ساجدة … وجه للموت ! / جهاد المحيسن

 

 

جهاد المحيسن ( الأحد ) 1/2/2015 م …

 

ربما في لحظة الانفعال التي عشناها، لحظة أسر الطيار معاذ الكساسبة، أخذتنا ردود الفعل تلك لنسيان العمل الإجرامي الذي قامت به الإرهابية “ساجدة الريشاوي”، والدمويون من زمرتها.
عندما أقدم القتلة في يوم الاربعاء الأسود الموافق9 تشرين الثاني (نوفمبر) 2005، على تنفيذ عملهم الإجرامي ووقعت ثلاث عمليات تفجير إرهابية باستخدام أحزمة ناسفةاستهدفت ثلاثة فنادق راح  ضحيتها 57 شهيدا وماينوف على 115 جريحا، وكان السبب الرئيسي لارتفاع عدد القتلى هو حدوث تفجير فندق الراديسون أثناء حفلة زفاف.
لذلك علينا جميعا تذكر هؤلاء الشهداء والمصابين الذين تسببوا بقتل الأبرياء، وعلى رأسهم الإرهابية ساجدة، ففي رقبتها دماؤهم، ولو أسعفها القدر لقتلت العشرات الأبرياء هي الأخرى، ولكن العناية الإلهية تدخلت وحالت دون أن يتفجر حزامها الناسف، من هذه الزاوية علينا مراجعة قصة المقايضة التي يريد فرضها علينا تنظيم “داعش”، فليس من المنطق أن يتم التعامل مع هذه العصابة، بمنطق التفاوض، اللغة الوحيدة التي تعرفها هي القوة، لأن القتلة سوف ينتظرون أية فرصة سانحة لتعزيز تواجدهم في أذهان الناس.
فهم إن نجحوا في عملية المبادلة، مع ساجدة أو غيرها، يحققون انتصاراً معنوياً، يؤدي على المدى القريب إلى زيادة جماهيرية التنظيم، طالما أن قواعد الأشتباك يتم التعاطي معها وفق رؤية قيادة “داعش”، لذلك علينا كمواطنين أولاً عدم قبول هذه القواعد التي تفرضها القوى الإرهابية، وتعطيل مشروعها السايكولوجي الذي يعزز من مكانتها في أذهان الناس العاديين وبعضهم مفتون بقوة وقدرة التنظيم، والأهم من ذلك سحر الخلافة الإسلامية الذي باعته هذه التنظيمات الدموية للناس، ليصبح سحر الخلافة وتوابعها عصا موسى التي يضرب بها الأرض، فيتشقق الماء، ويعيش الناس الموهومون بهذا السحر في نعيم أرضي، وتتحقق العدالة بعد أن ملئت الأرض جوراً.
الطيار معاذ الكساسبة، جندي في الجيش العربي الأردني، والكل يفخر بشرف الجندية، وكل مجند في المؤسسة العسكرية هو مشروع شهيد، فالجندي يعرف أن العقيدة القتالية له هي أعداء الوطن وعلى رأسهم العدو الصهيوني، ولا يمكن بأي حال من الأحوال تغيير تلك العقيدة التي قدّم الأردنيون مئات الشهداء ومئات الجرحى وعشرات المفقودين لتبني تلك العقيدة التي نحترمها ونجلها ونحني رؤوسنا أمام جلالة الزي العسكري.
إن شرف العسكرية نيشان على صدورنا، يستدعي حمايته والتعامل مع الارهابيين بالقوة فقط.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.