«داعش» يعلن الحرب على لبنان عبر إصدار جديد: الثورة لـ«أبناء الصحابة» والجزية على «رعايا الصليب»!

 

السبت 12/3/2016 م …

كتب حسين طليس

في توقيت حرج ومشبوه، وبينما يمر لبنان بمرحلة خطرة من التوتر والإنقسام السياسي، اختار تنظيم داعش الإرهابي أن يخص لبنان بإصدار مصور، بأسلوب متقن وعالي الجودة، كحال إصداراته الرسمية السابقة، استهدف من خلاله كامل البيئة اللبنانية، ترغيباً وترهيباً، عبر أكثر من رسالة موجهة إلى مختلف الأطراف اللبنانية، كل حسب موقفه وموقعه.

الفيديو الذي بلغت مدته 11 دقيقة، صدر عن المكتب الإعلامي لما يسمى “ولاية الرقة”، وبدأ بمشهد مصور من طائرة بدون طيار، على طريقة الفيديوهات التي تروج للسياحة في لبنان والتي انتشرت مؤخراً، لينطلق معد التقرير بحديثه حول ما أسماه “مظلومية أهل السنة في لبنان”، مستعرضاً مشاهد للجيش اللبناني خلال عمله على مكافحة الإرهاب في عرسال وطرابلس وصيدا، مشيراً إلى ما وصفه بـ”قتل وسلب ونهب أحفاد الصحابة والفاتحين في لبنان”، مدعياً أن كل ذلك يتم بإيعاز من حزب الله و”النظام السوري” الذي “استباح لبنان بتواطؤ من العرب أولاً وبمباركة من أسيادهم الصليبيين ثانياً.”

وفيما تابع التسجيل كيل التكفير والإتهامات، اعتبر أن ما أسماهم بـ”أحفاد أبي عبيدة وابن الوليد” قد استفاقوا من غفلتهم، وباتوا يدركون من هم أعداؤهم، “الذين يغدقون بملايين الدولارات لشراء الأسلحة التي لا غاية لها إلا قتل أهل السنّة”، مستعرضين بالتزامن مشاهد للجيش اللبناني ولرئيس الحكومة السابق سعد الحريري خلال لقائه أحد المسؤولين الأمريكيين، في محاولة لتقليب الرأي العام “السني” على الجيش اللبناني وممثليه السياسيين.

وقد حمل الإصدار بفحواه، 4 رسائل وجهها لبنانيان ظهرا فيما بعد خلال التسجيل، مكشوفي الوجه. الأولى موجهة لمن أسموهم “أحفاد الصحابة في لبنان” في إشارة إلى أبناء الطائفة السنية في لبنان، وفيها تحريض كامل على “الثورة” ضد النظام اللبناني والقيادات السياسية لا سيما الممثلة للطائفة السنية في لبنان، التي نالت الرسالة الثانية من التنظيم، كالرئيس سعد الحريري والوزير نهاد المشنوق ورئيس الحكومة تمام سلام، الذين ظهروا بصور ومقاطع خلال الكلام عن “طواغيت دويلة لبنان”،  في حين ظهرت مشاهد لرئيس مجلس النواب نبيه بري تبعته صور للجيش اللبناني، حيث توعد أحد المتحدثين بالعبور الى القدس على “جثثكم وأشلائكم”، مضيفاً “سنقاتل اليهود بسلاحكم بعد أن يصبح غنيمة في أيدي المجاهدين”.

أما الرسالة الثالثة فكانت من نصيب مسيحيي لبنان الذين وصفوا بـ”رعايا الصليب”، حيث دعاهم أحد المتحدثين الى إشهار إسلامهم والإعتراف بنبوة محمد “وإلّا فالجزية او الحرب”. فيما كانت الرسالة الرابعة رسالة إعلان حرب على الأراضي اللبنانية، حيث توجه العنصران بكلامهما الى اللبنانيين لاسيما “الدعاة والصادقين”، فقال أحدهم: “ها هي الخلافة قد عادت وها هي الساحات قد نادت إنا ندعوكم لبيعة الخليفة إبراهيم… لنقاتل عدوكم ونفك أسركم ونحفظ أعراضكم”، فيما دعا الثاني للإبتعاد عن الأحزاب والتيارات المختلفة فيما بينها والتوحد تحت “راية الإسلام” من أجل قتال “أولياء الطاغوت والشيطان”.

اللافت في هذا التسجيل أنه جاء في اليوم نفسه الذي أعلنت فيه جامعة الدول العربية حزب الله “تنظيما إرهابياً”، في حين يمر لبنان بمرحلة دقيقة تشهد توتراً سياسياً جاء عقب إعلان السعودية عن فك ارتباطها بلبنان، وهو القرار الذي حمل بعداً تفجيرياً للوضع اللبناني بعد ان حافظ طيلة الفترة الماضية على استقراره في محيط مشتعل، فهل يشير التسجيل الجديد إلى معادلة نارية تنتظر الساحة اللبنانية، جرى التمهيد لها من خلال كل ما سبق من استهداف لحزب الله، ليختتم اليوم بتوعد داعش، في محاولة للإيحاء بأن التفجير القادم في لبنان سيكون بين “تنظيمين إرهابيين”، داعش وحزب الله؟ وهل يكون هذا السيناريو مقدمة لحرب على حزب الله مقنعة بقناع “مواجهة الإرهاب في لبنان”؟ 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.