عن اية احلام تركية قبرت يتحدث اوغلو ؟ / كاظم نوري الربيعي

 

كاظم نوري الربيعي ( العراق ) السبت 2/4/2016 م …

 لم يكف قادة تركيا  المصابون بداء  الهستيريا  والهلوسة  بالحديث عن “  استعادة امجاد  السلطنة العثمانية المقبورة “  في تصريحاتهم  الفارغة التي  لاتخلوا من احلام  تحقبق  امجاد اتى عليها الدهر  جراء ما وصلت  اليه اوضاع المنطقة  من تطورات    تبدد  كل  تصوراتهم واوهامهم  المريضة  بعد ان كانوا في مقدمة الساعين   لتحويل ” دولها وخاصة ” سورية والعراق الى ” دويلات ” بهدف الهيمنة عليها    لتتبخر احلامهم المريضة اثر  صمود شعوبها وتدخل  الاصدقاء وفي المقدمة روسيا   عسكريا   لتصبح تلك الاحلام  في خبر كان ومنها حلم الرئيس اردوغان  للصلاة في ” الجامع الاموي بدمشق”.

 قال ذلك منذ بدء الحرب الارهابية على سورية قبل  نحو خمس  سنوات لكن اردوغان وبعد كل تلك السنوات  التي صمدت فيها سورية  شعبا وجيشا وحكومة يؤازرها الاصدقاء والحلفاء   رغم ما رافقها من دمار وسفك للدماء بات يخشى ان يصلي في جوامع  تركية دون حراسات مشددة جراء التفجيرات التي شهدتها  اسطنبول ومدن  تركية اخرى بما قي ذلك العاصمة انقرة .

 ومن  الامثلة على تلك الهستيريا  واصرار قادة  تركيا على التمادي في  غيهم  ما اعلن عنه اوغلو رئيس  حكومة اردوغان  مؤخرا بان  خط حدود ” تركيا الامني يمتد من الموصل الى حلب والسليمانية ” لكنه عبر عن حرصه على استقرار “  حكومة  بارزاني في منطقة كردستان” العراق لان الاثنين يلتقيان في هدف واحد هو ” العلاقات  المتينة اتي  تربطهم مع “   اسرائيل ” فضلا عن انبطاح بارزاني لسلطات اردوغان  الى جانب تنفيذهم مخططات الغرب في المنطقة

 والا  بماذا نفسر ادراج السليمانية ضمن ” مشروع انقرة وحزامها الامني  كما ورد في تصريح اوغلو  مستثنيا مناطق اخرى    في حين  يواصل الجيش التركي قصف  الاكرد الاتراك  من ” مقاتلي حزب العمال الكردستاني في شمال العراق  ويعدهم ” بمثابة ارهابيين في حين تقدم انقرة كل الدعم والمساندة للارهابيين الحقيقيين  على الاراضي السورية .

 وفي تدخل سافر بالشان السوري والعراقي افصح  اوغلو عن ذلك بالقول” بالنسبة لنا نريد ان نعرف  متى سيتم تحرير حلب والموصل لانها تدخل ضمن حزام نركيا الامني الذي يبدا من الموصل وحلب وحتى شمال محافظة السليمانية.

اوغلو اكد وجود قوات عسكرية تركية في بعشيقة العراقية زاعما ان  وجود هذه  القوات التي يصل تعدادها وفق  بعض التقارير الى 900 عسكري بمعداتهم الثقيلة  لمساعدة الحكومة العراقية  والسكان المحليين لانقاذ مدينتهم  كما يدعي  في وقت اكتفت سلطات بغداد  بالاستنكار والشجب لوجود هذه القوات على الارض العراقية وصمتت واشنطن  وحليفاتها الغربيات على ذلك  دون ان تتحرك سواء في اطار العلاقات مع انقرة  كونها عضو في حلف ناتو او في اروقة الامم المتحدة .

اوغلو تحدث كثيرا عن ” استقرا ر حكومة كردستان”  اي انه يقر بوجود حكومة” كردية” على ارض العراق لكنه يرفض مثيلا لها في  ان تقام مثل هذه الحكومة في تركية لتمثل الاكرد الاتراك” .

اي ان رئيس حكومة اردوغان ” يهب ما لايملك” للاخرين فيبيح  لمجموعة من ” الكرد في العراق” وتحديدا عائلة بارزاني لها الحق في اقامة ” حكومة على ارض العراق لكنه ينتفض بوجه الذين يطالبونه بمنح الحقوق المشروعة للكرد في تركية ويعد ذلك من المحرمات لان ” الكرد في العراق” اي ” عائلة بارزاني” لها الحق لانها عائلة تشارك انقرة في كل مساوئها وتامرها على العراق وسورية وتقدم الخدمات لحكومة اردوغان بما في ذلك مساعدته في تهريب النفط العراقي وبيعه خارج تركية  ووصلت كميات منه  حتى موانئ اسرائيل .

العنجهية التركية تراجعت فقط عندما هددت روسيا بتدمير اية طائرة تركية  تنتهك  المجال الجوي السوري وتشكل خطرا على الوجود العسكري الروسي في  سورية بعد اسقاط السوخوي من قبل الطائرات التركية ولم نسمع منذ ذلك الوقت بطائرة تركية حلقت في الاجواء السورية بعد ان كانت تلك الاجواء مسرحا للطيران الحربي التركي قبل وصول القوات الروسية والصواريخ المضادة التي اقامتها القيادة العسكرية الروسية قرب قاعدة حميميم الجوية.

اذا اوغلو  واردوغان لايفهمون الا لغة واحدة هي لغة القوة وهذه اللغة وحدها كفيلة باسكات اصوات النشاز والتصريحات التي لم يعد لها طعم بعد ان تبددت احلام  تركية التي كانت تعشعش في مخيلة قادة حزب العدالة والتنمية الحاكم جراء  صمود سورية  المدعوم  من قبل حلفائها وفي المقدمة روسيا.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.