سنكون يوماً ما نريد / عشتار الفاعور
عشتار الفاعور ( الاردن ) الثلاثاء 15/3/2016 م …
صدرت الإرادة الملكية السامية بالموافقة على قانون الإنتخاب لقد أصابني شعور غريب مع هذا الخبر …. شيء ما….بين التفاؤل و القنوط …العطاء و الأخذ …. الإيجاب و السلب… الأمل و الخوف وتخيلت أمامي الجزء الفارغ و الممتلىء من الكأس و طرحت على نفسي السؤال ما هو الجزء الذي سننظر إليه متجاوزةً كل العقبات و السلبيات أمامي والتي تقودنا بطبيعة الحال إلى الجزء الفارغ… لعل و عسى أن أستطيع إقناع نفسي بالجزء الممتلىء من الكأس مع هذا القانون .
في حقيقة الأمر ومن دون أي مجاملات كنت من الأشخاص الذين تفاؤلوا جداً عندما تم تعيين دكتور خالد كلالدة وزيراً للتنمية السياسة و الشؤون البرلمانية وهذا التفاؤل شي طبيعي نابع من التاريخ النضالي لهذا الرجل و مدى وعيه و إدراكه للمشكلة السياسية التي يعاني منها الوطن و بشكل أخص رفضه القاطع لقانون الصوت الواحد لما له من مساهمة كبيرة جداً في خلق التشوهات التي نشاهدها و نعيشها في نسيجنا الإجتماعي ….ولكن هذا التفاؤل بدأ يتحول إلى خذلان كبير عندما بدأت بوادر قانون الإنتخاب بالظهور شعرت للحظة أنه تم إعادة تدوير قانون الصوت الواحد بصورة جديدة و بدأت أتابع تفاصيل هذا القانون لما له أهمية على الصعيد السياسي و الإجتماعي و الإقتصادي للوطن و عندما صدر القانون بشكله الرسمي بدأت أفكر بطريقة مختلفة ليس بتفاصيل الحدث و إنما بأبعاد الحدث وإذا أردنا أن ننظر إلى الجزء الفارغ من الكأس فنحن هنا نتحدث عن المردود السياسي لهذا القانون لأنه من الواضح بأن القانون تم تفصيله ضمن معطيات الهاجس الأمني ليس إلا… أما لو إختلسنا النظر للجزءالممتلىء من الكأس فنتحدث نحن هنا عن المردود الإجتماعي لهذا القانون لما سيكون صاحب المبادرة في إعادة غزل النسيج الإجتماعي الذي مزقه قانون الصوت الواحد ولكن هذا يحتاج إلى دورات عديدة من الإنتخابات ولا أظن أن الوطن معافى لدرجه أنه سيكون قادر للرهان على الوقت .
ختاماً أعزائي القرّاء عندما نتحدث عن وطن أو نقوم بفعل من أجله لا يجوز بل محرم وطنياً أن يحمل أي جزء فارغ من كأسه إما أن يكون الكأس ممتلىء كاملاً أو بلى .
التعليقات مغلقة.