مقابلة القائم بالأعمال العربي السوري في الأردن الدكتور أيمن علوش مع موقع ” جفرا نيوز “
محمد شريف الجيوسي ( الثلاثاء ) 15/3/2016 م …
الأردن دولة أكثر من شقيقة والمواطن الأردني يعتبر سورية غذاء روحه ومتنفساً، وهو يتكلم عن سورية ودمشق بعشق كبير
نتطلع للتعاون مع الأردن في المجالات التي تحقق الفائدة للطرفين في شتى المجالات
نعي في سورية كم هو الأردن شريكتنا و عمقنا، فلا يشغل بال أحد أن خطراً قد يأتي من سورية أو من القوى المساندة لها، فأمن الأردن واستقراره هو مصلحة للدولة السورية كما هو مصلحة للدولة الاردنية
الأردن يدرك جيدا بأن مصلحته تكمن في علاقات مميزة مع سورية، لأن ذلك بكل بساطة هو إرادة شعبية أردنية
الحدود بين سورية والاردن ليست إلا خطوط في الرمال، وما يجمعنا اكثر مما يُفرقنا بكثير
بتعرض الاردن لضغوط لكي لا يكون في المكان الذي يعكس مصالحه.. فيما يحاول الأردن بطرق مختلفة حماية ذاته وشعبه من النار الملتهبة في المنطقة
سورية جاهزة لاستئناف تبادل المنتجات الزراعية بالشكل الذي يلبي رغبة المواطنيين في البلدين عبر معبر السويداء
هناك تواصل جيد، مع الأردن ونسمع من الأخوة الأردنيين كلاماً إيجابياً تجاه الوضع في سورية وتجاه القيادة والدولة السورية ، وأكدوا مراراً حرصهم على أن يكون الجيش العربي السوري على الطرف الآخر من الحدود
اتهام سورية من قبل محكمة أمريكية محلية بالمسؤولية عن تفجيرات سنة 2005 . تاتي في المرحلة التي تؤسس لانفتاح بين البلدين، رغم منظمة القاعدة ، وأبو مصعب الزرقاوي اعلنا مسؤوليتهم عنها
أعداء الأمة يعماون على حرف الانظار عن الصراع العربي- الاسرائيلي بخلق صراع سني- شيعي
من الخطأ النظر إلى حزب الله كحزب شيعي، فحزب الله كان وسيبقى حزباً مقاوماً..
الفراغ الذي تركه أشقاؤنا العرب سمح لإيران بأن تكون موجودة بشكل أقوى على الأرض السورية ..
لا خطر من دولة تعتبر ” إسرائيل” عدوتها، بل الخطر من دول ترى ” إسرائيل” حاميتها ضد إيران، وتتخذ قرارات ضد من يشكلون تهديداً حقيقياً للكيان الصهيوني.
سورية هي أمُّ الجميع، والأم عندما يخطؤ ابناؤها، تتجاوز عن أخطائهم وتعود لتضمهم .. والهدنة كشفت من هو مع الإرهاب ومن هو ضده ، واتاحت الحوار ..
أكد القائم بالأعمال العربي السوري الدكتور أيمن علوش ؛ رئيس البعثة الديبلوماسية السورية في الأردن ، أن الأردن دولة أكثر من شقيقة والمواطن الأردني يعتبر سورية غذاء روحه ومتنفساً، وهو يتكلم عن سورية ودمشق بعشق كبير، والسوريون يبادلون أخوتهم الأردنيين هذا العشق، ونرى أنه من مصلحة الشعبين أن يعملا سوية، ونحن نتطلع للتعاون مع الأردن في المجالات التي تحقق الفائدة للطرفين في شتى المجالات.
وأضاف د. أيمن علوش ، الذي كان يتحدث إلى موقع جفرا نيوز ، أن المواطن الاردني يعي تماما مكانة سورية في قلبه ، وكم هي مهمة له كدولة عربية جارة، ونحن في سورية نعي أيضاً كم هو الأردن شريكنا و عمقنا، وعليه فلا يشغل بال أحد أن خطراً قد يأتي من سورية أو من القوى المساندة لها، فأمن الأردن واستقراره هو مصلحة للدولة السورية كما هو مصلحة للدولة الاردنية.
وقال أن الأردن يدرك جيدا بأن مصلحته تكمن في علاقات مميزة مع سورية، لأن ذلك بكل بساطة هو إرادة شعبية أردنية.
وحول تصريحات مسؤولين سوريين عن تمرير سلاح عبر الحدود الأردنية ، قال د. علوش ان تلك التصريحات لم تأت بالتأكيد من فراغ، ولكنه شخصياً يقراً ذلك ضمن ضغوط تمارس على الأردن لتوريطها في الملف السوري، وأستطيع أن أجزم أن الأردن واع تماماً لذلك، وهو يحاول بطرق مختلفة لحماية الأردن وشعب الأردن من النار الملتهبة في المنطقة.
مشدداً أننا في سورية نحن عربٌ سوريون، نلفظُ عروبتنا قبل سوريتنا ، عروبيون حتى الثمالة، وقوميون حتى الثمالة والحدود بين سورية والاردن ليست إلا خطوط في الرمال، وما يجمعنا اكثر مما يُفرقنا بكثير.
والأرض العربية السورية لا يمكن ان تكون منطلقاً لخطر على الأردن الشقيق، ونحن لا نرضى أن نشكل خطراً في أي وقت من الأوقات على أي دولة عربية.
ونوه علوش ، بتعرض الاردن لضغوط كي لا يكون في المكان الذي يعكس مصالحه ويريدون لفت الانظار عن الصراع العربي- الاسرائيلي بخلق صراع سني- شيعي..
ولافتاً إلى ان هناك تواصل جيد، ( مع الأردن ) والكلام الذي نسمعه من الأخوة الأردنيين إيجابي تجاه الوضع في سورية وتجاه القيادة في سورية والدولة السورية، لقد أكدوا في أكثر من مناسبة حرصهم على أن يكون الجيش العربي السوري على الطرف الآخر من الحدود وأنهم يشعرون بالطمأنينة بذلك، وكذلك حرصهم على استمرار الدولة السورية بقيادة السيد الرئيس في القيام بواجباتها في حماية سورية.
وحول قرار محكمة أمريكية محلية ، صدر قبل أيام يحمّل الدولة الوطنية السورية ؛ مسؤولية تفجيرات عمان عام 2005 ، قال علوش أن سماع مثل هذه الاتهامات، أمر طبيعي ، وبخاصة في مثل هذه المرحلة التي تؤسس لانفتاح بين البلدين، مذكرا بأن منظمة القاعدة ، وأبو مصعب الزرقاوي يدرك الجميع من درّبه وهيأه، وقد إعترف في حينه بمسؤوليته عن هذه العملية الإجرامية.
وأكد جاهزية سورية لاستئناف تبادل المنتجات الزراعية بالشكل الذي يلبي رغبة المواطنيين في البلدين، موضحاً عبّرنا للطرف الأردني عن جاهزيتنا لفتح معبر السويداء الحدودي ونحن بانتظار الرد الأردني ، مضيفاً لقد عبّرت عن استعدادي شخصياً لمرافقة أول شاحنة أردنية تعبر إلى الأراضي السورية ، تأكيداً مني على أن الطريق آمنة بشكل كامل.
وحول تحفظات أردنية من إقتراب حزب الله والحرس الثوري الإيراني من الحدود الأردنية ، قال كانت أعلام حزب الله تُرفع في الأردن كما في الكثير من المدن والبلدان العربية والإسلامية، لاننا جميعاً نرى الحزب كفصيل مقاوم مرغ أنف العدو الإسرائيلي بالتراب وانتصر عليه.
وشدد علوش على ان العدو هو من يحتل اراضينا، وكذلك الأمر بالنسبة لأكثرية العروبيين الذين استنكروا تصنيف حزب الله كحزب إرهابي، وخير دليل على ذلك قيام عشرات التيارات السياسية في الأردن وفي عدد من الدول العربية وآلاف الشخصيات بتوقيع بيانات تستنكر تصنيف حزب الله كحزب إرهابي.
مشيراً إلى أن حزب الله يقول أن عدوه في المنطقة هو (إسرائيل) فقط، وهذا يؤكد أنه لا يمكن أن يشكل أي تهديد لأي دولة عربية. حزب الله كان وسيبقى سنداً وعوناُ لكل الدول العربية التي تعتبر (إسرائيل) عدوتها، فالخطر الأكبر الذي يواجهنا هو (إسرائيل ) التي تحتل أرضنا وتعتدي على كراماتنا، ومن يدرك هذه الحقيقة لا يمكن أن يرى حزب الله إلا حليف معركة وجود وكرامة ، مبيناً أن من الخطأ النظر إلى حزب الله كحزب شيعي، فحزب الله كان وسيبقى حزباً مقاوماً.
وحول الحرس الثوري الإيراني ، أكد علوش ، أنه لا خطر من دولة تعتبر (إسرائيل) عدوتها، بل من دول ترى أن (إسرائيل) هي حاميتها ضد إيران، وتتخذ قرارات ضد من يشكلون تهديداً حقيقياً للكيان الصهيوني.
وأعرب عن تنمياته لو أن الدول العربية، وعلى رأسها السعودية، وقفت معنا في محاربة الإرهاب، لما كنّا بحاجة لأية دولة أخرى. لكن للاسف لقد خُذلنا من قبل عدد من الدول العربية. فلقد سخّرت هذه الدول العربية مقدراتها لدعم الإرهاب وتمويله وتشويه حقيقة ما يحصل على الأرض السورية بإعلامها المأجور.
وقال أن دراسة منطقية للتهديدات في المنطقة ستظهر أن إيران ليست التهديد الأول.
وأضاف أن الفراغ الذي تركه أشقاؤنا العرب هو الذي سمح لإيران بأن تكون موجودة بشكل أقوى على الأرض السورية، معرباً عن تمنياته لو ان الدول العربية هي التي وقفت إلى جانب الدولة السورية وملأت هذا الفراغ، ومعرباً عن تمنياته، لو أن الجامعة العربية اجتمعت لمعالجة الوضع في سورية ومساعدة الشعب السوري بدل أن تجتمع لممارسة التجييش الطائفي،فما يحدث يلبي غاية أعداءنا في نسيان شيء إسمه الصراع العربي ـ الاسرائيلي، وأن يحل محله صراع سني ـ شيعي وهذا خطر كبير وفخ كبير .
مجدداً تنمياته لو أن الدول العربية، وعلى رأسها السعودية، وقفت معنا في محاربة الإرهاب، لما كنّا بحاجة لأية دولة أخرى. لكن للاسف لقد خُذلنا من قبل دول العربية ، سخّرت مقدراتها لدعم الإرهاب وتمويله وتشوية حقيقة ما يحصل على الأرض السورية بإعلامها المأجور.
وبين علوش أن المعركة مع الارهاب هي معركة الجيش العربي السوري بشكل رئيس، وسورية في معركتها هذه لا تدافع عن نفسها فحسب، وإنما عن محيطها العربي وحتى الأوروبي. إنها معركة ضد أعداء الإنسانية.
وأكد أن هدف الدولة السورية هو القضاء على الجماعات الارهابية ضمن الأرضي السورية ،مضيفاً لقد قدّم لنا أصدقاؤنا الدعم والمساعدة للقضاء على الإرهاب.
وأشار إلى ان الهدنة التي حصلت هي خيار الشعب السوري .. ومن لا يريد ذلك فقد صنّف نفسه بأنه إرهابي على الارض السورية ، لافتاً إلى ان قرار الهدنة فرز على الأرض من هو إرهابي ومن هو غير إرهابي ، وان باب الخروج من المأزق السوري بات واضحاً أكثر من أي وقت مضى ، فمن وضع السلاح يريد الخير لسورية ومن رفض ذلك فقد صنف نفسه بنفسه .
مبيناً أن سورية تشهد حالياً الكثير من المصالحات على الارض، وقد بادرت الدولة السورية إلى إصدار مجموعة قرارات تستوعب الأخطاء التي ارتكبها بعض السوريين،
وأكد علوش ، لا يُقلقنا من هو سوري، بل يقلقنا غير السوري الذي جاء بشعارات ومسميات مختلفة.
وبات باب الخروج من المأزق السوري واضحاً أكثر من أي وقت مضى .. فالهدنة تفتح الباب للجلوس إلى طاولة مستديرة، ونحن بأمس الحاجة إلى هذه الطاولة.
مشدداً،سورية هي أمُّ الجميع، والأم عندما يخطيء ابناؤها، تتجاوز عن أخطائهم وتعود لتضمهم إلى صدرها
السفارة هي سفارة كل السوريين على اختلاف انتماءاتهم الثقافية والسياسية، ونحن نقدم خدماتنا للجميع. لقد طورنا أساليب عملنا في الفترة الماضية ونسعى دائما لتحسين أدائنا بما يمكننا من خدمة مواطنينا وتلبية متطلباتهم بالشكل المناسب واللائق.
تعتبر (إسرائيل) عدوتها، بل من دول ترى أن (إسرائيل) هي حاميتها ضد إيران وتتخذ قرارات ضد من يشكلون تهديداً حقيقياً للكيان الصهيوني.
الهدنة التي حصلت هي خيار الشعب السوري .. ومن لا يريد ذلك فقد صنّف نفسه بأنه إرهابي على الارض السورية اهمية قرار الهدنة بأنه قد فرز على الأرض من هو إرهابي ومن هو غير إرهابي باب الخروج من المأزق السوري بات واضحاً أكثر من أي وقت مضى لعدة اسباب:
الهدنة في سورية سمحت بفرز الإرهابي من غير الإرهابي، فمن وضع السلاح فهو يريد الخير لسورية ومن رفض ذلك فقد صنف نفسه بنفسه و
سورية تشهد حالياً الكثير من المصالحات على الارض، وقد بادرت الدولة السورية إلى إصدار مجموعة من قرارات تستوعب الأخطاء التي ارتكبها بعض السوريين،
لا يُقلقنا من هو سوري، بل يقلقنا غير السوري الذي جاء بشعارات ومسميات مختلفة
قرار الهدنة يأتي من حيث أنه فرز على الأرض من هو إرهابي ومن هو غير إرهابي..
باب الخروج من المأزق السوري بات واضحاً أكثر من أي وقت مضى لعدة اسباب:
منوهاً بان الهدنة تفتح الباب للجلوس إلى طاولة مستديرة، ونحن بأمس الحاجة إلى هذه الطاولة ، فسورية تشهد حالياً الكثير من المصالحات على الارض، والدولة السورية بادرت إلى إصدار مجموعة قرارات تستوعب الأخطاء التي ارتكبها بعض السوريين، والمشهد السوري أفضل بكثير ، فلقد هيأ وقف القتال لمصالحات عديدة
سورية هي أمُّ الجميع، والأم عندما يخطؤ ابناؤها، تتجاوز عن أخطائهم وتعود لتضمهم إلى صدرها.
ودعا علوش ، العرب لأن لا يكونوا أدوات للغير على أرضهم، وأن ندرك جميعاً أن عنواننا الرئيسي هو الصراع العربي ـ الإسرائيلي ، وعدونا الرئيسي هو (إسرائيل) التي تعتدي على أرضنا وشعبنا وتاريخنا وثقافتنا.
وفيما يلي النص الكامل للقاء :
بين د. علوش أن الهدنة التي حصلت هي خيار الشعب السوري، وان ثمة حاجة ماسة لتحديد الجماعات الإرهابية على الأرض السورية ، منوها بنص القرار الأممي 2254 ، على ضرروة تحديد أسماء الجماعات الارهابية، وأنه أوكل للاردن القيام بهذه المهمة ، لكن الأردن لم يستطع الخروج بقائمة بأسمائها بسبب الضغوط الكثيرة التي مورست عليه.
وأضاف لقد جاءت الهدنة لكي تكشف النوايا وتظهر من هو مع سورية وأمن سورية وبناء سورية ووقفِ ما يحصل فيها، ومن لا يريد ذلك فقد صنّف نفسه بأنه إرهابي على الارض السورية.
وأوضح د. علوش قرار الهدنة فرز على الأرض من هو إرهابي ومن هو غير إرهابي.. واصبح بإمكان الجيش العربي السوري والقوى المساندة لسورية والمجتمع الدولي اتخاذ قرارات حاسمة تجاه هذه المجموعات .
وقال نحن في سورية لا يُقلقنا من هو سوري، بل يقلقنا غير السوري الذي جاء بشعارات ومسميات مختلفة سواءً ( الدولة الإسلامية ) او غيرها من شعارات تكفيرية وإلغائية.
وتظهر التطورات على الارض ، أن باب الخروج من المأزق السوري بات واضحاً أكثر من أي وقت مضى لعدة اسباب:
أولاً أي قتال بين الأشقاء السوريين هو ليس لمصلحة سورية،
ثانياً: من يريد أن يحمل السلاح يصنف نفسه الآن بأنه لا يريد السلام والأمن لسورية والشعب السوري،
ثالثاً: إن الهدنة تفتح الباب للجلوس إلى طاولة مستديرة، ونحن بأمس الحاجة إلى هذه الطاولة، فلا شيء يمكن أن يقرّب الناس من بعضها البعض مثل الحوار.
وتشهد سورية حالياً الكثير من المصالحات على الارض، والدولة السورية بادرت إلى إصدار مجموعة قرارات تستوعب الأخطاء التي ارتكبها بعض السوريين، وهذا أمر سيساعد على عودة الكثيرين إلى حضن الدولة بما يمكّن السوريين من وضع أياديهم بأيادي بعض لإعادة بناء سورية بما يضمن أمنها ووحدتها واستقرارها.
وخلال الفترة الماضية كان هناك دعم للجماعات الارهابية من قبل دول بعينها معروفة للجميع ، حيث أنشات ودعمت ومولت هذه الدول التنظيمات الإرهابية ، وهو ما يجب أن يتوقف، و هذا ليس ما يقوله السوريون فقط، بل ما بات يقوله حلفاء تلك الدول نفسها.
وأكد د. علوش أن المشهد السوري أفضل بكثير ، فلقد هيأ وقف القتال لمصالحات عديدة، وسيفضي الحوار بإذن الله للخروج بحلول، و عندما نذكر العدد الكبير للقرى والجماعات التي أعلنت المصالحة، فهذا دليل على أن الشعب السوري كلّه يريد لسورية السلام.
وأوضح د. علوش ، أن الكثير من الفصائل المسلحة كانت موجودة في مناطق تسيطر عليها جماعات إرهابية ، ما أجبرها على أن تكون جزءاً من ذلك النسيج، وهي غير راضية عما يحصل، ولكن في آن هناك من لا يريدها ولا يسمح لها بالعودة للحضن السوري.
منوهاً بان القرارات التي أصدرتها الحكومة السورية تؤكد على أن سورية هي أمُّ الجميع، والأم عندما يخطؤ ابناؤها، تتجاوز عن أخطائهم وتعود لتضمهم إلى صدرها ، بغض النظر عما فعلوا. لذلك صدرت قرارات مواكبة للمصالحة تتجاوز الأخطاء التي ارتكبها بعض السوريين، ما يسمح للجميع ببداية جديدة عنوانها الأساسي الأمن والسلام لسورية الموحدة بكل مكوناتها.
وحول تحفظات أردنية على (وصول الحرس الثوري الإيراني وحزب الله إلى المناطق الجنوبية من سورية المتاخمة للحدود الأردنية ) وتطمين الأردن حيال هذه التخوفات؟.أوضح د. علوش أنه في العام 2006 كانت أعلام حزب الله تُرفع في الأردن كما في الكثير من المدن والبلدان العربية والإسلامية، لاننا جميعاً كنا نرى الحزب كفصيل مقاوم مرغ أنف العدو الإسرائيلي بالتراب و انتصر عليه، ودور الحزب في تحرير لبنان يُسجل له، فلولا عمليات المقاومة البطولية لما انسحبت إسرائيل من الجنوب اللبناني.
ودعا د. علوش المواطن العربي بان لا يسقط في الفخ الطائفي الذي يُراد له أن يسقط فيه ، مؤكداً أن من الخطأ النظر إلى حزب الله كحزب شيعي، فحزب الله كان وسيبقى حزباً مقاوماً.
منوها بان حزب الله يقول أن عدوه في المنطقة هو (إسرائيل) فقط، وهذا يؤكد أنه لا يمكن أن يشكل أي تهديد لأي دولة عربية. حزب الله كان وسيبقى سنداً وعوناُ لكل الدول العربية التي تعتبر (إسرائيل) عدوتها، فالخطر الأكبر الذي يواجهنا هو (إسرائيل ) التي تحتل أرضنا وتعتدي على كراماتنا، ومن يدرك هذه الحقيقة لا يمكن أن يرى حزب الله إلا حليف معركة وجود وكرامة.
اما بالنسبة للحرس الثوري الايراني
واعاد د. علوش التأكيد فيما يتعلق بالحرس الثوري الإيراني ، أننا في سورية عروبيون حتى الثمالة، وقوميون حتى الثمالة والحدود بين سورية و الاردن ليست إلا خطوط في الرمال، وما يجمعنا اكثر مما يُفرقنا بكثير.
مشيراً إلى أن المواطن الاردني يعي تماما مكانة سورية في قلبه وكم هي سورية مهمة له كدولة عربية جارة، ونحن في سورية نعي أيضاً كم هي الأردن شريكتنا و عمقنا، وعليه فلا يشغل بال أحد أن خطراً قد يأتي من سورية أو من القوى المساندة لها، فأمن الأردن واستقراره هو مصلحة للدولة السورية كما هو مصلحة للدولة الاردنية.
وأعاد د. علوش إلى الإذهان أن إيران أعلنت منذ اليوم الأول لثورتها أن القدس وفلسطين هي قبلتها، وإن (اسرائيل(المغتصبة لحقوق العرب هي عدوتها. أظن أن لا خطر من دولة تعتبر (إسرائيل) عدوتها، بل من دول ترى أن (إسرائيل) هي حاميتها ضد إيران وتتخذ قرارات ضد من يشكلون تهديداً حقيقياً للكيان الصهيوني.
وأضاف د. علوش ، أن علاقتنا مع إيران مستمرة منذ الثورة الايرانية، وإلى من ينتقد الدور الإيراني في سورية نقول نتمنى لو أن الدول العربية بادرت إلى هذا الدور وإلى الوقوف إلى جانب الدولة السورية في محاربة الارهاب.
وأشار علوش ، إلى ان الفراغ الذي تركه أشقاؤنا العرب هو الذي سمح لإيران أن تكون موجودة بشكل أقوى على الأرض السورية، معرباً عن تمنياته لو ان الدول العربية هي التي وقفت إلى جانب الدولة السورية وملأت هذا الفراغ، ومعرباً عن تمنياته ، لو أن الجامعة العربية اجتمعت لمعالجة الوضع في سورية ومساعدة الشعب السوري بدل أن تجتمع لممارسة التجييش الطائفي،فما يحدث يلبي غاية أعداءنا في نسيان شيء إسمه الصراع العربي ـ الاسرائيلي، وأن يحل محله صراع سني ـ شيعي وهذا خطر كبير وفخ كبير يجب ألا نقع فيه.
بالنسبة لنا في سورية، فإن العدو هو من يحتل اراضينا، وكذلك الأمر بالنسبة لأكثرية العروبيين الذين استنكروا تصنيف حزب الله كحزب إرهابي، وخير دليل على ذلك قيام عشرات التيارات السياسية في الأردن وفي عدد من الدول العربية وآلاف الشخصيات بتوقيع بيانات تستنكر تصنيف حزب الله كحزب إرهابي.
مؤكداً أننا عربٌ سوريون، ونحن نلفظُ عروبتنا قبل سوريتنا، والأرض العربية السورية لا يمكن ان تكون منطلقاً لخطر على الأردن الشقيق، ونحن لا نرضى أن نشكل خطراً في أي وقت من الأوقات على أي دولة عربية. لو أرادت سورية أن تنقل الخطر الإرهابي إلى الأردن لكانت قد عملت على ذلك من خلال خلق ثغرات في القوات التي تعتبرها الأردن حليفة لها في الجهة السورية من الحدود، ولكن هذا لم يحدث ولن يحدث.
وشدد د. علوش على أن هدف الدولة السورية هو القضاء على الجماعات الارهابية ضمن الأرضي السورية ،مضيفاً لقد قدّم لنا أصدقاؤنا الدعم والمساعدة للقضاء على الإرهاب، وهذا يتم وفقاً للأجندة السورية والرؤية السورية فقط.
ومعربا مجدداً عن تنمياته لو أن الدول العربية، وعلى رأسها السعودية، وقفت معنا في محاربة الإرهاب، لما كنّا بحاجة لأية دولة أخرى. لكن للاسف لقد خُذلنا من قبل عدد من الدول العربية. لقد سخّرت هذه الدول العربية كل مقدراتها لدعم الإرهاب وتمويله وتشويه حقيقة ما يحصل على الأرض السورية بإعلامها المأجور.
مبيناً أن سياسات هذه الدول لم تكن فحسب ضد سورية الوطن، بل ضد المواطن السوري واللاجئ السوري، وأنا هنا لا أقصد الشعب الأردني الذي احتضن مئات الآلاف من اللاجئين، ضمن الإمكانيات المتوفرة لديه، ويؤسفنا أن مساهمات الدول الغربية لتخفيف عبء اللجوء السوري على دول الجوار كان اكثر بكثير من مساهمات الدولة العربية الغنية التي اكتفت بالاتجار باللاجئ السوري.
وحول جديد التواصل وقنوات الاتصال بين سورية والأردن؟ وما يقال بأن قطع قنوات الاتصال بين الجانبين يأتي من سورية ( بتوجيه اتهامات بشكل متقطع للاردن بدعم بعض الفصائل وتمرير السلاح لها )
أكد د. علوش أن هناك تواصل جيد، والكلام الذي نسمعه من الأخوة الأردنيين إيجابي تجاه الوضع في سورية وتجاه القيادة في سورية والدولة السورية، لقد أكدوا في أكثر من مناسبة على حرصهم على أن يكون الجيش العربي السوري على الطرف الآخر من الحدود و أنهم يشعرون بالطمأنينة بذلك، وكذلك حرصهم على استمرار الدولة السورية بقيادة السيد الرئيس في القيام بواجباتها في حماية سورية، ونحن في سورية لا نقطع الاتصال مع أية جهة طالما أنها حريصة على أمن بلدنا ووحدته، ونحن نقدر أن الأردن قاوم الكثير من الضغوط التي مورست عليه كي لا تكون الاردن في المكان الذي لا يعكس مصالحها ومصالح شعبها ورؤيتهم لطبيعة المعركة في سورية.
وقال ، صحيح أن الاتصالات توقفت في فترة وفتحت في فترة اخرى، ولكن يمكن القول أن الأردن يدرك جيدا أن مصلحته تكمن في علاقات مميزة مع سورية، لأن ذلك بكل بساطة هو إرادة شعبية أردنية.
إن تصريحات مسؤولين سوريين عن تمرير سلاح عبر الحدود الأردنية لم يأت بالتأكيد من فراغ، ولكني شخصياً أقراً ذلك ضمن ضغوط تمارس على الأردن لتوريطها في الملف السوري، وأستطيع أن أجزم أن الأردن واع تماماً لذلك، وهو يحاول بطرق مختلفة لحماية الأردن وشعب الأردن من النار الملتهبة في المنطقة، ونأمل أن يقوم بدوره، ليس فقط في حماية الأردن والشعب الأردني، وإنما أيضاً في المساهمة في إطفاء النار السورية، لأن ما يجمع الشعبين السوري والأردني يقتضي ذلك.
وحول إمكانية أن تخوض سورية معركتها ضد الارهاب الى ( جانب من صنفتهم بالخصوم سابقا، بخاصة وأن خطر الإرهاب يهدد الجميع بلا استثناء ) ؟.
أوضح د. علوش: لا أظن أن الداعمين للجماعات الإرهابية يستطيعون التخلي بسهولة عن الأطراف التي يدعمونها، لذلك نحن نرى ان المعركة مع الارهاب هي معركة الجيش العربي السوري بشكل رئيسي، ونحن في معركتنا هذه لا ندافع عن أنفسنا فحسب، وإنما عن محيطنا العربي وحتى الأوروبي. إنها معركة ضد أعداء الإنسانية.
وأشار علوش إلى أن بعض القوى الدولية ترى أن مصلحتها تكمن في استمرار تركيا والسعودية و دول أخرى في لعب هذا الدور، بما يمكّنها من استثمار الوضع في سورية لتحقيق مصالحها.
مشيراً إلى ما قاله الرئيس الأمريكي باراك أوباما في خطابه الانتخابي ، بأنه لن يخوض مزيدا من الحروب في الشرق الأوسط، وبأنه سيوكل الحروب إلى أهلها، ومنذ ذلك الوقت وبعض الدول العربية تتخذ قرارات حرب هي ليست في مصلحتها أو في مصلحة المنطقة. فالحرب في اليمن هي حرب مجنونة . والتجييش الطائفي الذي يكتسح المنطقة ليس له بعد حقيقي ولا يخدم المواطن والعيش المشترك في المنطقة.
وأكد علوش أن دراسة منطقية للتهديدات في المنطقة ستظهر أن إيران ليست التهديد الأول. لا بد ان لكل دولة مصالحها التي تسعى إليها، سواءً في سورية أو في أي مكان في العالم، لكن المشكلة التي نواجهها في ظل صراع المصالح هذا هو أن العرب لا يدافعون عن مصالحهم ومصالح شعوبهم، بل عن مصالح الآخرين على أرضهم، متسائلا أين هي مصالح العرب والمسلمين في كل منا يحصل؟ هنالك خلط للاوراق، و نحن نرى أن الخطر الحقيقي علينا هو الكيان الصهيوني الذي يحتل أراضينا ويعتدي على شعبنا ومياهنا وكراماتنا.
معتبراً أن لو كانت دول المنطقة والعالم مدركة حقاً لمصالحها لتوقفت عن دعم الإرهاب ولوضعت يدها في يد الدولة السورية للقضاء على هذا الإرهاب الذي يهدد ليس فقط سورية والمنطقة وإنما الإنسانية.
وحول الموقف الذي يستطيع الاردن أن يلعبه في سورية بعد إستقرار الاوضاع فيها وانطلاق عملية إعادة الإعمار؟
ذكّر الناطق باعمال السفارة ـ رئيس البعثة الديبلوماسية العربية السورية في عمان ، بإعلان سورية ، بانها جاهزة لاستئناف تبادل المنتجات الزراعية بالشكل الذي يلبي رغبة المواطنيين في البلدين، وقد عبّرنا للطرف الأردني عن جاهزيتنا لفتح معبر حدودي ونحن بانتظار الرد.
معرباً عن الأمل بان يتم ذلك في أسرع وقت، فنحن في سورية جاهزون 100% لاستقبال وتصدير البضائع.
وأوضح أن الجانب الأردني يتكلم عن مصاعب لوجستيه وأمنيه، وقد ذكر لي أحد المسؤولين المعنيين أن الاعتداء على شاحنة أردنية سوف يثير ضجة إعلامية كبيرة، ونحن من هذا الجانب نؤكد على أمن الطريق على الجانب السوري، من معبر السويداء وحتى دمشق والمدن السورية الأخرى التي تقع تحت سيطرة الدولة,
وأضاف علوش ، لقد عبّرب عن استعدادي شخصياً لمرافقة أول شاحنة أردنية تعبر إلى الأراضي السورية ، تأكيداً مني على أن الطريق آمنة بشكل كامل.
وموضحا أن بإمكان الحكومة الأردنية إتباع نفس الإجراء الذي تتبعه في الاستيراد والتصدير مع العراق والأردن ، وبأن يتم نقل البضائع الى الحدود وتفريغها في شاحنات سورية وهذا يعني أن الشاحنات الأردنية والسائقين الأردنيين لن يكونوا في مرحلة خطر إطلاقاً.
مؤكداً أن سورية جاهز للتطبيق اعتباراً من اليوم ، وفي ذلك مصلحة للأردن وللمزارعين الأردنيين الذي يتكبدون خسائر سنوية وفق ما أقرأ في الاعلام الأردني تتجاوز 200 مليون دينار سنوياً.
بالنسبة لنا فالأردن هي دولة أكثر من شقيقة والمواطن الأردني يعتبر سورية غذاء روحه ومتنفساً، وهو يتكلم عن سورية ودمشق بعشق كبير، والسوريون يبادلون أخوتهم الأردنيين هذا العشق، ونرى أنه من مصلحة الشعبين أن يعملا سوية، ونحن نتطلع للتعاون مع الأردن في المجالات التي تحقق الفائدة للطرفين في شتى المجالات.
وعن كيفية التعامل مع الضغط على الخدمات القنصلية ( في ضوء وجود 1.5 مليون سوري في الاردن ) ..
أوضح د. علوش: أن السفارة تفتح أبوابها لجميع المواطنين السوريين بدون أي تمييز أو استثناء، وكان ذلك بناء على مراسيم صدرت من السيد رئيس الجمهورية تقضي بذلك.
مشدداً على ان السفارة هي سفارة كل السوريين على اختلاف انتماءاتهم الثقافية والسياسية، ونحن نقدم خدماتنا للجميع. لقد طورنا أساليب عملنا في الفترة الماضية ونسعى دائما لتحسين أدائنا بما يمكننا من خدمة مواطنينا وتلبية متطلباتهم بالشكل المناسب واللائق. لقد ذللنا الكثير من المصاعب، ونفكر بشكل يومي عن الطرق الأفضل لتقديم الأفضل.
وحول قرار محكمة أمريكية محلية صدر قبل أيام يحمّل النظام السوري المسؤولية عن تفجيرات عمان في عام 2005 ، أشار د. علوش إلى أنه من الطبيعي سماع مثل هذه الاتهامات، وبخاصة في مثل هذه المرحلة التي تؤسس لانفتاح بين البلدين، فالحكومة الأمريكية بكل مقدراتها وأجهزتها وعملائها اتهمت العراق بحيازة أسلحة تدمير شامل واكتشفت بعد أن دمرت العراق وشردت أهله أن معطياتها غير دقيقة، فماذا يمكن أن نقول عن محكمة أمريكية محلية.
متسائلا لماذا صدر هذا الحكم في هذا التوقيت ولماذا كانت كل الدلائل والاعترافات خلال الـ 11 سنة الماضية تشير إلى تنظيم القاعدة وأبو مصعب الزرقاوي الذي يدرك الجميع من درّبه وهيأه.
لقد أعلن تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين في اليوم التالي للتفجيرات عن تبنيه للتفجيرات، ونشر أسماء عناصره الذين نفّذوا التفجيرات. لقد ذهبت التحليلات حينها إلى أن التفجيرات الإرهابية جاءت بعد أيام من إعلان الأردن نيتها تعيين سفير لها في العراق، وذلك لثني الأردن عن ذلك، واليوم تأتي هذه الاتهامات في محاولة، فاشلة بالتأكيد، لخلق توتر بين البلدين والشعبين، وسنلاحظ أن هذه الأخبار لن تتداولها إلا وسائل إعلام حاقدة ومأجورة لأنها مشروع فتنوي.
سياسة الغرب في بلادنا تعمل بشكل مستمر على مبدأين أساسيين، المبدأ البريطاني ” قسّم واحكم”، ومبدأ كيسنجر ” التهديد والحماية”. لقد قسّموا الوطن العربي على المبدأ البريطاني، وبرّروا تدخلهم في كثير من الدول العربية على مبدأ الحماية من خطر ما.
ودعا د. أيمن علوش في ختام اللقاء ، العرب على أن لا يكونوا أدوات الغير على أرضهم، وأن ندرك جميعاً أن عنواننا الرئيسي هو الصراع العربي ـ الإسرائيلي ، وعدونا الرئيسي هو (إسرائيل) التي تعتدي على أرضنا وشعبنا وتاريخنا وثقافتنا.
التعليقات مغلقة.