وداعا سورية سايكس بيكو / غسان يوسف

 

غسان يوسف ( سورية ) الأحد 20/3/2016 م …

بإعلان الاكراد في سورية النظام الفدرالي في مناطق سيطرتهم في شمال سورية بعد أيام  من إعلان روسيا عن سحب الجزء الرئيس من قواتها تكون سورية قد تلقت أول مسمار في نعشها المسجى منذ اتفاقيات سايكس بيكو بين الفرنسيين والبريطانيين .

كلام وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن الحديث مع الولايات المتحدة لتحرير الرقة وتدمر يؤكد أن الكبار اتفقوا على التقسيم , ولا تنفع الإدانة والنفي فالواقع أكبر مؤكد .

الولايات المتحدة باشرت ببناء مطارات في رأس العين والرميلان كما تستعد لاستخراج النفط , ولا ينفع كلامها عن رفض إقامة الفيدرالية أو تمسكها بسورية موحدة , كما أن ما يسمى قوات سورية الديمقراطية أُعدت برعاية أميركية لتقسيم سورية ! ولم يكن تغييب وفد حزب الاتحاد الديمقراطي الممثل الأكبر للأكراد عن مباحثات جنيف إلا خطة لإخراج هذا المكون خارج إطار الحل السياسي ما يبرر له إعلان الفيدرالية !

نعم , ثمة أحداث خطيرة حدثت في سورية في الأشهر والأيام الأخيرة أهمها سحب روسيا للجزء الرئيس من قواتها الجوية , الأمر الذي أحدث صدمة عند البعض في حين أن البعض الآخر أقسم أن ذلك يكشف عن خلاف روسي سوري بعد سلسلة تصريحات روسية منتقدة للسياسة السورية كتصريح فيتالي تشوركين مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة عقب كلمة الرئيس الأسد أمام نقابة المحامين حيث صرح  تشوركين لصحيفة “كومرسانت” الروسية “أن تصريحات الرئيس الأسد حول نيته استعادة السيطرة على كامل الأراضي السورية تسيء إلى الجهود الدبلوماسية المبذولة للتوصل إلى تسوية سلمية منوها إلى أن كلام الأسد “لا يتوافق مع الجهود الدبلوماسية التي تبذلها روسيا”.

كلام تشوركين أعطى إشارة للبعض عن وجود خلافات روسية سورية , ومن ثم ليأتي تصريح المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا من أن الانتخابات العامة في سوريا يجب أن تجري وفق دستور جديد للبلاد.

كلام تشوركين وزاخاروفا كانا أول الانتقادات العلنية لدمشق  ! وعلى الرغم من أن الرئيس بوتين عاد وقال بأن إجراء الانتخابات لن يؤثر على مسار العملية السياسية في سورية إلا أن البعض اعتبر ثمة خلافات بين القيادتين السورية والروسية في هذا الشأن .

ولم يكد حديث الروس يخفت عن مواصلة القتال وإجراء الانتخابات حتى صرح نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف من أن الفيدرالية ستكون أحد الحلول المناسبة للأزمة السورية في حال اتفق عليها السوريون ! وعلى الرغم من أن دمشق تفاجأت بهذا التصريح لكنها لم تعلق على ما قاله ريابكوف حتى جاء كلام وزير الخارجية وليد المعلم الذي أكد أن وحدة سورية ومقام الرئاسة خط أحمر , الأمر الذي فتح شهية البعض للتأكيد على أن ثمة خلافات حادة بين البلدين .

انسحاب القوات الروسية المفاجئ واتخاذ الرئيس بوتين القرار مع وزيري الدفاع والخارجية دون وجود أحد من القادة السوريين ! اتخذه البعض ذريعة للتكهن على عمق الخلافات الروسية السورية وكأن البعض يريد أن يحقق ما يتمناه لأن دخول روسيا بقوتها العسكرية غير ميزان القوى لصالح الدولة السورية .

الانتقادات التي توجه للروس اليوم من قبل محبي إنهاء الأزمة لصالح الدولة السورية .. هي أن روسيا لم تقض على الارهابيين بشكل كامل , ولم تفتح طريق حلب – اللاذقية أو طريق حماة – حلب , ولم تفك الحصار عن دير الزور , ولم تحرر كل من تدمر والرقة وادلب , ولم تغلق الحدود بشكل كامل مع كل من الأردن وتركيا , على الرغم من أن وزير الخارجية الروسي أكد أن لدى روسيا أدلة على وجود قوات تركية في سورية ! ولذا يعتقد المتشائمون أن الروس كما دخلوا خرجوا , وأن الأزمة السورية لازالت تراوح مكانها , وأن سورية ما زالت على مفترق طرق .

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.