الأردن يستذكر معركة الكرامة … شعبيا ورسميا
محمد شريف الجيوسي ( الأحد ) 20/3/2016 م …
** الناطق الرسمي باسم إئتلاف الأحزاب القومية واليسارية ” في الأردن ” نشأت أحمد .. يحيي الذكرى ألـ 48 ليوم الكرامة الخالد ، ومؤكدا على التلاحم بين الشعبين الأردني والفلسطيني بمواجهة مشاريع تصفية القضية الفلسطينية…
** تتزامن الذكرى في ظل امعان الحكومة الأردنية في التطبيع مع الكيان الصهيوني واتخاذ سياسات اقتصادية أفقرت الشعب وزادت معدلات الفقر والبطالة…
حيّا الناطق الرسمي باسم إئتلاف الأحزاب القومية واليسارية ( في الأردن ) ، نشأت أحمد ، أمين عام حزب الحركة القومية ، في بيان ؛ اليوم ، الذكرى ألـ 48 ليوم الكرامة الخالد ، مؤكدا على التلاحم بين الشعبين الأردني والفلسطيني بمواجهة مشاريع تصفية القضية الفلسطينية .
وأكد نشأت احمد، ان هذه الذكرى تبقى شواهد حيه لقدرة الأمة على النهوض ورسم تاريخها بصورته المشرقة، ولمعركة الكرامة في نفوس أبناء الوطن أعظم الذكرى والاعتزاز والفخر عندما سطر فيها الجيش العربي الأردني والمقاومة الفلسطينية ملحمة أسطورية ضد العداون الصهيوني ، شكلت محطة تاريخية هامة في الصراع مع هذا العدو وكسرت حواجز نفسية كبيرة ظهرت بعد هزيمة حزيران عام 1967.
وشدد الناطق باسم إئتلاف الأحزاب القومية واليسارية الأردنية ، على ان ارادة المقاومة بتلاحم قواها هي الخيار الوحيد في معركتنا مع الكيان الصهيوني، وفلسطين هي طريق الوحدة العربية التي تمثل الرد الحقيقي على أعداء الأمة الذين يستهدفون المنطقة العربية بالتقسيم والتشتيت ونهب ثرواتها ومقدراتها وإذكاء الفتنة المذهبية والطائفية وادخالها في صراعات لا تخدم الا أعداء الامة.
ونوّه نشات أحمد ، بان ذكرى الكرامة تمر في ظل امعان الحكومة الأردنية في التطبيع مع الكيان الصهيوني واتخاذ سياسات اقتصادية أقرتها الحكومات المتعاقبة أوصلت البلاد الى حدود غير مسبوقة من تدهور في مستويات المعيشة وإرتفاع معدلات الفقر والبطالة كما تمر المناسبة في ظل هجمة صهيونية شرسه على الشعب العربي الفلسطيني بالانتهاكات الوحشية والبربريه من قتل وتشريد وترويع وإقامة المستوطنات وتهويد القدس والاراضي الفلسطينية على مرأى العالم وفي ظل صمت عربي رهيب.
حيث هزم الجيش الأردني والمقاومة الفلسطينية الجيش الصهيوني ، الذي حاول التمركز على الضفة الشرقية لنهر الأردن ، فتم تكبيده خسائر فادحة ، الأمر الذي اعاد للأردن والأمة العربية بعض الإعتبار بعد هزيمة حزيران سنة 1967 ، بإمكانية إلحاق الهزيمة بالعدو الصهيوني في حال توفرت الإرادة ، كما عمدت المعركة مجددا وحدة الدم العربي الأردني الفلسطيني .
** في ذكراها ألـ 48 ..
** الإعلام الأردني الرسمي يعرض تقريراً مفصلاً حول معركة الكرامة : تلاحم الجيش الأردني والمقاومة الفلسطينية ، أرض المعركة ، ظروفها ، أهداف العدو من شن عدوانه شرقي النهر ، القوى والأسلحة المشاركة في المعركة ، مقتربات الحرب ، نتائجها وشهادات حول نتائجها…
أولى الإعلام الأردني الرسمي الذكرى ألـ 48 لمعركة الكرامة أهمية خاصة ، التي تصادف عداً الإثنين 21 آذار ، كصفحخة مشرقة في الذاكرة الوطنية ومحطة من محطات العزم والإيمان, وأمثولة للجيش العربي ( القوات المسلحة الأردنية ) في الصبر والكبرياء.
وعرض الإعلام الأردني تفاصيل روايته الرسمية للمعركة ، وحدد اهداف العدو الصهيوني في
تحطيم القيادة الأردنية وقواتها والثقة بنفسها ، ولتدمير قوة المقاومين العرب في بلدة الكرامة
وبقصد احتلال أرض أردنية شرقي النهر والتشبث بها بقصد المساومة عليها ولضمان الأمن والهدوء على طول خط وقف إطلاق النار مع الأردن ولتوجيه ضربات مؤثرة وقوية للقوات الأردنية التي كانت توفر الحماية والدعم والمساندة للمقاومين العرب ولزعزعة الروح المعنوية والصمود لدى الأردنيين القاطنين في منطقة الأغواروتنزيحهم من أراضيهم ومزارعهم بحيث يشكلوا أعباء جديدة على الدولة وحرمان المقاومة العربية من وجود قواعد لها بين السكان في المنطقة..
ومن اهداف العدوان الصهيوني ايضاً ، المحافظة على الروح المعنوية للجيش والشعب الإسرائيلي, بسبب عدم التجانس بين الغالبية العظمى منهم في التركيبة السكانية التي جاءت على شكل هجرات صهيونية إلى أرض فلسطين والتخوف من إحاطة العرب بهم .. والتمدد باتجاه
المرتفعات الشرقية من الناحية العسكرية والإستراتيجية والاقتصادية، فمناطق الأغوار غنية بالمصادر المائية والزراعية وتشكل مصدراً اقتصادياً استراتيجيا مهماً بالنسبة للأردن، حيث عرض التقرير مزايا منطقة الأغوار والمرتفعات الشرقية .
وقدرت الإستخبارات الأردنية القوة الإسرائيلية التي شاركت بالقتال بـ بفرقة مدرعة (+) مع أسلحتها المساندة إضافة إلى سلاح الجو وكما يلي: اللواء المدرع 7. ـ اللواءالمدرع60 ـ
لواء المشاة الآلي80 ـ كتيبة مظليين من لواء المظليين35. ـ كتائب مدفعية ميدان ومدفعية ثقيلة ـ 4 أسراب طائرات مقاتلة (ميراج, مستير) ـ وعدد من طائرات الهيلوكبتر قادرة على نقل كتيبتين دفعة واحدة ـ كتيبة هندسة مدرعة.
أما القوات الأردنية فكانت كما يلي ، فرقة المشاة الأولى وتدافع عن المنطقة الوسطى والجنوبية ابتداءً من سيل الزرقاء شمالاً وحتى العقبة جنوباً، وكانت موزعة على النحو التالي: لواء حطين يحتل مواقع دفاعية على مقترب ناعور ـ لواء الأميرة عالية يحتل مواقع دفاعية على مقترب وادي شعيب ـ لواء القادسية يحتل مواقع دفاعية على مقترب العارضة ـ
ويساند لواء الأمير الحسن بن طلال المدرع 60, فرقة المشاة الأولى، حيث كانت إحدى كتائبه موزعة على الألوية وكتيبة بدور الاحتياط للجيش في منطقة طبربور.
وتساند الفرقة 3 كتائب مدفعية ميدان وسرية مدفعية ثقيلة وساند الفرقة كتيبة هندسة ميدان.
استمرت المعركة بحسب التقرير الرسمي 16 ساعة اعتباراً من الساعة (0530) من صباح يوم 21 آذار 1968 في قتال مرير على طول الجبهة.
وحدد النقرير ، مفصلاً الخطة الإسرائيلية المبنية على 3 مقتربات رئيسة ومقترب رابع تضليلي، لتشتيت جهد القوات المسلحة الأردنية، واستخدم الإسرائيليون على كل مقترب من هذه المقتربات، مجموعات قتال مكونة من المشاة المنقولة بآليات نصف مجنزرة ودبابات، تساندهم على كل مقترب مدفعية الميدان والمدفعية الثقيلة ومع كل مجموعة أسلحتها المساندة المقاومة للدروع من مدافع 106ملم والهاون مع إسناد جوي كثيف على كافة المقتربات.
ونظراً لغرور الإسرائيليين وصلفهم، فقد قام الحاكم العسكري الإسرائيلي للضفة الغربية بدعوة رؤساء البلديات في الضفة إلى قيادته، وأبلغهم أنهم مدعوون لتناول طعام الغداء معه في عمان والسلط وما كان لهذا الهوس أن يقهر، لولا وقفة الجيش العربي في وجه تلك القوات المهاجمة، حيث قاتل رجاله بكل شجاعة وتضحية مستخدماً ما هو متاح له بأفضل السبل.
وبين التقرير بعد عرض تفاصيل المعركة ، نتائجها العسكرية لكلا الطرفين كما يلي :
خسائر الأردن .. 86 شهيداً و 108 جرحى، وتدمير 13 دبابة و 39 آلية مختلفة.
خسائر الصهاينة (250 قتيلاً و450 جريحاً، وتدمير 88 آلية مختلفة شملت 47 دبابة و18 ناقلة و24 سيارة مسلحة و 19 سيارة شحن وإسقاط 7 طائرات مقاتلات.
واورد التقرير في الختام بعض الشهادات حول المعركة كما يلي:
ديلي تلغراف : اتضح أمران في أعقاب الهجوم الإسرائيلي على الكرامة، أولهما أن الإسرائيليين أخطأوا في حساباتهم خطئاً فادحاً، إذ أنهم واجهوا مقاومة أعنف مما كانوا يتوقعون، والثاني أن هجومهم على الكرامة لم يحقق شيئاً”.
نيوز ويك الأمريكية : قاوم الجيش الأردني المعتدين بضراوة وتصميم.
حاييم بارليف ( رئيس الأركان الإسرائيلي الأسبق ): معركة الكرامة كانت فريدة من نوعها بسبب كثرة عدد الإصابات بين قواتنا.. فقد فقدت إسرائيل في هجومها الأخير على الأردن ، آليات عسكرية تعادل 3 أضعاف ما فقدته في حرب حزيران.
(عضو الكنيست الإسرائيلي شلومو جروسك : لا يساورنا الشك حول عدد الضحايا بين جنودنا… لقد برهنت العملية من جديد أن حرب الأيام الستة لم تحقق شيئاً ولم تحل النزاع العربي الإسرائيلي.
المقدم أهارون بيلد -قائد إحدى المجموعات الإسرائيلية في معركة الكرامة : لقد شاهدت قصفاً شديداً عدة مرات في حياتي، لكنني لم أر شيئاً كهذا من قبل، لقد أصيبت معظم دباباتي”.
المارشال جريشكو رئيس أركان القوات المسلحة السوفييتية : لقد شكلت معركة الكرامة نقطة تحول في تاريخ العسكرية العربية
جون بورينته / المراسل الخاص لوكالة اليونايتد برس) : إن التقارير من الشرق الأوسط تؤكد أن الأردن أحرز نصراً يستند إلى أسس متينة”.
مجلة الجمهور الجديدة : أثبت الأردن جيشاً وشعباً وحكاماً أنه رغم صغره وضآلة موارده وافتقاره إلى الكثير من الأسلحة الضرورية اللازمة، أنه قلعة صمود وبرج تضحية.
التعليقات مغلقة.