هدايا الحرية من بروكسل والفيدرالية المحلية / د. بحبى محمد ركاج
د. بحبى محمد ركاج* ( سورية ) الخميس 24/3/2016 م …
* باحث في السياسة والاقتصاد (سورية)…
خلقنا الله سبحانه وتعالى وزرع بنا فطرة المحبة والود، وجعل الكره والحقد صناعة صعبة الاتقان، فكانت رسالاته جميعها تحمل معنى الرأفة والإنسانية والتسامح، وخص منطقتنا بما نعلمه من أنبياء ومرسلين ومبشرين ترسيخاً للتسامح والإنسانية، فحرم قتل النفس وجعلها من أعظم الآثام، الأمر الذي جعل نشأتنا وتطورنا قائم على حب الآخرين والتفاعل مع أحداثهم، فنفرح مع فرحهم ونشاركهم آلامهم ومصائبهم مهما باعدت بيننا الأقدار، ومهما فرقتنا الجغرافيا وتعامى عن حضارتنا وعراقتنا التاريخ.
شجبنا وأدنّا الإرهاب الذي تعرضت له أوروبا سابقاً، رغم دعمها لما نتعرض له من إرهاب ووصفها له بأنه عمل جيد، فتعاطفنا مع الشعب الفرنسي لما أصابه من إرهاب، وتأثرنا بما حل بالشعب السويدي والتركي من تفجيرات، وها نحن اليوم نذرف دماً على ما حل بالأبرياء من المتواجدين في بروكسل، رغم تأكيدنا على دعم الحكومات الأوروبية للتفجيرات والإرهاب الذي يستهدفنا شعباً ودولة.
إننا نقف اليوم متعاطفين مع الشعب الأوروبي المتحضر الراقي في وجه طغيان حكوماته ومتاجرتها بدمه ودمائنا، ونذكر حكوماته بما كانت تقدمه وتدعمه من فعل للأعمال الجيدة في سورية، هذه الأعمال التي ما إن عادت اليها حتى وصفتها بالإرهاب، إننا نذكر هذه الشعوب الثكلى بأحداث لم تألفها منذ عقود بأن حكوماتهم كان بإمكانها تجنيبهم هذه الويلات لو تمثلت سلوك الحب التي وهبها الله تعالى للبشر.
ولعل التذكير بهذه الأمور قد سقط بالتقادم التسلسلي للأحداث، لكنها بالتأكيد لم تسقط من تسلسل الأحداث القادمة، حيث بعض الأصوات الأوروبية تقول بأن هذه الأحداث التي تشهدها ساحات الدول التي تآمرت على الشعب السوري هي من باب تقديم التبريرات للشعوب الأوروبية لتحول توجهات حكوماتها في الموضوع السوري، وهنا علينا أن نذكرهم بالترويج للفيدرالية الذي يعملون عليه في هذه الأيام، كما كنا نذكرهم بضرورة عدم دعمهم للإرهاب الذي نواجهه.
فلا يحتاج الأمر إلى تهويل ومحاولة صناعة رأي عام لفكرة معينة حتى يستطيعوا العودة إلى جادة الصواب، لأنهم لن يستطيعوا تحقيق فكرتهم في بلادنا مهما تم من ترويج لها أمام صمود وترابط الثلاثي السوري المقدس(جيش – شعب – قائد)، بل إن ما يقومون بالترويج له سوف ينعكس عليهم بما يظهر بوادر فشل تحقيقه في سورية.
ومن ناحية ثانية، فإننا في الجمهورية العربية السورية نعي خطورة الأحداث السياسية وتسارعها، وندرك تماما الغاية والهدف من كل ترويج أو شائعة، ولو لم نكن كذلك لهوينا منذ الأشهر الأولى من عمر الحرب السياسية على سورية حتى عندما كان الإرهاب الذي تشهده سورية متخفياً بلبوس المظاهرات.
وما موضوع الفدرلة الذي يروجون له إلا من بابين لا ثالث لهما، وكلا البابين يندرج تحت باب التهيئة للمستقبل.
وفي كلتا الحالتين نعلنها للملأ: إن عدتم عدنا، نحن بسواعدنا وسواعد أبنائنا، وأنتم بمرتزقتكم وأموالكم والغلبة للحق بسواعد حماة الديار وأصوات الناخبين لمجلس الصمود والسيادة في سورية (مجلس الشعب ) .
التعليقات مغلقة.