سيناريوهات حل الأزمة السورية…هل تحمل مفاجآت سارة؟ / د. خيام الزعبي

 

د. خيام الزعبي ( سورية ) الأحد 6/3/2016 م …

تهيمن الأزمة السورية على المشهد السياسي في العالم، وتشهد عواصم دولية مختلفة حراكاً دبلوماسياً مكثفاً في محاولة للتوصل إلى حل للأزمة السورية، ومحاولات لا تنفي وجود خلافات جوهرية وأساسية حول العديد من القضايا، وإن ساهمت هذه الخلافات بإطالة أمد الأزمة إلا أن الحراك المكثف مؤشر على اتفاق دولي على ضرورة التوصل إلى حل لهذه الأزمة، في إطار ذلك سأحاول في هذا المقال الربط بين الأحداث المختلفة لنتتبع من خلالها البوادر التي تدل على قرب إنفراج الأزمة السورية، وتتمثل تلك البوادر في السعي الحثيث الذي تبديه  أطراف خارجية وداخلية للذهاب بالأزمة السورية تجاه خيارات الحل السلمي، ويمكن ترتيبها على النحو التالي:

أولاً: الاتصال الذي حصل بين الرئيسين الروسي والأمريكي وتأكيدهما على ايجاد حل سياسي للأزمة السورية بعد أن أدركت الأطراف المعادية لسورية صمود جبهة سورية بعد الدعم الذي حصلت عليه من قبل روسيا وإيران.

ثانياً: الغضب الناتج عن الهجمات التي نفذها تنظيم تنظيم داعش، بدءاً من قتل عشرات السائحين البريطانيين في تونس في حزيران، والانفجارات المميتة التي وقعت في أنقرة وبيروت، وإسقاط الطائرة الروسية فوق سيناء بواسطة قنبلة تم تهريبها على متن الطائرة، وصولاً إلى مذبحة باريس في الثالث عشر من تشرين الثاني، وهذا يؤكد أن خطر الإرهاب قد يصل الى الجميع بلا استثناء وبالتالي على الدول ان تتعاون فيما بينها من أجل إفشال مشروع داعش وتحقيق الأمن والإستقرار في سورية.

ثالثاً: إن التقدم بشأن القضية النووية الإيرانية سيكون لها أثر إيجابي على الوضع في كل أنحاء الشرق الأوسط وسيساعد في التغلب على الإتجاه الخطير الذي ساد خلال السنوات الماضية بمحاولات حل عدد من الأزمات عن طريق إستخدام القوة، لذلك على جميع الأطراف تسوية الخلافات بشكل ملائم مما يفتح الآفاق لجميع الأطراف لإنهاء الأزمة السورية.

رابعاً: تصريحات الخارجية التركية بأن تركيا مستعدة للعب دور فعال لإيقاف الحرب والخروج من الأزمة السورية، وتتمثل أهمية تلك التصريحات كونها تأتي إثر زيارة قام بها رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو لإيران قبل أمس.

خامساً: الموقف الأمريكي رغم إعلانه تقديم الدعم اللوجستي والاستخباراتي للمجموعات المسلحة في سورية، لكن طبيعة علاقته الجديدة مع الجانب الإيراني ستجعله يميل إلى بلورة حل سلمي للأزمة السورية بدلاً من تشجيع السير في خيار الحسم العسكري حتى النهاية، ويعتقد بأن الموقف الأوروبي سوف يسير في نفس الاتجاه، مدعوماً بالضغوطات الروسية والصينية.

سادساً: أن اتفاق الرؤى بين أمريكا ووروسيا بوقف عملية اطلاق النار في سورية يمكن أن تشكل لبنة أساسية تبلور من خلالها القوى الداخلية والخارجية مبادرة كاملة لحل الأزمة السورية بصورة سلمية، والجلوس على دائرة المباحثات.

سابعاً: الإنتصارات التي تحققت على يد الجيش العربي السوري في بعض المناطق أفشلت جزءاً كبيراً من المشروع الذي أريد لهذه المنطقة، والخطوة الأخيرة من التعاون الأمني بين ايران والعراق وسورية أربكت مخططات من أراد تدمير سورية وأعطت رسالة واضحة بأن هناك من يتصدى لهذا المشروع المدمر ولن يسمح باستمراره,هنا أدركت الأطراف الأخرى إن الهدف من إسقاط سورية قد فشل بفضل الدعم الإيراني والروسي وحلفاؤهم في المنطقة.

وعلي ضوء كل ما سبق فلقد تولدت لجميع أطراف الأزمة السورية قناعة باستبعاد العمل العسكري لحلها رغم التلويح به أحياناً من الجانب الأمريكي وانتهي هذا التلويح تماما بعد عزم روسيا التدخل عسكرياً في سورية للقضاء علي تنظيم داعش وكان البديل هو حل الأزمة السورية سياسياً من خلال جهود الأمم المتحدة لتفعيل مقررات مؤتمرات جنيف وما تلاها والتي انتهت بمؤتمر ميونخ وتوصياته (وقف إطلاق النار – فتح ممرات إنسانية لإمداد المناطق المحاصرة) ثم الإعداد لمؤتمر جنيف 3 لاستكمال البحث عن إمكانية التوافق بين النظام السوري والمعارضة السورية المسلحة لحل الأزمة السورية سياسياً، وبإختصار شديد أتمنى أن تتكلل جميع الجهود الخيرة والساعية لإنهاء هذه الازمة المدمرة سلمياً و التي عصفت بمنطقة الشرق الأوسط وجعلت دولها تعج بالفوضى وعدم الاستقرار، وبانتهائها سيستقر العراق ومصر وليبيا وتونس ويعم الامن والسلام على جميع دول المنطقة .

[email protected]

 

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.