زيارة الملك سلمان لمصر / ناجي الزعبي
ناجي الزعبي ( الأردن ) الأحد 10/4/2016 م …
حين نفضت اميركا يديها من النظامين التركي والسعودية كانت تعي تماما انها تجابه نهاية حقبة وبداية اخرى .
نهاية حقبة هيمنتهاواحادية قطبها الى غير عودة ، وان احد اهم اسباب افول دورها وانحساره هوالازمة الاقتصادية الاميركية بالغة العمق والحدة والتي لم تستطع اجتراح الحلول لها على حساب شعوب الارض والسرقة المعتادة لثرواتها على غرار التجارب السابقة في نهاية الستينات ومطلع السبعينات .
ولادراكها بنهاية فترة صلاحية ادواتها في المنطقة وفي العالم وعجزهذه الادوات عن القيام بالمهام التي تولت القيام بها تاريخياً بسبب تغير المعطيات وموازين القوى وميل الكفة لصالح قوى التحرر الوطني , وبسبب عجز هذه الادوات والانظمة الذاتي وبناها السياسي القاصر عن مواكبة العصر ومتغيراته وعجز اسلحتها واساليبها المحنطة من مواكبة دينامية المعركة فلا سلاح الطائفية والارهاب التكفيري الذي اصطدم بافق مسدود تمكن من مجابهة روح العصر ومتغيراته , ولا التحالفات الفوقية التي طبخت على عجل تمكنت من تحقيق انجازات ميدانية فلم يتمكن تحالف مرتزقة بلاك ووتر والنظم العربية الشمولية من مجابهة مقاتلين يذودون عن وطنهم مسلحين بالوعي السياسي والقيادة السياسية الثورية كما في اليمن وسورية , كما ان طموحات لعب دور اقليمي محوريا لكل من السعودية وتركيامتسلحين بادوات الماضي الارهاب التكفيري والقوة الماجورة افلحت سوى في التدميروقتل الابرياء وخلق اعباء اخلاقية اضطرت اوباما للتنصل منها وادانة مرتكبيها برغم انه من يقف خلفها واضطرته للتسليم بالهزيمة ، في بداية حقبة تعدد الاقطاب والتغير النوعي في موازين القوى الدولية .
في ضل هذه المناخات والحقائق الموضوعية وعدم حصول اي تغير ايجابي بل المزيد من انجازات خصوم المعسكر الاميركي التي عمقت الهزيمة وفاقمت الازمة تاتي زيارة الملك سلمان لمصر لمقايضة المليارات السعودية التي ناهزت ال 25 مليار التي ستذهب لمشاريع استهلاكية وكعمولات للقطط السمان بمواقف مصرية كاسكات صوت قناة المنار ، وتقديم اسناد عسكري في اليمن وتغيير الموقف السياسي من وحدة سورية ودور الاسد ، الساحتين اللتين الحقتا بالسعودية فشلا دفع اوباما للتنصل من تبعاته ، ثم تعزيز الموقف السعودي من ايران ومناصبتها العداء خلافاء للمصلحة المصرية الاستراتيجية ، خلاصة القول ان الزيارة اتت لشراء مصر ” ام الدنيا بالدولارات السعودية والحاق شعبها واقتصاده وارادته بفناء السعودية الخلفي الامر الذي رفضه الشعب السوري وثار ضده الشعب اليمن وقبلته القيادة المصرية واسفرت اولى بوادره عن اسكات صوت المقاومة اللبنانية .
كما ان التناقض المصري التركي مسالة من المتعذر حلها وستكون عقبة في طريق اي تفاهمات من اي نوع .
الانتصارات السورية وتحرير تدمر وحشد قوة مشتركة سورية ايرانية روسية وحزب الله لمعركة حلب والرقة , والجيش العراقي والحشد الشعبي وانتصارات اللجان الشعبية والجيش اليمني تقف خلف تحركات كيري وسلمان المحمومة لتفادي الاجهاز على المشروع الاميركي السعودي والهزيمة المبرمة ، فهل تتمكن المليارات السعودية والارباك الاميركي من تحقيق ما عجزت عنه القوى الراسمالية المجتمعة على مدار السنوات الماضية في ضل ازدياد التفوق الروسي السوري الايراني واحتدام المعركة بين المعسكرين الذي يخوضها احدهما بادوات الماضي التي انهزمت في اكثر من حقل وميدان ويخوضها الاخر متسلحا بالحق وبالتحالفات المحكمة وباسلحة عصرية يحقق بها انتصارات بمعركته العسكرية وبالحنكة والدراية والاصرار والمصداقية يحقق بها انتصارات في معركته السياسية والدبلوماسية
هل يستطيع الماضي الاسن العفن المترهل الافل والايل للسقوط تحقيق انتصارت على المستقبل المتسلح بروح العصر والاصرار على تحقيق الانتصار والاستقلال الوطني والتخلص من الهيمنة والطغيان والاستغلال البشع برغم هدر المليارات والدوران حول الذات وبرغم عدم تغير المعطيات والمناخات التي دفعت اميركا للتسليم بالهزيمة والتنصل من تبعاتها
التعليقات مغلقة.