سورية – روسيا – جنيف وانتخابات مجلس الصمود السوري / د. يحيى محمد ركاج
د. يحيى محمد ركاج * ( سورية ) الأربعاء 16/3/2016 م …
*باحث في السياسة والاقتصاد…
مرت الحرب على سورية والعدوان على منطقة شرق المتوسط عموماً والمنطقة العربية منها على وجه الخصوص بمراحل مختلفة وخطيرة، أتت على شعوب هذه المنطقة بشكل منفرد متتالي تارة، وتارة أخرى بتداخل بين اثنتين أو ثلاثة مراحل متتالية على الأكثر وتكاملهم بما يحافظ على استنزاف مكونات القوة للدول التي استهدفها العدوان. وقد استطاع الحلف الصهيوامريكي المعتدي الملتحي بلبوس المذهبية والطائفية أو الحرية والعدالة، أو السيادة والحياة الحرة الكريمة من خلال هذه المراحل أن يواجه صمود شعوب هذه المنطقة ويُضعف من أثارها، خاصة مع تعاظم انتصارات الثالوث العظيم للجمهورية العربية السورية المتمثل بصمود شعبها وبسالة جيشها وحنكة قيادتها السياسية.
وتمر الحرب في هذه الأيام بأكثر المنعطفات خطورة، لما تحمله طياتها من مراحل نهائية للحرب على سورية على وجه التحديد، ولما يتم فيها من تجميع لجميع المراحل التي شهدتها الحرب على سورية في بوتقة واحدة وقالب واحد من تأمر ونفاق ودعاية كاذبة وتضليل وإثارة للنعرات الحاقدة واستغلال للهفوات والأخطاء والفساد، وتجميع كل القوى التدميرية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، في محاولة للتقليل من انتصارات الثالوث السوري العظيم المدعوم بتحول الحليف الروسي للواجهة العسكرية التي تعتبر أقل أنواع الانخراط في الجبهات السورية.
ولعل المواجهة في هذه الأوقات على وجه الخصوص تكتسب طابعاً خاصاً لما تشمله من تنوع في الجبهات السياسية الروسية والرسائل الموجهة بما يتناغم مع أهدافها الآنية والمستقبلية في المنطقة من جهة، وبما يخدم ملفاتها الدولية والعودة إلى واجهة السياسة الدولية، وبما يتلائم مع الوضع الآني لإعادة تموضع القوات المقاتلة من جهة أخرى، ولما حققه الثالوث السوري العظيم (شعب – جيش – قيادة) من سيمفونيات الانتصارات المتلاحقة في جبهات عدة متنوعة سياسياً واجتماعياً واقتصادياً وثقافياً، ولما يمثله شهر 3 من رمزية الحدث السوري كما تم توظيفه من قبل قنوات الضلالة والعار.
فالحليف الروسي الذي أعلنّا منذ بدايات الأحداث في سورية عن استعداده للدخول بشكل كامل إلى الأراضي السورية والدفاع عنها متى سمحت له الدولة السورية بذلك، الأمر الذي تمخض عن طلب رئاسي بتفعيل الدفاع المشترك من الناحية العسكرية واللوجستية، والذي سبقه أيضاً مساندة روسية محدودة ومتنوعة في مواجهة الإرهاب الصهيوامريكي وكان أبرزها الفيتو المتكرر في المحافل الدولية.
وانتصارات الثالوث السوري العظيم في ظل حمى جنيف والمشاركات المأمولة فيه، والتي يدعمها مسيرة مستمرة للحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية تتجسد في انتخابات مجلس الشعب لدورة تشريعية محفوفة بالمخاطر والمطبات ابتداء من التفاوضات مع عملاء الخارج وما ينتج عنها من مفخخات ألبسها لهم الغرب المتصهين لبوس المصلحة وصولاً إلى ملفات إعادة اعمار ما تم تهديمه من بنية تحتية ومليكات خاصة في سورية.
إن هذه المرحلة المفصلية في تاريخ الحرب على سورية، تأتي بعد أن أكدت سورية انتصاراتها في أغلب ميادين المواجهة، وتخوض حالياً مواجهة داخلية بين من سوف يقود المواجهة الخفية نيابة عن جموع الشعب الصامد، فلنكن قدوة حسنة في الاختيار والتمثيل، فولاؤنا لوطننا وقيادتنا ولحماة ديارنا (أبنائنا وأخوتنا المقاتلون).
عشتم وعاشت الجمهورية العربية السورية
التعليقات مغلقة.