جامعة الدول العربية ومفهومها للإرهاب / فؤاد دبور

 

فؤاد دبور ( الأردن ) الإثنين 14/3/2016 م …

ذهب وزراء خارجية أنظمة عربية بعيدا في اجتماعهم قبل أيام في القاهرة في معاداة النهج المقاوم للعدوان الصهيوني والمخططات الأمريكية لأقطار الأمة العربية، وكذلك في الخلط بين المقاومة والإرهاب، حيث اعتبرت في قراراتها الأخيرة المقاومة التي واجهت العدو الصهيوني والعصابات الإرهابية التي فجرت ودمرت وقتلت وشردت مئات ألاف المواطنين العرب في فلسطين وسورية والعراق وليبيا ومصرواليمن وتونس ، ووصل إرهابها إلى المنطقة الشرقية وحتى الرياض في العربية السعودية والكويت،وكذلك طالت التفجيرات والقتل والاغتيالات الإمارات العربية والأردن وطبعا لا يمكن أن ننسى التفجيرات المدمرة والقتل في لبنان بعامة وفي العاصمة بيروت وضاحيتها الجنوبية بخاصة، عصابات إرهابية صهيونية تقتل الشباب والصبايا والأطفال في فلسطين العربية المحتلة وتدمر البيوت وتعتقل ألاف الشباب والشابات الذي يقاومون الاحتلال الصهيوني ويواجهون جبروته وإجرامه.

ماذا كان قرار مجلس وزراء الخارجية العرب تجاه هذا العدو الصهيوني؟ (يحذر مجلس الجامعة العربية “إسرائيل” من التمادي في استفزاز مشاعر العرب والمسلمين حول العالم من خلال التصعيد الخطير لسياساتها وخطواتها غير القانونية التي تهدف إلى تهويد المسجد الأقصى زمانياً ومكاناً) لاحظوا معي هم ضد تمادي العدو الصهيوني وليس بقيامه بأعمال الهدم والحرق وانتهاك المسجد الأقصى المبارك ويعتبرون إقدام العدو الصهيوني على تدنيس المسجد والاستيلاء عليه مجرد خطوات غير قانونية، ولم يتعرضوا إلى الإرهاب الصهيوني ولم يتخذوا قرارا مجرد قرار لمواجهة العدو الصهيوني، حتى لو بقي هذا القرار مثلما درج عليه مجلس الجامعة، مجرد كلام غير قابل للتنفيذ ثم نسأل، لماذا ابتعد مجلس الجامعة عن تقديم الدعم للشعب العربي الفلسطيني الذي يقاوم العدو الصهيوني في الوقت الذي تدفع فيه مليارات الدولارات لتدمير أقطار عربية وزج مواطنين عرب في العديد من أقطار الوطن؟؟!!

ثم نسأل لماذا تتأخر، أو حتى تعقد، “جامعة الدول العربية” اجتماعا واحدا لبحث ما يتعرض له الشعب العربي الفلسطيني من ذبح وقتل واسر ودمار للمنازل وتسارع في الاجتماع من اجل التأكيد على قرار اتخذته دول مجلس التعاون الخليجي، ووزراء داخلية عرب ضد المقاومة التي تواجه الكيان الصهيوني وعدوانه مثلما تواجه العصابات الإرهابية المجرمة، نعني قرار اعتبار المقاومة اللبنانية التي حررت ارض الجنوب اللبناني أيار عام 2000م وواجهت العدوان الصهيوني وهزمته في شهر تموز عام 2006م وذهبت إلى العراق لحماية بغداد من السقوط ، مثلما سقطت الموصل بيد العصابات الإرهابية، مثلما ذهبت إلى سورية تدفع الدم والشهداء دفاعا عن سورية أرضا وشعبا، مثلما تدافع عن لبنان بمواجهة العصابات الإرهابية ومسانديها من دول غربية وأخرى في المنطقة، وأنظمة عربية تدعم هذه العصابات وتمدها بالمال والسلاح والتدريب على ممارسة الأعمال الإجرامية في عديد من أقطار الوطن العربي؟!

ثم لمصلحة من يتم استهداف المقاومة ووصفها بالإرهاب؟ هل يعني ذلك تشجيع الكيان الصهيوني على شن عدوان كبير آخر على غرار عدوان عام 2006م ضد المقاومة في لبنان بذريعة انها جماعات إرهابية؟! ثم لمصلحة من تم، ويتم، استهداف سورية من ما يسمى “جامعة الدول العربية” لأنها رفضت وترفض الاستجابة للسياسات والمشاريع الأمريكية التي تستهدف قضية الشعب العربي الفلسطيني، والتي هي قضية شرفاء الأمة العربية بالتصفية لصالح العدو الصهيوني ووضع المنطقة العربية بمقدراتها وثرواتها واستقلالها تحت السيطرة الامبريالية والصهيونية؟!

ثم نتساءل، إلا يشكل قرار وزراء خارجية عرب ولا نقول “وزراء الخارجية “العرب” لان هناك من اتخذ موقفا قوميا معارضا لهذا القرار الذي يعتبر حزب الله والمقاومة إرهابا، خروجا على ميثاق جامعة الدول العربية وبخاصة المادة الثامنة منه التي تنص على احترام دول الجامعة نظام الحكم القائم في الدول الأخرى وتعتبره حقا من حقوق تلك الدول مما يعني انتهاك هذه المادة فيما يتعلق بالجمهورية اللبنانية حيث يشكل حزب الله جزءا أساسيا من الدولة اللبنانية، سواء أكان ذلك في الحكومة أو البرلمان؟!

لقد خلت قرارات وزراء خارجية في الجامعة من التعرض إلى العصابات الإرهابية فعلا، عصابات تقتل وتدمر وتخرب وتستنزف قوى عربية تواجه أعداء الأمة وذهبت إلى المقاومة التي تدافع عن الأمة ومصالحها تتهمها زورا وبطلانا بالإرهاب، ومثل هذا الخلط بمفهوم وزراء خارجية في جامعة دول، أصبحت تفرق ولا تجمع ، لا نراه يخدم سوى الكيان الصهيوني عدو الأمة الذي يستهدفها بوجودها عبر اغتصابه ارض فلسطين العربية وأراض عربية أخرى في لبنان وسورية ، وعدوانه امتد ويمتد ليطال الأقطار العربية حتى تلك التي وقعت معه معاهدات أو اتفاقيات معلنة أو غير معلنة، فهذا هو العدو التاريخي للأمة الذي يجب أن توجه إليه السهام.

ولا يمكن أن توجه هذه السهام إلى الذين يدافعون عن وجود الأمة وكرامتها واستقلالها وأرضها وثرواتها واستقلالها من فصائل مقاومة وأقطار عربية تدفع ثمن مقاومتها لهذا العدو وداعميه وبخاصة سورية العربية التي لم ينالوا منها ولن ينالوا وهي تحقق انجازات على طريق الانتصار.

ونؤكد لوزراء الخارجية ومن قبلهم الداخلية العرب الذين وجهوا سهامهم نحو المقاومة، أن المقاومة دون غيرها طريقنا إلى تحرير الأرض والإنسان العربي من الاحتلال الصهيوني والهيمنة الأمريكية ومن العصابات الإرهابية ومشاريعهم التي تستهدف الجميع.

وأخيرا لا بد وان نتوقف أمام اختيار احمد أبو الغبط أخر وزير خارجية لنظام حسني مبارك أمينا لما يسمى بـ “جامعة الدول العربية” ذلك لان سياسات الجامعة التي انتهجتها في السنوات الأخيرة وخاصة تجاه ليبيا، وسورية، والمقاومة، تحتاج فعليا لمثل هذا الرجل الذي وقف علنا ضد المقاومة في فلسطين ولبنان في الوقت الذي تعرضت فيه هذه المقاومة ومعها الشعب العربي الفلسطيني في قطاع غزة، ولبنان إلى العدوان الصهيوني.

هنيئا لكم باختياركم الجديد، والى المزيد من قرارات تفرق ولا تجمع.

الأمين العام لحزب البعث العربي التقدمي

فــــؤاد دبـــور

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.