هذه ليست مصري / حامد الأطير
حامد الأطير ( مصر ) السبت 5/3/2016 م …
أنا مصري حتى النخاع ، ولدت وترعرعت وتعلمت في مصر ، وليس لي وطناً سواها ولا أحب ولا أرغب أن يكون لي وطنا غيرها ، لكن مصر التي أراها الآن ليست هي مصري ، وشعبها الآن غريبا عني ، الذي أراه شعب قل تدينه رغم كثرة المساجد وكثرة اللحى وكثرة الزبيبة على الجباه ، شعب انهارت قيمه وساءت أخلاقه رغم كثرة الدعاة ، شعب كثر كلامه وانعدم فعله ، شعب كثر جدله وغاب منطقه ، شعب عشق التنبلة والبطالة وكره واحتقر العمل وتأفف عليه ، شعب احترف التسول ، يتسول وظيفة حكومية لأنها بلا عمل ، يستحل أموالنا وقوتنا في شكل راتب وحوافز ، شعب احترف النهب والسرقة والاحتيال والغش ، من لا ينهب ولا يغش ولا يحتال أو يرتشي هو فقط من لم يجد المكان ولا الشئ ولا الوسيلة ليفعل ذلك ، شعب صار أجهل شعوب الأرض ورغم ذلك لا زالت يسكنه الغرور وتتحكم فيه النعرات الكاذبة بأنه أفضل سلالة على الأرض وأعظم العقول بين البشرية ، شعب يدعي أنه الأكثر تدينا وهو الأكثر خروجا على الدين وقيمه وتعاليمه ، شعب يطالب بالإصلاح وهو فاسد مفسد ، شعب يطالب بالديمقراطية وهو ديكتاتور قاهر لأهل بيته وجيرانه ومعارفه وموظفيه وتلاميذه ، شعب لا يعرف أن الديمقراطية والحرية لهما مسئولياتهما وواجباتهما وأنهما ليسا الفوضى وليسا الخروج على القوانين والأعراف ، شعب يطالب بالفضيلة وهو غارق حتى أخمص قدميه في الرزيلة والفساد ، شعب يطالب بأرقى تعليم وأرقى علاج وأرقى حياة ، وهو نفسه المدرس والطبيب والموظف الفاسد ، شعب يطالب باحترام القانون وضرورة تطبيقه على رقاب الجميع وهو من يفكر ليل نهار في كيفية التحايل والخروج عليه ، شعب يواري ويخفي خيبته بحجج كثيرة أولها عدم وجود ديمقراطية ، وهو يعرف أن كثير من شعوب الأرض نجحت وتقدمت تحت حكم ديكتاتوريات بغيضة سابقا وحاليا ، وانظروا الى كوريا الشمالية حاليا .وانظروا الى ألمانيا وايطاليا سابقا .
هذه ليستِ مصري بشعبها الكسول المُستحل للخطيئة في كل شئ ، ليست هذه مصري بذممها الخربة ، ليست هذه مصري بإعلامها القذر وبصبيان العوالم والراقصات الذين يدعون أنهم إعلاميون ، ليست هذه مصري بتعليمها الفاشل ، ليست هذه مصري بفنها الوضيع الفاجر الإباحي ، ليست هذه مصري بثقافتها الضحلة المنحطة ، ليست هذه مصري بظلمها وتفاوتها بين طبقات الشعب ، ليست هذه مصري بتمايز وتعالي فئات على بقية الشعب بدون وجه حق ، ليست هذه مصري بتغول بعض المؤسسات على الشعب ، ليست هذه مصري ببلطجتها وتراخي القانون وبطء العدالة ، ليست هذه مصري بجماعاتها الدينية الآبقة التي سُمح لها بنشر الفكر الأسود وبتسميم العقول وبتنصيب أنفسهم آلهة على الشعب ، ليست هذه مصري بكثير من شيوخها المأجورين والمستأجرين لحساب سلفية الصحراء الجرداء من العقول والفهم ، المسكونة بتشدد البدو والبادية المختلطة بقيم وعادات الجاهلية المُغيبة للمنطق والتفكر والتدبر المُنكرة لعالمنا الذي نحياه الراغبة لنا في سكن كهوف الماضي وكهوف الجهل وكهوف التخلف والتردي ، شيوخ أضاعوا دين الله بعقولهم الظالمة المظلمة الظلماء وشتتوا الخلق وفرقوهم شيعا بتفسيراتهم البغيضة ، دين الله واحد وكلمة الله واحدة ومراد الله واحد ، لكنهم جعلوا من دين الله الواحد ألف دين بألف ألف تفسير ، تقعروا فجعلوا لكلمة الله الواحدة المحددة ألف معنى وألف مدلول وألف مفهوم .
ليست هذه مصري ولا تلك أغانيها ولا تلك أمانيها ولا هذا دينها ولا هذا نيلها ولا هؤلاء أهلها .
مصري هي المؤمنة الخاشعة قلوبها بدون سلفية ولا إخوانية ولا جهادية ولا تكفيرية ، وبدون شيوخ جهلة نصبوا أنفسهم آلهة على المصريين ، مصري هي المنارة الهادية بفنها الراقي فيلما ومسرحا ولحنا ولوحة وأغنية ومسلسل ، وبثقافتها المحترمة الثرية الباذخة شعرا وقصا ورواية ، بعلمها الراقي النافع السباق المنضبط منهجا ومدرسا ومدرسة وإدارة ووزارة ، باقتصادها الناجح الوافر المرتكز على أسس حب العمل وجودة الإنتاج والاستغلال المثل للموارد المتاحة لتحقيق أقصى منفعة بهدف تحقيق العدالة والوفرة والرفاهة للجميع ، بنيلها المقدس النظيف الطاهر المطهر من دنس شعبها صرفا وحيوانات نافقة ومخلفات صناعية وبشرية ، وليسر الناظرين والشاربين وتتهادى على صفحته الفلك تحمل المواطنين والسائحين وتمخر عبابه السفن حاملة البضائع ، مصري هي السامية العالية الباسقة السامقة بحسن أخلاق شعبها وبإخلاصه لها .
تعقيب هام للدكتور / سعيد النشائي …
فعلا يا أستاذ حامد …
هذه ليست مصري التي يعتدى أمناء الشرطة فيها ( أو هذا ما يطلق عليهم كذبا)على الأطباء بدلا من حماية البلاد من الإرهابين والفاسدين.
هذه ليست مصري التي يحبس فيها الأطفال زورا,
ولا التي يعاقب فيها المفكرين بحجة إزدراء الأديان والأديان من النظام القائم وأجهزته بريئة,
هذه ليست مصري المعبأة بالفساد وعندما يعلن هشام جنينة أنة يزيد على 600 مليار جنية يعاقب هشام جنينة بدلا من البحث عن الحقيقة ومحاربة الفساد.
ليست مصري التي يحكمها من أضاعوا ماء النيل لصالح سد النهضة الصهيوني ويكذب رئيسها عكس ذلك.
ليست مصري التي لازالت غارقة فى كارثة كامب ديفيد ثم يفصل نواب كامب ديفيد المنحطين منحط آخر مثلهم من البرلمان هو عم عكاشة الهجاص.
ليست مصري التي تدع رئيس نادى الزمالك ينشر قاذوراته ويرحب به الإبراشى ثم يتم إيقافه فى تناقض بين منحطين يعاقبون منحط مثلهم, إلخ .
القائمة لا نهائية ولا تبشر بأي نهضة لمصر وشعبها تحت قيادة زعيم بزبيبة متخلف يدعى الدعوة لتجديد الخطاب الديني وهو كذاب ويفعل العكس.
ا.د.سعيد صلاح الدين النشائى
التعليقات مغلقة.