قراءة بمضامين ونتائج رسالة السيد علي خامنئي للشباب الغربي ؟؟” / هشام الهبيشان

 

 

هشام الهبيشان ( الأردن ) الجمعة 30/1/2015 م …

لقد جاءت  رسالة السيد علي خامنئي المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية الايرانية للشباب الغربي  في ظل مرحلة خطيرة تمر بها صورة الاسلام السمح المعتدل غربيآ  ,,فهناك اليوم هجمة شرسة من قبل بعض الجماعات  الراديكالية بالغرب وبتحريض ودعم من” جماعات اللوبي الصهيوني التلموذية الماسونية ” تستهدف تشويه صورة الاسلام والمسلميين وخصوصآ بعد احداث باريس الاخيرة ,,وخصوصآ ماجرى بمجلة شارلي أيبدو”الراديكالية ” ,,ومن هنا وفي ذروة هذه الهجمة الشرسة على الاسلام جاءت دعوة السيد علي خامنئي للشباب الغربي بضرورة البحث عن حقيقة الاسلام بعيدآ عن من يحاولون تشويه صورته الحقيقية .

فلقد جاءت مضامين رسالة السيد علي خامنئي المرشد الاعلى للجمهورية الإسلامية الايرانية،بمثابة الرسالة الضمنية  التي وضعت النقاط على الحروف عندما دعا الشباب الغربي  للتعرف على حقيقة الاسلام ,,بعيدآ عن بعض ما تحاول بعض وسائل الاعلام “الصهيو -غربية “نشره عن الاسلام لتشوه من خلاله صورة الاسلام المعتدلة المتسامحة الحضارية المؤمنه بالاعتدال والمساواة والحرية والتعايش المشترك مع كل امم الارض ,,فقد جاءت هذه الرسالة التي وجهها السيد علي خامنئي للشباب الغربي , بمثابة الدعوة الصريحة لهذا الشباب الغربي باوروبا واميركا للبحث عن حقيقة الاسلام,,ونبذ الفكر السلبي الذي يحاول البعض ترويجه بالغرب لتشويه صورة الاسلام والمسلمين .

  فالواضح اليوم أن هناك هجمة صهيونية  -غربية  ,,تسعى “لإيجاد العداوة والتفرقة بين المسلمين وغير المسلميين وخصوصآ ببعض دول اوروبا الغربية “، تحت مسمى القضاء على الفكر المتطرف بالغرب والذي يلصقونه بالاسلام والمسلميين،وهذا ماوضحه  السيد علي خامنئي في حديثه ورسالته للشباب الغربي ,فقد وجه السيد خامنئي رسالته للشباب الغربي تحديدآ لانه يدرك ويعرف أن هذا الشباب هم قادة المستقبل ,,ويدرك كذلك ان اي حديث  مع بعض  ساسة الغرب  لن يجدي نفعآ ,,لأنهم بالاصل هم جزء من هذه المؤامرة والحرب التي تشن على الاسلام والمسلمين,,ولهذا قرر أن يخاطب الشباب الغربي  لانهم  لديهم القابلية لمعرفة الحقيقة وهم صناع المستقبل  بالغرب,,ومن هنا دعاهذا الشباب الغربي  للبحث عن حقيقة  الاسلام المعتدل .

ومن جهة اخرى فقد ركزت مضامين رسالة السيد علي خامنئي للشباب الغربي ,,على فكرة ان الاستعمار الغربي “الراديكالي ” لمعظم بلاد المسلميين منذ عدة قرون والتي ما زالت فصوله مستمره وللان,,هي السبب بتطرف جزء من افراد بعض شعوب المنطقة ألاسلامية ,,والتي تحاول بعض الانظمة الغربية “الراديكالية ” الان تجيير مفهوم هذه الراديكالية المصطنعة بانها جزء من معتقدات اسلامية ,,متناسين انهم هم سبب رئيسي بمسار هذا التطرف ,نتيجة هدر كرامة المسلميين والتعدي على اوطانهم ونهب خيراتهم وقتل الملايين منهم ,,فقد دعا السيد علي خامنئي الشباب الغربي للبحث العقلاني الفكري بالتاريخ الاسلامي للتعرف على حقيقة التطرف وعن الايديولوجية المصطنعة غربيآ لتمدد هذا التطرف والذي يحاول البعض ان يلصقه  بدين الاسلام والاسلام والمسلميين منه براء .

 

 

وفي مضامين الرسالة أيضآ كانت  هناك  دعوة صريحة من السيد علي خامنئي الى كل شباب الغرب  ,,للبحث التاريخي العميق والجاد والفكري المرتكز على الوقائع والحقائق,,عن حقيقة اعتدال الاسلام بالاضافة الى البحث عن  وسائل تسمح لهذا الشباب الغربي للتواصل مع الشباب المسلميين للتعرف على حقيقة الاسلام بعيدآ عن تزوير الحقائق وتشويه التاريخ الذي تبثه بعض وسائل الاعلام “الغرب –صهيونية ” وتستهدف من خلاله ضرب صورة الاسلام الحقيقية .

وبالنهاية،، فقد كانت رسالة  السيد علي خامنئي،للشباب الغربي ، هي بمثابة الرسالة التي وضعت جميع النقاط على الحروف، وهي رسالة تدعو الشباب الغربي الى البحث عن الحقيقة  الشاملة لمبادئ  الاسلام ومفهوم الاسلام  ,,والى التفكر العقلاني  بعدم جدوى الصراع الفكري والدموي “الراديكالي ” بين امم الارض ,,فرسالة الاسلام هي رسالة الوحدة من اجل خير الانسانية والسلام لكل أمم الارض كما تحدث السيد خامنئي برسالته للشباب الغربي ,عن ضرورة التواصل الفكري بين الشباب الغربي والشباب المسلم ,والواضح الان ان الرسالة قد وجدت رواجآ وصدى كبير لها بين الشباب المثقف والمتدين الغربي ,,واوجدت ردود فعل صاخبة وايجابية حول مضامينها ,,وكان لها اثر بتخفيف حدة التوتر والتعصب  في الغرب ضد المسلميين ,,فقد جاءت هذه الرسالة بحسب اغلب المتابعين بوقتها ,وهذا ما أكد عليه أيضآ الأسقف الأميركي “جون بريسون تشين”الذي أبدى إعجابه برسالة الإمام الخامنئي التي وجهها إلى الشباب الغربي، وقال إن الرسالة جاءت في الوقت المناسب وتعدّ تحديا لنا جميعا وليس للشباب فحسب, وقال  بمضمون رسالته التي رد بها على رسالة السيد علي خامنئي  أن هذه الرسالة ساهمت الى حد كبير بتخفيف حدة الهجمة على الاسلام والمسلميين بالغرب ونشرت فكرة التسامح والاعتدال  وقبول الاخر بين مختلف الاديان ,,ومن هنا يبدو واضحآ ان الرسالة كان لها صدى جيد وقد حققت مرحليآ جزء من اهدافها  .

*كاتب وناشط سياسي –الاردن .

[email protected]

 

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.