أيضاً وأيضاً عن ال”ولكن” المريره / طوني حداد

 

طوني حداد ( الثلاثاء ) 5/4/2016 م …

القريتين حرّه..

انجازٌ وانتصارٌ بطوليّ نوعي آخر لبواسل حماة الديار وحلفائهم بعد ملحمة تدمر.

بوركت سواعدكم وأقدامكم..

بوركت جباه عزكم الذي هو عزنا ياأبطال الجيش وأسود حزب الله وحلفائهما..

ولتنحن الهامُ اجلالاً وتكرمةً ..لكلّ حرّ عن الأوطان مات فدا

ولكن –وليست هذه ال”ولكن” من قبيل إفساد فرحة النصر- :

بلدة “القريتين” كغيرها من البلدات المختلطه طائفياً في سوريه تطرح من جديد السؤال المسكوت عنه و المؤجّل أو الذي نتحاشى طرحه الآن سيما أن المعركة محتدمةٌ واللحمةً الوطنيةُ حاجةٌٌ ملحّه ..

السؤال هو كيف سيكون التعايش غداً بين من كانوا يرزحون تحت الاحتلال “الداعشي” وذاقوا من ذئابه الويلات وبين من كان من أهل البلدة يقدم ل”داعش” –طائعاً وليس مكرهاً- الدعم والاحتضان ويصفق لهم؟

وهل هذا التعايش مازال ممكناً اليوم بعد أن غدر بعض الجيران بجيرانهم وأبناء بلدتهم ..بعد أن خان البعض وبطائفية حاقدة الخبز والملح وسنوات التآخي وتقاسم الحلوه والمرّه؟

حالة “القريتين” يمكن تعميمها على امتداد الجغرافيه السوريه خصوصاً في المناطق المختلطه طائفياً.

هذا السؤال وإن كان مسكوتاً عنه اليوم في معمعة المعركه لكنه سيكون حاضراً وبقوة يعد انتهاء الحرب وهي عاجلاً أم آجلاً ستنتهي حتماً.

سؤال التعايش –ولا أقول الاندماج كما تخيلنا لابل توهمنا سوريه قبل الحرب- سؤال أخلاقي ومصيري بالنسبة لسوريه الغد الموحّده .

هل الجواب هو التقسيم أو الفيدراليه الطائفيه كما يلمّح بعض سيئي أو حسني النيّه ؟

هذا موضوع مرفوض بالمطلق و”الفدرله” الطائفيه وإن كانت قد صارت للأسف حقيقةً في النفوس لكنها “بالجغرافيه” جريمة كبرى وخيانة عظمى.

مالعمل اذن في موضوع التعايش الطائفي بعد ماحدث الذي حدث وبعد كل هذا الدم الذي سال ونداءات الثارات؟

ببساطه الجواب : “الديكتاتوريه”..

الديكتاتوريه الايجابيه ..ديكتاتورية الدولة القويه بجيشها وقيادتها .

أيكون التعايش بالقوه؟!

نعم..مقابل كارثة التقسيم الطائفي لسوريه لابديل عن ديكتاتورية الدوله الجامعه .

واحدٌ من أسباب الكارثه التي حلت بسوريه هو ليست “الديكتاتوريه” لا بل بالعكس إنّ ضعف يد “الديكتاتوريه” وغضّ النظر عمّا كان يحدث في مدارس الجمعيات الدينيه المشبوهه وبعض الجوامع و التغاضي عن الخطب السامة لبعض أئمتها والشحن الطائفي المقيت –من خلال مايسمى دروس الدين – الذي كان يمارس في هذه الجوامع بتحريض تضليلي من أرباب العقيده الوهابيه الاجراميه , هذا التسامح وغض النظر عنه كان له اليد الطولى بماحدث ..

ليس كل قطعان التكفيرين وذئابهم –على كثرتهم وشراستهم- أتوا من خارج الحدود

نعم ثمّة دودٌ في الخلّ السوري وليس مقبولاً بعد الآن غض النظر عن هذا الدود.

والمؤمن لايلدغ من جحر مرتين .

رغم انتهاء الحرب –نظرياً- في لبنان منذ مايقارب الربع قرن مازال في النفوس وفي الجغرافيه مازال هناك “شرقية وغربيه”..

كي لا يكون في سوريه الغد “شرقيه وغربيه” يامرحباً بالعصى الغليظه.

 

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.