زمن توفيق عكاشة / عبدالله عيسى

 

عبدالله عيسى ( فلسطين ) السبت  5/3/2016 م …

ما قام به الاعلامي والبرلماني توفيق عكاشة يعبر عن مرحلة السقوط العربي ليس بسبب لقائه السفير الإسرائيلي فقط وانما بسبب ما طرحه على السفير .

صحيح ان توفيق عكاشة يمثل نفسه ولا يمثل الدولة المصرية ولكنه في النهاية عضو في البرلمان طرح عدة قضايا في اجتماعه مع السفير الاسرائيلي وأول القضايا التي طرحها عكاشة عندما قال للسفير الاسرائيلي :” ان الفلسطينيين والعرب والمسلمين لاحق لهم في القدس ولكن لهم الحق بالصلاة في المسجد الأقصى فقط”.

والمسالة الثانية انه طلب من اسرائيل التدخل لدى اثيوبيا لحل ازمة سد النهضة فرد عليه السفير فورا ان اسرائيل مستعدة لحل ازمة سد النهضة بشرط ان تحصل اسرائيل على حصة من مياه نهر النيل .

والنقطة الثالثة انه طلب من السفير الإسرائيلي بناء 10 مدارس في مصر.

والنقطة الأولى حول القدس فما قاله توفيق عكاشة موقف متقدم جدا لصالح إسرائيل حتى ان نتنياهو نفسه يعترف بحق الفلسطيينيين في القدس وفي المسجد الاقصى ولايعترف عكاشة بهذا الحق .وليس غريبا على عكاشة هذا الموقف فقد طالب نتنياهو خلال حرب غزة الاخيرة بمزيد من القصف وتدمير غزة .

وسبق لعكاشة ان اجتمع مع الإسرائيليين لساعتين في القدس في مقر وزارة الخارجية الإسرائيلية عام 2010 .

اما النقطة الثانية وهي سد النهضة فقد اختصر توفيق عكاشة الطريق على إسرائيل ووفر عليهم مناورات ومناكفات ولف ودوران عندما توجه اليهم لحل ازمة سد النهضة. فإسرائيل طلبت حصة من مياه النيل منذ عهد السادات ثم مبارك وحتى الان وقوبل طلبها بالرفض القاطع فنزلت بثقلها لبناء سد النهضة كي تتحكم في مياه النيل التي تصل مصر لتصل الى مرحلة فتغلق الحنفية وعندما تثور ازمة في مصر تتدخل وتضع شرطها على الطاولة ان تصل مياه النيل لإسرائيل لتقوم بفتح الحنفية .

أي لو ان مصر موافقة على وصول المياه لإسرائيل لما بني سد النهضة اصلا .

والجميع يذكر ان مبارك عندما افتتح قناة توشكي طلبت إسرائيل ان يتم توصيل مياه النيل لإسرائيل واعلن مبارك بشكل قاطع لامياه من النيل لاسرائيل .

وفي تلك الفترة بحثت إسرائيل مع تركيا توصيل جبال جليدية من تركيا بالسفن فوجدت ان التكلفة ستكون علية جدا فوجدت ان الحل الامثل في مياه النيل.

والثالثة لا افهم الحكمة في بناء اسرائيل لعشر مدارس بمصر يستطيع أي رجل اعمال مصري ان يتبرع بها بسهولة في حين ان إسرائيل ستفرض على مصر تغيير المناهج في هذه المدارس.

باختصار ان توفيق عكاشة ذهب الى موعد السفير الإسرائيلي عاريا تنازل عن حقوق مصر في مياه النيل واقحم القدس وتنازل عنها وأقحم مصر في دوامة تغيير المناهج التي رفضتها مصر منذ عهد مبارك حتى الان.

والانجاز الوحيد الذي حققه عكاشة هو ضربه بالحذاء على رأسه في مجلس النواب وهي سابقة تحصل لاول مرة في تاريخ البرلمان المصري لان عكاشة استفز مشاعر مصر كلها حكومة وشعبا ونوابا .

 

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.