من عمق تدمر ومحيط الرقة … رجال الجيش يغرسون بيرق النصر / د.خيام الزعبي
د.خيام الزعبي ( سورية ) السبت 26/3/2016 م …
تترقب أمريكا وإسرائيل المشهد السوري الذي بات يقلقهما ويقض مضاجع الرئيس أوباما السياسية ليقرر وحلفاؤه تغير الإستراتيجيات تجاه سورية وهو ما أقر به البيت الأبيض على مستويات عليا حيث كشفت النقاب عن أنّ أمريكا بصدد تغيير سياستها بالنسبة لسوريّة وما يجري بها منذ أكثر من خمس سنوات، والسبب في ذلك يعود إلى إستمرار الجيش العربي السوري، بمساعدة حلفاؤه بتحقيق الإنتصارات على جميع المستويات والجبهات، في إطار ذلك تواصل القوات السورية مكافحة الإرهاب وإستطاعت أن تنتصر عليه رغم تقاعس المجموعة الدولية وهي الآن على درب القضاء النهائي على ما تبقى من هذه العناصر المجرمة.
خمس سنوات من العدوان الجائر من قوى الشر تحالفت فيه عشرات الدول ذات القوة العسكرية الهائلة من السلاح والعتاد وفتح الحدود، وبدعم ومساندة من الدول العظمى سواء كان دعم لوجستي أو مخابراتي، وبإستعانة عصابات من المرتزقة المقاتلة مع ذلك التحالف داخل أرض الوطن ممن باعوا وطنهم وأرضهم بحفنة من الدولارات، فوق ذلك لم تكتفي الدول المتحالفة من ذلك بل سعت إلى ما هو أبعد من ذلك وهو قتل الشعب السوري من خلال إرتكاب العديد من المجازر البشعة ودعم القوى المتطرفة بالأسلحة الحديثة والمتطوره وقصف كل شي في الوطن من بنية تحتية ومؤسسات حكومية وقتل وتشريد الأبرياء من المواطنين.
برغم كل ذلك تتجه الأمور في سورية للاستقرار تدريجياً خاصة في ظل الضربات الموجعة التي يتلقاها الإرهابيون على يد القوات المسلحة، فهناك خسائر فادحة لحقت بداعش والقوى المتطرفة الأخرى، وهو الأمر الذي دعا التنظيم للبحث عن مخرج من الحصار الشديد الذي يتعرض له حالياً، ومن تدمر العصية هناك إنهيار كلي للقوى المتطرفة وحلفاؤها فكل يوم جديد يرتسم شيء من الهزيمة والإنكسار، حيث دخلت قوات الجيش السوري مدعومة من القوى الحليفة، مدينة تدمر من المدخل الغربي، بعدما سيطرت على عدد من النقاط الإستراتيجية المحيطة بالمدينة، بينها القصر القطري وجبل الطار كما سيطر الجيش على فندق “سميراميس” الواقع على مدخل تدمر، بعدما تقدم من منطقة المقالع شمال غربي المدينة، ومنطقة العوينة ووادي القبور، وبذلك تراجع التنظيم إلى بساتين المدينة، وهروب سيارات عدة، وعلى متنها مسلحون إلى الرقة، وتقوم حالياً القوات السورية بمراقبة تحركاتهم بشكل مستمر وفي إطار ذلك فإن الأهداف الرئيسية التي تحققت على يد الجيش السوري في تدمر هي: القضاء على شبكة واسعة من الملاجئ ومخازن الأسلحة والذخائر والمتفجرات التي تستخدمها العناصر الإرهابية في تنفيذ عملياتها ضد عناصر القوات المسلحة بالإضافة إلى أهالينا في مدينة تدمر، وإحكام السيطرة على كافة الطرق و المحاور الرئيسية والفرعية بمدينة تدمر والقرى المحيطة بها، وتدمير معظم عربات الدفع الرباعي المسلحة التي تستخدمها العناصر الإرهابية في عملياتها الإجرامية، والتخلص من كميات كبيرة من المواد الناسفة ووسائل القتل والتدمير.
وبذلك فشل الأعداء في تحقيق أهدافه بسبب الصمود الإسطوري لأبناء الشعب السوري الذي أذهل العالم بأكمله، فالمفاجأت التي لم يتوقعها الحاقدين على سورية هو الحضور القوي للجيش واللجان حيث دارت المعارك الطاحنة و تكبد تنظيم داعش وذيوله خسائر كبيرة وفشلوا في كافة زحوفاتهم السابقة، والجيش السوري الذي قدم النفس والنفيس من أجل عزة الوطن وكرامته وحريته، يواصل تعقب هؤلاء المجرمين أينما وجدوا بكل عزم وإصرار حتى القضاء النهائي عليهم وتطهير كامل التراب الوطني من دنسهم.
في السياق ذاته يبدو أن معركة تدمر قد أوشكت بالفعل على الحسم وذلك بإنتصار الجيش السوري على المجموعات المسلّحة والقوى المتطرفة، أظنّها في هذه المرّة جادّة وصادقة، وأعتقد بأنّها قد تكون مسألة أيّام وليس آسابيع أو أشهر، لأن إستعادة تدمر سيفتح الطريق نحو الرقة ودير الزور ويهيئ الظروف المناسبة للسيطرة على الحدود مع العراق.
مجملاً….إلى الذين يخافون من إنتصار الجيش السوري وسيطرته على كل التراب السوري، أقول… بأن الأوضاع قد تغيّرت، فهناك تحرّكات إيجابية للجيش السوري في كافة المناطق والمدن السورية، لذلك لا يوجد لدينا أي خيار إلّا بسيطرة جيشنا على كل التراب السوري من أجل تحقيق الأمن والآمان للمواطن، فهلموا جميعاً للوقوف وراء الجيش ومنحه التأييد الشعبي الذي ينتظره، فكلّنا معاً سوف نبني سورية، وكلّنا معاً سوف نساهم في تطويرها وتحديثها وإعادتها إلى حضن العالم، فسورية كما نعرف هي غنيّة بعقولها ومصانة بشعبها الذي سوف ينقذها من هذا البلاء وسوف يحافظ عليها ويصونها.
التعليقات مغلقة.