حزب الله ليس مقاومة فقط ! / علي حتر
علي حتر ( الأردن ) الأربعاء 30/3/2016 م …
استهداف حزب الله من العدو اليهودي قد يكون سببه هو أن حزب الله مقاومة أوّلا..
لكن استهداف الباقين له، ومنهم الأنظمة العربية الفاسدة، بعد أمريكا وإسرائيل وتركيا، سببه هو أن حزب الله ليس مجرد مقاومة فقط.. بل أكثر من ذلك بكثير..
.ذهبنا الأسبوع الماضي إلى دمشق، إلى مؤتمر التجمع العربي والإسلامي لدعم المقاومة، وجئنا من 38 دولة عربية وإسلامية إفريقية، لنعلن أننا كشعب وليس كرسميين، ضد قرار الخانعة السعودية المُسماة الجامعة العربية المؤتمرة بأوامر العائلة السعودية المؤتمرة بأوامر إسرائيل، الذي يعتبر حزب الله إرهابيا بالمعنى الأمريكي الإسرائيلي لكلمة إرهاب لتبرير ضربه من أجل حماية إسرائيل وإنهاء القضية الفلسطينية!! ودعم داعش في سورية التي يدعمها حزب الله!!
حزب الله هو ظاهرة مفصلية في تاريخ المنطقة!!
حزب الله مجموعة من الرجال الذين لم يحتاجوا إلى جيش رسمي ودبابات وطائرات وأمم متحدة ليصدوا العدوان اليهودي، ولا يعرفون تعبير “مش طالع بإيدنا إشي” (أي لا نملك شيئا نفعله)، بل يعرفون تعبير “هيهات منا الذلة” بدلا عنه!!
التعبير الأول خاص بالجبناء الذين قدموا أرضنا ومياهنا للعدو، وقبلوا بتشتيت شعبنا وتشريده في أصقاع الأرض.. وتنازلوا عن حق العودة.. من أجل رضى أمريكا وحماية كراسيهم وأرصدتهم!!!
حزب الله لم يبتعد عن المسؤولية ولم يتخلّ عن مسؤولياته بحجة أن أبو عمار قال يا وحدنا، وطالب بحق تقرير المصير للفلسطينيين.. وبقي حزب الله يحمل نفسه المسؤولية ولم يبرر لنفسه الانسحاب من الصراع.. وما أجاز لنفسه الادعاء دون إنجازات مثل باقي كذبة النظام الرسمي العربي..
هذه ظاهرة لم يعد النظام العربي يتميز بها..
يل صار النظام العربي يؤلف لنفسه الأغاني والأشعار الكاذبة وينشئ الفضائيات والإذاعيات ويملؤها بالكذبة والمدعين والمصفقين له.. ويصنع لنفسه الأوسمة ويعلقها على صدره وكل قوتته التي يجبر بها شعبه على التصفيق له، هي الفقراء من شعبه الذين يحملهم السلاح ويدربهم على العمل داخل الحدود..
بالإضافة إلى ذلك.. لم يبق من الجامعة العربية نطام واحد يحسب له العدو حسابا ويصدقه.. إلا حزب الله.. الذي يحسب له العدو بقياداته وشعبه.. رغم أنه حزب وليس دولة لها جيش!!
حزب الله لا يبيع وطنه.. ولا يرتشي.. وهذه حالة شبه نادرة لم تمر على العالم العربي عدا جمال عبد الناصر وهواري بومدين وربما بن بيلا!! و.. حسن نصرالله.
في كتاب المفكر اليهودي دافيد نجار، A Case for a Larger Israel، يتكلم الكاتب في اقتراحاته لتوسعة إسرائيل، فيقول:
نحتاج للضفة الغربية، وهي لنا الآن..
نحتاج لمنطقة من شرق الأردن، والاستيلاء عليها سهل..
نحتاج للجولان، وهي معنا..
نحتاج لمنطقة في جنوب لبنان، وهذه الصعبة، ويجب أن نحاول أن نشتريها، لأن حزب الله سيقاومنا..
كل الدول العربية والأحزاب قابلة للاختراق أمنيا.. عدا حزب الله.. عصي على الاختراق الأمني
أما اجتماعيا، فالحزب أثبت، بنوع علاقاته، أنه ليس إقصائيا وأن مؤيديه من كل الملل.. وأنه يستوعب كل الناس مهما كانت عقائدهم..
وأنه لا يعتبر المرأة عورة يجب منعها من أداء دورها في المجتمع..
كل الزعامات العربية تُهول وتهدد ولا تفعل شيئا.. عدا حسن نصرالله ومن يواليه.. الوعد مرتبط بالفعل.. في الميدان.. ولم يضاهِهِ أحد إلا الجيش العربي السوري.. وثوار الجزائر سابقا.. وربما حزب العمال الكردي إلى حد ما.. وثوار عدن خلال الثورة ضد بريطانيا..
الحزب يؤمن أن قضاياه هي قضايا المنطقة، حتى لو قاتل وحده.. عام 1982، أخرج أمريكا من بيروت في يوم واحد.. واليوم يقاتل في سورية..
وأقول هنا، إن الإسرائيليين أعداء الأمة كلها.. وبالتالي تكون الأرض العربية كلها حقا للمقاومة، ونشاطاتها، ورغم أن الزعماء العرب يدعون أنهم يؤمنون بالقضية العربية، إلا أنهم جميعا يمنعون المقاومة من العمل على أرضهم.
وهنا أقول: ما دامت القضية للجميع، فأرض الجميع حق للمقاومة ونشاطاتها.. وأذكر بخلية حزب الله في مصر..! فرد واحد من حزب الله أزعج حسني مبارك.. رغم أن أعضاء الخلية كانوا أبطالا مصريين.. مع عضو واحد فقط من حزب الله..!
وأخيرا وليس آخرا..
الحزب يؤمن بأولوية القضية الفلسطينية.. أولويتها.. وليس مركزيتها فقط..!
ويعمل ضمن ذلك المفهوم..
ولهذا.. وكل هذا.. يكون حزب الله ظاهرة مفصلية في المنطقة.. وحالة اجتماعية أمنية ثقافية صامدة مقاومة مُضحِّية.. إلخ..
ولهذا يكون أعداؤه الحكام الفاسدون لأنه يعريهم ويفضحهم ويخيف العدو الذي يحمي كراسيهم..
ولهذا يقولون إنه منظمة إرهابية..
التعليقات مغلقة.