من اختزل الأردنيات ببضع نسوة ؟! / : د. أدب السعود

د. أدب السعود ( الأردن ) الإثنين 28/3/2016 م …

لماذا على المرأة الأردنية أن تعاني وأن تحفر باظافرها الصخر لكي تصل إلى ما وصلت إليه قريناتها في مجتمعات أخرى ؟

ولعلي هنا أقصد المرأة المتجذرة في المحافظات البعيدة عن صخب العاصمة التي أصبحت هي كل الوطن.

لقد تم اختزال الأردن في عمان، وتم اختزال المرأة الأردنية ببضع نسوة في عمان يتم تحريكهن من مكان إلى مكان ومن منصب لآخر وكأن بقية النساء غير جديرات بالمواقع.

فعلى أرض الواقع، من يعتقد بأنهن يمثلن المرأة الأردنية أو يمكن نعتهن بالنخبة لسن بأكثر عبقرية أو تأهيلا من آلاف الاردنيات الحاصلات على أعلى درجات التعليم الأكاديمي والتدريب العالي سواءً في مجال اختصاصهن الدقيق أم في مجال الخدمة العامة بما في ذلك الجانب التطوعي. كما أن المرأة الأردنية وعلى امتداد الوطن تتمتع بالوعي السياسي والاستعداد العالي للعمل والإنجاز.

إن ما ينقص المرأة الأردنية وخاصة البعيدة عن عمان وعن الصالونات السياسية وحتى عن ‘صالونات التجميل ‘ ليس الكفاءة والإرادة بل الدعم..والفرصة المتكافئة والعدالة الاجتماعية والتعامل معها بنزاهة وشفافية بعيدا عن المعايير الشكلية. وحسابات المصالح الشخصية للبعض.

لماذا على نساء الأطراف الدخول فيما يشبه المعارك أو الملاحم لتحقيق أهداف هي في الأصل حقوقا لها. .في حين تحظى ما اصطلح على وصفهن بالنخبة بحصة الأسد ودون عناء بكل المكتسبات تحت عنوان تمكين المرأة. ودون إنجاز يسجل لصالح النساء اللهم سوى دخول أسمائهن إلى قوائم أصحاب الألقاب والامتيازات .

وبما أن الجميع مواطنون يتمتعون بالمساواة وفقا للدستور فإن من حق النساء المكافحات الخروج من دائرة التهميش والإقصاء بعيداً عن اعتبارات كثيرة. .فالدستور يجب أن يطبق نصا وروحا…والمرأة الأردنية يجب أن تمثل تمثيلا صحيحا مبنيا على واقعها وثقافتها. ..لان معظم من يتحدث باسم المرأة الأردنية لا يمثلها التمثيل الصحيح فهم بواد والمرأة الأردنية بواد. وعلى الأغلب فمن يمثل المرأة مجموعة : إما تتوافق مع أفكار مستوردة وإما لهن أفكارا شخصية لا تعبر عن الفكر الجمعي للمرأة الاردنية .. وإما مسايرات لبعض مؤسسات التمويل الأجنبي.

المطلوب من الدولة الالتفات للمرأة الأردنية في المحافظات فلا يجوز تسميتها ‘الأطراف ‘ فالاردن ليس عمان فقط. .فالوطن للجميع.

وأخيرا فإن القضية المطروحة لا علاقة لها بحب الوطن والانتماء له إنما تتعلق بالعدالة الاجتماعية لا سيما الجزء المتعلق بالمرأة.

نحب عمان وكل المدن والقرى وكل شبر من ثرى الوطن المقدس. ..

حمى الله الأردن