نصرالله : الشارع العربي أسقط الفتنة والتطبيع…
الإثنين 7/3/2016 م …
كتب المحرر السياسي لجريدة البناء…
** التفاهم الدولي على قواعد الحلّ في سورية يدفع تركيا إلى إيران… وتموضع جديد؟ نصرالله: الشارع العربي أسقط الفتنة والتطبيع… والخطة السعودية «الإسرائيلية» و… ابتزازكم لنا لمنع قتالنا الإرهاب دعوة لوصول «داعش» إلى بيوتنا وقصوركم…
لم تتضح بعد ملامح النتائج التي قصد الإشارة إليها رئيس وزراء تركيا داوود أوغلو مع نهاية زيارته إلى طهران متوجهاً إلى لقاءات أوروبية، بقوله إنّ الاتفاق تامّ بين تركيا وإيران على إنهاء الحرب في سورية بحلّ سياسي لا يستثني أحداً، والتأكيد على تثبيت وقف النار ورفض كلّ أشكال التقسيم، بينما قالت مصادر متابعة إنّ أوغلو أبلغ الإيرانيين موافقة حكومته على تقبّل حقيقة الوضع المستجدّ في سورية، والنتائج التي تترتب على التبدّل في الموقف الأميركي والغربي بعد التفاهم على الملف النووي مع إيران والتموضع الروسي العسكري في سورية، واستعداد أنقرة للتأقلم مع حلّ سياسي يتسع لجميع الأطراف السورية، وما يعنيه ذلك من تسليم باستحالة المضيّ في المعركة التي قادتها تركيا بالشراكة مع السعودية، تحت شعار إسقاط الرئيس السوري، وقبولها بالخروج من حالة الإنكار والمكابرة إلى واقعية سياسية، تضمن لها شراكة في حلّ سياسي سوري لا يمنح الأكراد الخصوصية التي تقلق تركيا، ولو كان الثمن التسليم بكون الرئيس السوري بشار الأسد عنواناً للحلّ.
التأقلم التركي ومؤشراته، يأتي مع نتائج القمة التي جمعت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالقادة الأوروبيين، والذي تمّ خلاله الاتفاق على شراكة الأكراد في وفد المعارضة في جنيف بالإضافة إلى مكونات المعارضة الأخرى، ما ترتب عليه مزيداً من الارتباك السعودي والتضعضع في جماعة الرياض التي فقدت حصرية التفاوض السياسي بعدما أفقدها قيام «جيش الإسلام» بمفاوضات منفصلة حول تبادل أسرى ومخطوفين وموقوفين قيادة التفاوض حول وقف النار والهدنة.
هذا الوضع دفع بالرياض إلى مزيد من الغضب ودفع جماعتها لإعلان عدم المشاركة في جنيف، فتأجّل الموعد بطلب أميركي من المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا، الذي أعلن أنّ الموعد الجديد هو الرابع عشر من الشهر الجاري، وقالت مصادر قريبة منه إنّ الموعد قد يتأجل مرة ثانية للأسبوع الأخير من هذا الشهر إلى ما بعد قمة الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز مع الرئيس الروسي.
الموقف السعودي المرتبك سورياً، ليس بوضع أفضل يمنياً مع القصف الصاروخي الذي استهدف معسكرات التحالف في أكثر من محافظة يمنية، ومع تقدّم الجيش واللجان الشعبية في محافظة تعز، لكن الوضع السعودي الأسوأ كان مع الانسحابات التي بدأت تتسع من قرار تصنيف حزب الله إرهابياً، الذي أراد السعوديون فرضه كأمر واقع عبر تهريبه في نص بيان وزراء الداخلية العرب، وبعد تونس والجزائر والعراق، أكدت مصر أنّ البيان لن يغيّر طبيعة علاقتها بحزب الله، كما أعلنت أحزاب عربية مواقف متتالية، وأطلقت تحركات تندّد بالقرار، وتؤكد التمسك بخيار المقاومة، وكان أبرزها ما أعلنته أحزاب التيار الناصري في مصر والتيار القومي في موريتانيا.
الموقف السعودي كان محور خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في تأبين القيادي في حزب الله الشهيد علي فياض الذي سقط في معركة خناصر مع تنظيم «داعش»، فكان الخطاب مناسبة لتأكيد السيّد نصرالله أنّ قتال المقاومة ضدّ الإرهاب في العراق حمى السعودية من «داعش»، وحمى لبنان عبر القتال في سورية، وابتزاز اللبنانيين بالمساعدات والعاملين في السعودية للضغط على حزب الله لوقف قتاله، لا يعني إلا السعي لجعل تهديد الإرهاب مباشراً على مستقبل لبنان واللبنانيين والمنطقة كلها بما فيها السعودية نفسها.
وتوقف السيّد نصرالله أمام ما جرى في اجتماع وزراء الداخلية العرب فشكر تونس وكلّ من وقف مع المقاومة، واعتبر الردّ الذي صاغه الشارع العربي علامة سقوط لمشروع الفتنة، بالتوازي مع ما ظهر من انتفاضة في مصر في وجه التطبيع ليخلص بالقول لـ»الإسرائيليين» إنّ خطتكم أنتم والسعودية قد فشلت.
نصرالله: نفتخر بإفشال المشاريع السعودية في المنطقة
تكلّم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله خلال المهرجان التكريمي للشهيد القائد علي فياض أبو علاء البوسنة في بلدة أنصار جنوب لبنان أمس، بلغة المقتدر الواثق من النصر المطمئن للنتائج وهمّه إفشال العدوان وليس الانتقام من أدواته، فكان خطابه مقسّماً إلى قسمين، الأول المحطات والميادين التي عدّدها في مسار الشهيد علي فياض والتي تشير إلى محطات قتال حزب الله، والتي جميعها كانت دفاعاً عن المظلوم في وجه الظالم وحماية لحقوق المعتدى عليهم من سورية إلى لبنان إلى العراق إلى البوسنة. أما القسم الثاني فوجّه فيه رسائل امتنان إلى الشعوب الداعمة للمقاومة من جهة، ومن جهة أخرى رسائل تحدٍ إلى السعودية و«إسرائيل».
وردّ السيد حسن نصر الله على قرار مجلس التعاون الخليجي الذي صنف حزب الله بالإرهابي، مؤكدًا أن «مَن يواجه السعودية في سورية هو المدافع الحقيقي عن المصالح الوطنية اللبنانية»، ولافتاً في الوقت ذاته إلى أن «النظام السعودي يحتاج إلى من يحمّله مسؤولية فشله الذريع في سورية واليمن والبحرين، ومعرباً عن افتخاره بإفشال هذه المشاريع العدوانية والحروب في الدنيا والآخرة».
وأضاف: «ما يحصل اليوم من تآمر على المقاومة ليس جديداً بل هو تواصل للاستراتيجيات السابقة والقديمة»، متوجّهاً لدول مجلس التعاون الخليجي بالقول: «مَن الذي استعاد الكرامة العربية وبعضاً من الحقوق والأرض والعزة العربية سوى المقاومة في لبنان التي تصفونها بالإرهاب».
ولفت السيد نصرالله إلى أنه «لو انتظرنا استراتيجية عربية واحدة وجامعة عربية، لكانت إسرائيل في الجنوب والعاصمة بيروت والضواحي، بحال لم تكمل على كل لبنان وكانت المستعمرات في لبنان، وكان الشباب اللبناني في المعتقلات».
وسأل: «ما هي جريمة تدخل حزب الله في العراق؟ في مواجهة مَن؟ في مواجهة «داعش» الذي يُجمع العالم على أنها تنظيم إرهابي؟ وحتى جامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي ومجلس وزراء الداخلية العرب يصفونه بالإرهابي، نحن نقاتل التنظيم الذي أجمع العالم على وصفه بالإرهاب، هل نكون مدانين؟».
خطاب برسائل ثلاث
وقالت مصادر مطلعة لـ«البناء» إن «السيد نصرالله خاطب السعودية بهدوء الناصح لا المستفزّ وأبلغها أن غضبها لن يقودها إلى انتصار، بل سيفاقم الخسائر وأن عليها أن تعتذر عن المغامرة والمقامرة طيلة السنوات الخمس الماضية، لأن الأمور وصلت إلى حد لا تستطيع السعودية أن تغيّر مسار الأمور».
وأشارت المصادر إلى أن «السيد نصرالله توجه إلى إسرائيل برسالة بالغة الأهمية أنه إذا طبّعت الأنظمة العربية معها، فإن الشعوب لن تطبّع وأن الأنظمة ساقطة مع سقوط المشروع والشعوب باقية وستفرض إرادتها وبالتالي تصبح الأنظمة خارج أي معادلة جديدة في المنطقة، كما عبر السيد نصرالله عن تقديره وامتنانه للشعوب المتعاطفة مع حزب الله والمقاومة ضد هجمات الأنظمة، فكانت رسالة افتخار بهذه العاطفة الشعبية وطمأنينة بأن المقاومة بهم منتصرة».
التعليقات مغلقة.