عملية شبعا المقاومة / ناجي الزعبي
ناجي الزعبي ( الأردن ) الخميس 29/1/2015 م …
في تطور ذو طبيعة استراتيجية , وبداية لتحول تاريخي يمد لتبلور جبهة مقاومة موحدة ,ودفع العدو للانكماش , والارتباك , وفقدان الوزن جائت عملية شبعا كرد طبيعي ومنتظر من قبل ” محور المقاومة ” مستخدما الجيل الرابع من الكورنيت على عملية القنيطرة التي اوقعت الشهداء المقاومين الستة ومن ضمنهم الشهيد الايراني , وفي قراءة اولية لهذه العملية سنهتدي للحقائق التالية :
ان بنية المقاومة هي جماهير شعبنا العربي اللبناني من الكادحين , والفقراء , وهم الطبقة ذات الكمون الثوري ، وقد جسد الحزب التلاحم بينه وبين هذه الجماهير , وعبر عن توقها للحرية , والانعتاق , والتخلص من العدو الصهيوني البشع . ونحن نعلم يقينا” انه بدون هذه الجماهير لن تستطيع قوة مهما بلغت من الاعداد والعدة ان تلعب دورها النضالي المقاوم , وان تتصدى للمهام القتالية بمواجهة عدو يمتلك اكبر الة حرب عسكرية في المنطقة , وهو درس بليغ لكل القوى السياسية في الوطن العربي التي تبتعد عن الجماهير وتواصل نشاطها السياسي بعيدا عنها .
جرى عنونة ( بالبيان رقم واحد ) وهذا يعني ان هناك بيانات اخرى ستلي , وان هناك من يمتلك ارادة حرة ويمتلك القدرة على الرد , والردع , والخروج من بيت طاعة العدو الذي يرسف النظام الرسمي العربي في اصفاده وذله
وهي خسارة مهينة لرهان نتن ياهو على كسب اصوات المعركة الانتخابية ومأزق وضع نفسه به سيقود لحرب استنزاف او لحرب شاملة وبكلا الحالتين سيكون الخاسر الاكبر
كانت سمة الاهداف الصهيونية عسكرية ، ردا على استهداف اهداف عسكرية للمقاومة , وهو التزام ضمني متبادل بعدم استهداف المدنيين او المنشآت والمرافق الحيوية , نظرا لامتلاك المقاومة القدرة على الرد والردع .
كما نُفذت العملية في منطقة مزارع شبعا المحتلة الامر الذي جرد العدو من الذرائع للرد او كسب التعاطف الدولي .
استخدمت المقاومة الحرب النفسية ، وجاء تأجيل خطاب حسن نصرالله في هذا السياق مما اوقع اذى واضرار نفسية لا يستهان بها لدى العدو .
استخدمت التضليل ,والتمويه على العدو , اذ ان المؤشرات كلها كانت تفيد بأن الرد سيكون بالجولان ، والعملية كانت في منطقة مزارع شبعا المحتلة الامر الذي جرد العدو من كل مبررات الرد والضحيج الاعلامي الدولي
ارساء قواعد معادلة الردع من قبل محور المقاومة ورأس حربته حزب الله مما سيظطر الكثيرين ممن تسببت عملية شارلي ايبدو في نيتهم الهجرة للكيان الغاصب لاعادة النظر بذلك .
تكريس محور المقاومة جسد واحد وغرفة عمليات مشتركة ، ودخول ايران طرف مباشر .
رد الفعل اللبناني الرسمي كان متزناً مسؤولاً ، والعربي خافت بعكس السابق حيث كان موقفاً تحريضياً .
الموقف الاميركي كان مكبوحاً لمعرفته بالواقع الموضوعي الذي يميل لصالح محور المقاومة .
تعميق الثقة بالمقاومة وبمصداقيتها ومحورها مادياً , وميدانياً , وبرشدها ,ودقة حساباتها العسكرية تكتيكياً , واستراتيجياً .
كان للعملية الفضل بالدفع باتجاه وحدة المقاومة على اتساع رقعة الوطن العربي .
بعث روح المقاومة لدى شعبنا العربي , وضربة موجعة للارهاب , والنظام العربي الرسمي الذي يزداد عزلة , وعُرياً .
واخيرا ارساء اليقين بان المقاومة وحدها البشارة بغد حر , واعلاء للكبرياء والشرف القومي الخالي من دنس العدو الصهيوني وعملاء الامبريالية من نُظُم رسمية عربية
التعليقات مغلقة.