولم يكن لديك أي أجندة سياسية، لا يهم. الأمر الأكثر أهمية بالنسبة لي قانونياً ودستورياً، واستناداً إلى مصلحة الشعب السوري والمبدأ الذي تقوم عليه أي دولة هو أنه لا يُسمح لك، كمواطن، أن تحمل الأسلحة الرشاشة وتُلحق الأذى بالأشخاص أو الممتلكات. هذا هو كل ما نطلبه. نحن لا نطلب شيئاً. كما قلت، فإننا نمنحهم العفو الكامل، وقد حدث ذلك، وانضموا إلى الجيش السوري، وبعضهم انضم إلى الحياة السياسية.

السؤال السابع:

إذاً أنتم تقدمون عفواً حقيقياً عن جميع أفراد المعارضة المسلحة؟

الرئيس الأسد:

وقد نجح ذلك. لقد قمنا بذلك ونجح.

السؤال الثامن:

لماذا لا تستطيع الحكومة السورية القبول بأن هناك نوعين من المجموعات: واحدة تمثل الجانب الإرهابي، داعش والنصرة، والثانية المعارضة المسلحة، لنقُل الأكثر مدنية. لماذا تقولون دائماً إنكم تحاربون إرهابيين فقط؟

الرئيس الأسد:

من يحمل السلاح ضد المدنيين أو ضد الممتلكات الخاصة أو العامة هو من الناحية القانونية إرهابي. أعتقد أن الأمر هو نفسه في بلادي وفي بلادكم. أنتم لا تقبلون بوجود شيء يُسمى معارضة مسلحة في بلادكم. كما أنكم لا تقبلون بشيء يُسمى معارضة معتدلة – وأنتم لديكم معارضة – أن تحمل السلاح لتحقيق أهدافها. إذاً، فإن هذا غير مقبول في أي بلد. هذا جانب من سؤالك. الجانب الآخر هو أننا لا نقول إن كل معارض مسلح متطرّف، بل نقول إن الأغلبية التي سيطرت على الميدان تتكون فقط من تلك المجموعات المتطرفة. الطرف الآخر الذي تم الترويج له على أنه معتدل، غير مهم، وهامشي، وليس له أي نفوذ على الأرض. ولهذا فإن معظم قواعدهم تنضمّ إلى المتطرفين، ليس لأنهم متطرفون، بل إما بسبب الخوف أو من أجل المال، من أجل الرواتب الذي يدفعونها لهم. إذاً لهذا السبب نقول بأننا نُحارب المتطرفين، لأن العدو الحقيقي الآن، وهو الإرهاب، يتكون من تلك المجموعات الإرهابية، وبشكل أساسي داعش، والنصرة، وأحرار الشام، وجيش الإسلام.

السؤال التاسع:

ألا تشعرون في الواقع أن هناك فرقاً؟ هؤلاء الإرهابيون يأتون من الخارج، من السعودية ومن الشيشان، ومن أمكنة أخرى في العالم، بينما المعارضة المسلحة هي على الأقل سورية، وعند نقطة معينة من النقاش، سيترتب عليكم التحدث إليهم. لماذا لا تبدؤون بذلك اليوم؟

الرئيس الأسد:

لقد فعلنا ذلك، وهذا ما تحدثتُ عنه وما ذكرته فيما يتعلّق بالمصالحات. عندما يكون هناك مصالحة، فإنك تتحدث إلى المقاتلين وليس إلى المعارضة السياسية. تتحدث إلى الأشخاص الذين يقاتلون على الأرض. هذا ما فعلناه، وأنا أتفق مع تلك النقطة. لكن عندما تتحدث عن نوعين مما وصفتهم بالمتمردين، السوريين وغير السوريين، فإنهم في الواقع يعملون معاً. ليس هناك مجموعة من الأجانب في سورية.. هناك أجانب يختلطون بالسوريين في نفس المجموعات، ويشتركون في نفس الأيديولوجيا، ونفس التطلّعات بأن يكون لهم ما يسمّونه “دولة إسلامية” أو شيء من هذا القبيل. لديهم نفس الأيديولوجيا التي لا تقبل كل من ليس على شاكلتهم.

الانتخابات تعكس الدستور وحربنا تدور حول استقلال بلدنا

السؤال العاشر:

سيادة الرئيس، لقد قبلتم بعملية انتقالية. ما هي الخطوات التالية؟

الرئيس الأسد:

في الواقع، العملية تتكون من تشكيل حكومة وحدة وطنية، حيث يستطيع كل من يريد أن ينضم إلى حكومتنا.. أن يكون جزءاً منها. ينبغي على هذه الحكومة أن تحضّر للدستور القادم. وبعد الدستور ينبغي أن يكون هناك انتخابات برلمانية ستُحدّد شكل سورية الجديدة. هذه هي الخطوات الرئيسية للمرحلة الانتقالية.

السؤال الحادي عشر:

كنت هنا عام 2012 عندما أُجريت الانتخابات الأولى، الانتخابات البرلمانية قبل أربع سنوات. كيف تستطيعون القول إن من الممكن إجراء انتخابات خلال الحرب الأهلية؟

الرئيس الأسد:

أولاً، ليس هناك حرب أهلية، لأن التعريف خاطئ. في الحرب الأهلية يكون هناك خطوط معينة، خطوط اجتماعية تقوم على أساس الطوائف أو الإثنيات أو أسس مماثلة. إذاً، ليس لدينا هذه الخطوط الآن، لأن المنطقة الخاضعة لسيطرة الحكومة مختلطة، حيث تجد كل ألوان الطيف الاجتماعي السوري. ولذلك، لا تستطيع التحدث عن حرب أهلية من حيث التعريف. في الواقع إنها حربٌ بين الإرهابيين والبقية.

ثانياً، فيما يتعلق بالانتخابات، المسألة ليست هواية، ولا وجهة نظر الرئيس أو مزاج الحكومة. إنها لا تعكس كل ذلك، بل تعكس الدستور. حربنا تدور حول استقلال بلدنا، لأن بلداناً أخرى، وبشكل رئيسي الغرب والسعودية وقطر، تريد الإطاحة بالحكومة والرئيس. إنها تتعلق بتدمير الدولة وبجعل سورية بلداً طائفياً مثل لبنان، وربما مثل العراق. الدستور اليوم هو رمز الوحدة، ورمز السيادة، ورمزٌ لبلد مستقل. علينا الالتزام بالدستور. والدستور ليس ما هو مكتوب على الورق، بل كيفية ممارسته. أحد هذه الأمور يتمثل في الانتخابات، وهذا ليس حق الحكومة، بل حق كل مواطن سوري. عليهم هم أن يقرروا ما إذا كانوا يريدون ذلك أم لا. إذا سألت أي سوري، فإن الجميع يريدون برلماناً جديداً.

السؤال الثاني عشر:

هل الدستور، أو استقرار سورية أكثر أهمية من حياة مئات آلاف الأشخاص؟

الرئيس الأسد:

ليس هناك تناقض بين الأمرين كي نتحدث عن أيهما أكثر أهمية، لأنه إذا لم يكن هناك استقرار فإن ذلك يعني أن الآلاف سيخسرون حياتهم. وإذا كان هناك استقرار فإن ذلك يعني إنقاذ حياة الناس. وبالتالي، لا تستطيع القول إن أحدهما أهم من الآخر. الاستقرار والدستور مهمان للمحافظة على حياة الناس.

المواطنون السوريون وحدهم لهم الحق في أن يحددوا من ينبغي أن يكون الرئيس

السؤال الثالث عشر:

الأغلبية الساحقة من البلدان، والمنظمات من العالم، يقولون إنه لن يكون هناك حل للمسألة السورية مع وجودكم في السلطة. هل أنتم مستعدون للتنحي؟

الرئيس الأسد:

من أجل تلك البلدان وأولئك المسؤولين؟ بالطبع لا، لأن هذا ليس من شأنهم. ولهذا السبب فإني لم أرد على ذلك. منذ خمس سنوات وهم يكررون ذلك، ولم نكترث لما يقولونه. هذا شأننا نحن وحسب. إنه شأن سوري. المواطنون السوريون وحدهم لهم الحق في أن يحددوا من ينبغي أن يكون الرئيس. أنت كألماني لا تقبل مني أو من أي شخص آخر أن يخبرك بمن ينبغي أن يكون المستشار في ألمانيا، وأي نظام سياسي ينبغي أن يكون لديكم. أنتم لا تقبلون هذا، ونحن لا نقبله. إذاً، لا، بصرف النظر عما يقولونه، فإن مصيري السياسي مرتبط فقط بإرادة الشعب السوري.

السؤال الرابع عشر:

لكن بشكل عام إذا كانت الظروف هي أن الشعب السوري يريدك أن تتنحى، فهل ستكون مستعداً لذلك؟

الرئيس الأسد:

طبعاً، بالتأكيد. عندما يريدني الشعب السوري أن أترك ذلك المنصب، عليّ أن أفعل ذلك مباشرة ودون أي تردد، لأنك إذا أردت أن تنجح كمسؤول، أو كرئيس، أو كرئيس وزراء منتخب، أو أياً يكن منصبك، فإنك بحاجة للدعم الشعبي. دون ذلك الدعم لا تستطيع تحقيق شيء، وبالتالي ما الذي يمكن أن تفعله في منصبك. الأمران مرتبطان ببعضهما بعضاً، أي إرادتهم وقدرتك على النجاح أو تحقيق شيء ما.

السؤال الخامس عشر:

هل هناك أي فكرة حول توقيت هذه الخطوة؟ كما تعرفون فقد ذُكرت عدة مواعيد لذلك. أحد هذه المواعيد مستقى من مصادر قريبة من مكتب دي ميستورا. يقولون إن ذلك سيكون في عام 2018 على الأرجح.

الرئيس الأسد:

لا، هذا ليس من شأنهم، وليس جزءاً من أي خطة. كما قلت، هذا شأن سوري وحسب. نستطيع أن نناقشه كسوريين.

وسائل الإعلام الغربية استغرقت وقتا طويلا لإدراك ما يحدث على الأرض

السؤال السادس عشر:

هل تتفقون مع الرأي القائل بأن ما نشهده في سورية هو كارثة إنسانية؟

الرئيس الأسد:

طبعاً، بالتأكيد.

السؤال السابع عشر:

لماذا إذاً استغرقتم كل ذلك الوقت الطويل كي تسمحوا بالوصول الكامل للمناطق المحاصرة في سورية.

الرئيس الأسد:

في الواقع، هذا غير صحيح. لم نستغرق وقتاً طويلاً لنسمح بالوصول إلى تلك المناطق. ماحدث هو أن وسائل الإعلام الغربية استغرقت وقتاً طويلاً لإدراك ما يحدث على الأرض. وأنا صريح جداً معك هنا. دعنا نسأل سؤالاً منطقياً وواقعياً جداً في الوقت نفسه: المناطق التي وصفوها بأنها “مناطق محاصرة” محاطة بالجيش منذ سنوات، ولا تزال تلك المناطق تقاتل الجيش وتقصف الجيش والمدن المجاورة بقذائف الهاون وما إلى ذلك. السؤال هو: كيف كان بوسعنا منعهم من الحصول على الغذاء بينما لم نستطع منعهم من الحصول على الأسلحة؟ هل هذا منطقي؟ هذا غير واقعي، فإما أن نفرض حصاراً كاملاً، أو أنك لا تستطيع فرض حصار. إذاً، إننا لانفرض حصاراً، وذلك لعدة أسباب، ليس فقط من أجل النواحي الإنسانية والقيم التي نؤمن بها ومن أجل دورنا كحكومة مسؤولة عن كل سوري، بل عملياً إذا فعلت ذلك فإنك ستدفع أولئك المدنيين إلى أحضان الإرهابيين. المثال العملي الآخر هو كيف نستطيع فرض حصار على مثل تلك المدن التي ذكرتها، وربما على مدن أخرى ذُكرت مؤخراً، وفي الوقت نفسه لا نزال نُرسل الرواتب إلى الرقة الواقعة تحت سيطرة داعش، ولا زلنا نُرسل اللقاحات. كيف نستطيع فرض حصار هنا ولا نستطيع فرضه هناك؟ هذا تناقض، وهو غير صحيح، وما ذكرته غير واقعي.

ندعم وصول المساعدات إلى أي مكان في سورية وعمل المنظمات ينبغي أن يكون من خلال الحكومة

السؤال الثامن عشر:

هل بات باستطاعتكم الآن، بعد وقف إطلاق النار، ضمان توفير الوصول الكامل لمنظمات الإغاثة إلى هذه المناطق المحاصرة، وبشكل مستمر؟

الرئيس الأسد:

لقد عملت هذه المنظمات هنا على مدى السنوات القليلة الماضية. لم نقُل لها لا، لكن عملها ينبغي أن يكون من خلال الحكومة. لا يستطيعون العمل كما لو أنه لا وجود للحكومة. إذاً، نحن لم نقُل لا، وبالطبع هناك دائماً الواقع على الأرض الذي يمكن أن يشكّل عقبات عندما يكون هناك قتال، وفي بعض الأحيان يكون هناك صراع بين مسؤولي الحكومة ومسؤولي تلك المنظمات. لكن من حيث القرار السياسي، ليس لدينا أي مشكلة في وصول المساعدات إلى أي مكان في سورية، ونحن ندعم ذلك.

السؤال التاسع عشر:

ذكرت الانتخابات في سورية التي ستُجرى في نيسان ربما. إذا فعلتم ذلك ألن تتعاملوا مع جزء من الشعب السوري، لأن الكثيرين غادروا، وقد فعلوا ذلك لتجنب الفوضى في سورية.

الرئيس الأسد:

نعم، لكن إذا غادر الناس سورية، فإن هذا لا يعني أن البلد قد خلا من سكانه. أعني أن سورية، في المحصلة، ليست فارغة، ولا يزال أغلبية السوريين يعيشون في سورية، وليس العكس. كان هناك نفس الرواية قبل الانتخابات الرئاسية، وفوجئ معظم العالم بأن أولئك اللاجئين شاركوا وبنسبة مرتفعة جداً في الانتخابات خارج سورية. ولذلك أعتقد أن كل سوري يُحب أن يرى شيئاً جديداً في بلاده، لأن هذا التغيير سيمنح الأمل للناس، وهذا طبيعي في كل ثقافة وفي كل بلد.

ما نراه من المسؤولين الأوروبيين هو نسخة “طبق الأصل” عما يقوله السياسيون الأمريكيون وما يفعلونه

السؤال العشرون:

هل تقدّر الحكومة السورية دور ألمانيا في استضافة هذا العدد الكبير من السوريين؟

الرئيس الأسد:

من وجهة نظر إنسانية، فإنها تقدّر ذلك بالطبع. لا نستطيع القول بأنه ليس من الجيد قبول لاجئين تركوا بلادهم بسبب المصاعب التي يواجهونها في هذا البلد. لكن أليس أكثر إنسانية مساعدة أولئك الناس على البقاء في بلادهم؟ لأنك إذا سألت أياً منهم، فسيخبرك بأنه يريد العودة إلى بلاده. وبالتالي، أليس أقل كلفة تبنّي سياسات أكثر حكمة حيال الأزمة في سورية لجعل أولئك الناس يستمرون في العيش في بلادهم، من خلال العمل ضد الإرهاب، وتحقيق الاستقرار، وعدم التدخل في شؤونهم.. هذا سيكون أكثر إنسانية.

السؤال الواحد والعشرون:

هل هناك بشكل عام دور محدد لألمانيا في المسألة السورية برمّتها، أم إنها مثل أي بلد أجنبي آخر، كالولايات المتحدة أو السعودية؟

الرئيس الأسد:

نأمل أن يتمكن كل بلد من لعب دور، خصوصاً البلدان الأوروبية والبلدان الرئيسية في الاتحاد الأوروبي، مثل ألمانيا، التي تتمتع بأقوى اقتصاد، ويفترض أنها تقود الاتحاد الأوروبي سياسياً، وليس فقط اقتصادياً. لكن من الناحية العملية، فإننا لم نر هذا بعد، لأن الدور يتعلق بالإرادة، والإرادة تتعلق بالاستقلال. السؤال هو: كم عدد المسؤولين الأوروبيين المستقلّين عن الموقف الأمريكي؟ حتى الآن، ما نراه هو نسخة “طبق الأصل” عمّا يقوله السياسيون الأمريكيون وما يفعلونه. هذا ما نراه.. وبالتالي، لا أستطيع التحدث عن دور إذا لم يكن هناك استقلالية.

السؤال الثاني والعشرون:

خلال زيارتي الأخيرة إلى سورية، ذهبت إلى حلب. وهذه المرة زرت حمص. رأيت صوراً لا تُصدّق، صوراً وكأنها من نهاية العالم. أعتقد أنه ما من شك بأن الجيش السوري يتحمل جزءاً من المسؤولية عما حدث هنا. سؤالي الشخصي سيادة الرئيس، هو: هل تستطيع النوم ليلاً؟

الرئيس الأسد:

الأمر الأكثر أهمية هو: هل أستطيع العمل؟ لا يهم إذا نمت أم لا. المهم بالنسبة للناس، وهم يسألون أنفسهم: ما الذي يستطيع الرئيس فعله؟ ما عدد الإرهابيين الذين نستطيع التخلص منهم أو إقناعهم بالعودة إلى حياتهم الطبيعية؟ هذا ما نفعله كل يوم. إذاً، فنحن لا ننام ليس لأننا لا نستطيع النوم، بل إننا لا ننام لأننا ينبغي أن نعمل. هذا هو المهم.

لا نعرف بالتحديد  من المسؤول عن استهداف المستشفيات وأياً كان فهو مجرم طبقاً لمعاييرنا 

السؤال الثالث والعشرون:

المنظمة غير الحكومية أطباء بلا حدود قالت إنه في عام 2015 قُصفت 94 مستشفى، بدعم من الدولة. كيف يُمكن أن يحدث ذلك؟ أعني أنكم لا تستطيعون الادعاء أن كل جرائم الحرب هذه ارتكبت فقط من قبل التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة. روسيا وسورية مسؤولتان جزئياً عن ذلك أيضاً؟

الرئيس الأسد:

في الواقع، نحن لا نعرف بالتحديد من المسؤول عن هذا الحادث بالذات. لو أردنا القيام بمثل هذه الأفعال، لكنّا فعلناه قبل وقت طويل. نحن هنا، وكان بوسعنا فعل ذلك منذ وقت طويل. ولذلك، لم يكن لدينا سبب لمهاجمة مستشفى. السؤال، وما أشرت إليه على أنه جريمة، بالطبع هو جريمة، لكنه يعتمد على المعايير التي تستعمل هذا المصطلح على أساسها. إذا أردت استعماله بناء على معاييرنا، فهو جريمة، لكن طبقاً للمعايير الغربية، لا، ولسبب بسيط جداً: لأن الغرب، حتى الآن، لم يصف الحرب على العراق عام 2003، عندما قُتل أكثر من مليون ونصف المليون شخص، كجريمة حرب. ولم يستعملوا هذا الوصف في اليمن الآن، حيث ارتكب السعوديون أعمالاً وحشية. إنهم لا يستعملون هذا الوصف. والأمر نفسه في سورية: عندما تقتل الجماعات المسلحة آلاف الأبرياء بقذائف الهاون والانتحاريين، فإنهم لا يصفون ذلك على أنه جريمة، بصراحة. إذاً، فإن الأمر يعتمد على المعايير. طبقاً لمعاييرنا فأياً كان من فعل هذا فهو مجرم.

السؤال الرابع والعشرون:

لإيضاح ذلك، فإن معظم مراقبي الحرب يقولون إن الجيش السوري والقوات الجوية الروسية مسؤولان عن ذلك، ليس بصفتها أضراراً جانبية، بل كاستراتيجية حربية، قصف المدارس والمستشفيات. ألستم مسؤولين عنه؟

الرئيس الأسد:

السؤال البسيط الذي ينبغي طرحه مقابل هذه الرواية هو: ما الذي نكسبه إذا فعلنا هذا؟ ما مصلحتنا في فعله؟ حتى لو وضعنا القيم والمبادئ جانباً، أقول لك لا.. لأن الحكومة هي التي بنت هذه المنشآت والحكومة بحاجة لأولئك الناس، ولأنها تريد أن تكسبهم إلى جانبها، فهي تقدّم لهم البنية التحتية والخدمات الأساسية. وبالتالي، فإن السؤال يبقى: ما الذي نحصل عليه من مثل هذه الأفعال؟ إننا نخسر، ولا نحصل على شيء. إذاً، ليس لنا أي مصلحة في فعل ذلك. وبالتالي، فإننا بالتأكيد لا نفعله. هذه المستشفى لنا، ونحن نعرف أين تقع، وإذا كان هناك إرهابيون، فإنهم لن يكونوا في المستشفى، بل سيكون فيها أطباء. الأمر نفسه في الرقة كما قلت سابقاً، حيث نُرسل اللقاحات إلى الرقة، توجد داعش هناك. لماذا نهاجم مستشفى في مدينة أخرى؟ هذا تناقض.

أصدقاؤنا يحترمون سيادتنا وانضموا إلى هذه الحرب بطرق مختلفة لأنهم يعرفون أن الإرهاب لا يعترف بالحدود

السؤال الخامس والعشرون:

قبل سنتين، كان هناك وقت يتعرض فيه الجيش السوري للهزيمة، ولم يكن قوياً جداً، في القصير على سبيل المثال على الحدود اللبنانية، ثم رأينا حزب الله يتدخل. الآن، مع نهاية السنة الماضية، كنتم على وشك خسارة حلب، ثم رأينا الروس يأتون لمساعدتكم، ثم نرى عدداً كبيراً من المقاتلين والمستشارين من إيران. ما الذي تطلبه هذه القوى منكم مقابل مساعدتها؟

الرئيس الأسد:

أولاً وقبل كل شيء، فيما يتعلق بما تسميه هزيمة، في الواقع، فإن كل حربٍ تتكوّن من معارك مختلفة، حيث تخسر معارك وتربح معارك. إذاً، نحن كنا نخسر في مكان ما ونكسب في مكان آخر. لم يكن الأمر يتعلّق بالهزيمة أو النصر. إنها ليست حرباً سهلة، ونحن نحارب عشرات البلدان التي تدعم أولئك المرتزقة والإرهابيين العملاء. بالنسبة لحلفائنا وأصدقائنا الذين انضموا إلى هذه الحرب بطرق مختلفة، بعضهم بشكل مباشر، وبعضهم بشكل غير مباشر، فإن لهم رؤية أخرى. هم لم يأتوا إلى سورية لمساعدة الرئيس السوري أو الحكومة السورية، أو شيء من هذا القبيل. في الواقع، فإنهم أتوا لأنهم يعرفون أن الإرهاب، إذا ساد في منطقة ما فإنه لن يعرف حدوداً.. إنه لا يعترف بالحدود، والدليل هو داعش: من ليبيا إلى العراق إلى سورية، ليس هناك حدوداً. إذا سيطر الإرهاب في هذه المنطقة، فإنه سينتقل إلى مكان آخر، وليس إلى البلدان المجاورة وحسب. إذاً، لديهم رؤية واضحة حيال هذا. هم لم يدافعوا عنّا وحسب، بل إنهم كانوا يدافعون عن أنفسهم. لم يأتوا ليطلبوا مني شيئاً. كل أصدقائنا يحترمون سيادتنا ولا يطلبون منا شيئاً بالمقابل.

عندما لا يخضع الشعب السوري لأي قوى أخرى فذلك يعني أننا لانزال نتمتع بالسيادة

السؤال السادس والعشرون:

سيادة الرئيس، هل تستطيعون القول إن سورية لا تزال دولة ذات سيادة، أم إن سياستكم باتت تُرسم أصلاً في طهران أو في الكرملين؟

الرئيس الأسد:

السيادة مصطلح نسبي. قبل الأزمة، كانت إسرائيل تحتل أرضنا، وبالتالي لم نكن نعتبر أن سيادتنا كاملة قبل أن نستعيد أرضنا. والآن خلال الأزمة، يعبر العديد من الإرهابيين حدودنا، وتنتهك العديد من الطائرات الأمريكية وطائرات التحالف – ما يسمّونه تحالفاً – مجالنا الجوي. ولهذا لا تستطيع الحديث عن سيادة كاملة. لكن في الوقت نفسه، عندما يكون لديك دستور، وعندما يكون لديك مؤسسات تعمل، والدولة تقوم بعملها، حتى لو بالحد الأدنى، من أجل الشعب السوري، فإن الأمر الأكثر أهمية هو عندما لا يخضع الشعب السوري لأي قوة أخرى، فإن ذلك يعني أنك لا تزال تتمتع بالسيادة، ليس بالمعنى الكامل.

السؤال السابع والعشرون:

لنعد خمس سنوات إلى الوراء، عندما بدأت الانتفاضات في العالم العربي، حتى في درعا في جنوب سورية على الحدود الأردنية. انطباعنا أنه كان هناك بعض الفتية يكتبون على الجدران، وتم سجنهم، وعندما أراد أهلهم استعادتهم، ردّت قوات الأمن بشدة كبيرة جداً. هل كانت فكرة جيدة محاربة ذلك النوع من جنون الفتية بتلك الشدة وإطلاق كل هذه الحرب الأهلية منذ ذلك الحين؟

الرئيس الأسد:

أولاً، فإن كل هذه القصة لا وجود لها. إنها لم تحدث. كانت مجرد حملة دعائية. سمعنا عنهم، لكننا لم نر أولئك الأطفال الذين سجنوا حينذاك. إذاً، كانت كلها رواية ملفّقة. لنفترض أن ذاك هو ما حدث – وهو لم يحدث – لكن لنقارن هذا مع ما حدث في الولايات المتحدة مؤخراً خلال العام الماضي، عندما شرع الجميع في مناقشة مقتل العديد من السود على يد الشرطة، وهو ما أدانه كثيرون في الولايات المتحدة. لكن هل طلب أحد من الناس أن يحملوا الأسلحة الرشاشة، وأن يقتلوا، لمجرد أن شرطياً ارتكب خطأً؟ هذا ليس مبرّراً. إذاً ذلك لم يحدث، لكن حتى لو حدث، فإنه ليس مبرّراً لحمل سلاح رشاش ومحاربة الحكومة وقتل المدنيين والأبرياء. السؤال الآخر: ماهي الإجراءات المضادة التي يمكن أن تلجأ إليها عندما يكون هناك أشخاص يقتلون في الشوارع ويهاجمون الممتلكات؟ هل تقول لهم افعلوا ما شئتم وأنا منفتح، ولن أردّ؟ هذا غير صحيح. لدينا خيار واحد وهو أن نوقفهم ونمنعهم من الاستمرار في القتل. وفي الوقت نفسه، فإنهم يحملون الأسلحة الرشاشة، وبالتالي لا نستطيع الرد عليهم بالبالونات. علينا استخدام بنادقنا لأنهم مسلّحون. كان ذلك هو الخيار الوحيد لدينا حينذاك.

منذ بداية الأزمة تبنينا مسارين: التحاور مع الجميع ومحاربة الإرهابيين

السؤال الثامن والعشرون:

الحرب في سورية تزعزع استقرار المنطقة برمتها، الدول المجاورة مثل تركيا، والعراق، والأردن، ولبنان، لكن الأكثر من ذلك، هو أنها باتت تؤثر بأوروبا. وبالتالي، فإن أجزاء كبيرة من العالم تأثرت بالحرب في سورية. ما الذي تفعلونه لوقف هذا الكابوس؟

الرئيس الأسد:

 

الأمر لا يتعلّق بسورية وحسب. مهمّتنا هي القيام بأمرين.. منذ بداية الأزمة، تبنّينا مسارين: التحاور مع الجميع: بلداناً، وفصائل، ومقاتلين، وما إلى ذلك، من أجل المحافظة على الاستقرار أو استعادته. الأمر الثاني هو محاربة الإرهابيين الذين لا يريدون التخلّي عن أسلحتهم. هذا هو المسار الوحيد. لكن السؤال هنا يتعلق بالأطراف الأخرى: ما هي الأشياء المستعدة لفعلها؟ جزء من الكارثة أو الكابوس الذي تتحدث عنه لا يحدث فقط لأن الإرهابيين يقتلون ويدمرون، بل بسبب الحصار الغربي على سورية والذي أثّر في كل مواطن في سورية دون استثناء. ماهي الأشياء التي يمكن لأولئك المسؤولين أن يكونوا مستعدين لفعلها من أجل المساعدة في تخفيف هذا الألم والكابوس في سورية؟ ما الذي سيفعلونه من أجل الضغط وممارسة النفوذ على البلدان الداعمة للإرهابيين مثل تركيا، والسعودية، وقطر لإجبارها على وقف تهريب الإرهابيين والأسلحة ومنحهم كل أنواع الدعم اللوجستي.. هذا هو السؤال. عندما توافق كل تلك الدول، أو لنقل عندما يكون لديها الإرادة للقيام بواجبها بهذا الصدد، أستطيع أن أؤكد لك أنه لن يكون لدينا مشكلة في وقف هذا الكابوس في سورية.

كنت طبيبا في القطاع العام والآن سياسي في القطاع العام فأنا أنتقل من قطاع عام إلى قطاع عام أوسع

السؤال التاسع والعشرون:

سؤالي الأخير سيادة الرئيس. في عام 2000، عندما توفي والدك الرئيس حافظ، توليت السلطة، عُدت إلى دمشق من عملك كطبيب عيون في لندن. آخذاً في الاعتبار ما حدث خلال الأعوام الخمسة الماضية، هل كنت ستفعل ذلك مرة أخرى؟ هل كنت ستعود إلى دمشق، أو كنت ستبقى في لندن؟

الرئيس الأسد:

في الواقع، في هذه المنطقة، حيث السياسة هي كل شيء في حياة كل مواطن، لأنها تؤثر في حياته اليومية، لا تستطيع إلا أن تكون سياسياً بطبيعتك، وهذا ينطبق على كل شخص، على أي مواطن سوري، بسبب ظروفنا. وبالطبع، كشخص ينتمي إلى عائلة سياسية فإن لدي نفس الشغف بالسياسة. لكنها أكثر من مجرد هواية أو شيء تحبّه كقطاع معيّن في العمل. الأمر يتعلّق بكيف يمكنك أن تخدم بلدك. قبل ذلك كنت طبيباً في القطاع العام، والآن أنا سياسي في القطاع العام. وبالتالي فإني أنتقل من قطاع عام إلى قطاع عام أوسع. إنه المبدأ نفسه، لكن عندما تستطيع مساعدة عدد أكبر من السوريين، عليك بالطبع أن تكون مستعداً لفعل ذلك مرة بعد مرة، إلى أن تتوقف عن القدرة على تقديم شيء، ولا يعود الشعب السوري يريدك في هذا المنصب.

الصحفي:

شكراً جزيلاً لكم

الرئيس الأسد:

شكراً لك

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.