مزارعو الخضار وحق التنظيم النقابي / مثقال الزناتي

 

مثقال الزناتي ( الأردن ) الثلاثاء 12/4/2016 م …

مزارعو الخضار أعداهم بعشرات الآلاف، وفي غالبيتهم من فقراء المزارعين، يتركز وجودهم في لواء دير علا وفي لوائي الشونة الجنوبية والأغوار الجنوبية، والآلاف منهم في الأغوار الشمالية، وكثيرا ما تتعرض مزارع خضار الأغوار الشمالية لضربات الصقيع، ونبات البندورة للإصابة بحفار البندورة، الأمر الذي حصر زراعة البندورة في البيوت البلاستكية والمكشوف منها في لواء الأغوار الجنوبية.

مزارعو الخضار حاجتهم لمياه الري على مدار العام، وزراعتهم للبطاطا في العروة التشرينية، مكلفة ومكثفة في بلدتي كريمة ووادي الريان، وكثيرا ما تتعرض مزارعهم للصقيع خاصة في مناطق الزور من الأغوار الشمالية، وتباع لهم تقاوي البطاطا بأسعار مرتفعة، كما أنهم عرضة للغش والخداع في نوعية التقاوي ، ويعانون بشكل دوري من ارتفاع كلف مستلزمات الإنتاج لغياب الدعم الحكومي وغياب التنظيم النقابي الجماهيري الخاص بمزارعي الخضار.

مزارعو الخضار أكثر شرائح المزارعين تأثرا بالتطورات والأوضاع السياسية الإقليمية، فهم الأكثر تضررا من نهب وسلب مياه ريهم من قبل دولة إسرائيل، والأكثر تضررا بإغلاق الحدود مع الشقيقة سوريا وتوقف التصدير إلى الشقيقة العراق ومحدودية التصدير للأشقاء في السعودية ودول الخليج ، الأمر الذي يفاقم من معضلة التسويق المزمنة ويؤدي لتدني أسعار الخضار في معظم أيام السنة بالنسبة للمزارعين وارتفاعها على المستهلكين.

تدني بيع أسعار خضار المزارعين لما دون كلفة الإنتاج نتيجة غياب دعم الدولة للقطاع الزراعي وعدم التعويض جراء الصقيع واستئثار الوسطاء وتعددهم وفوزهم بربح وفير، وعجز المزارعين عن سداد ديونهم واقتصار الحصول على القروض من قبل الوسطاء وتوقفها لاحقا، من شأنه ملاحقة المزارعين قضائيا، وهجر العمل بقطاع الزراعة والنزوح للمدن وإحاطتها بأحزمة الفقر والبؤس ، بما لا يحمد عقباه في نهاية المطاف.

غياب الدور الخاص والمؤثر والفاعل لمزارعي الخضار نتيجة غياب تنظيمهم النقابي المستقل، وتخلف قانون اتحاد المزارعين وضعف بنائه الداخلي وهيكله التنظيمي وبيروقراطية قيادته وعدم التفاته الجدي لمآسي المزارعين، إلا على أبواب الانتخابات وفي بعض الأوقات، وبالنتيجة غياب البرنامج الزراعي الواقعي وخطط العمل الملموسة والمقرة من قبل هيئات ولجان المزارعين النقابية، لا يمكن من مواجهة التحديات التي تواجه مزارعي الخضار وغيرهم من المزارعين، نتيجة غياب مشاركتهم.

الكرة الآن في ملعب مزارعي الخضار، فهل يبزغ فجر حلول مشكلاتهم من عذاباتهم وآلامهم ومآسيهم المزمنة وتجربتهم المرة والقاسية، فتطور وحدتهم وقدرتهم على إيجاد حلول محددة مرهون بمدى انخراطهم في لجان مزارعي الخضار على مستوى الحوض والبلدة الواحدة، ليثروا برنامجهم الخاص ولينتخبوا هيئاتهم القيادية الوسيطة الميدانية، القادرة على المتابعة والترشيد والتوجيه والتعبة الديمقراطية، وصولا لتشكيل نقابات أخرى للمزارعين، ليصار إلى بناء اتحاد نقابات المزارعين، كي يتمكنوا من حل مشكلاتهم من خلال مناقشتها مع أنفسهم أولا وعدم ترك السوق لحيتان السوق والسوق ذاته، إذ عليهم تحديد ما يورد إلى الاسواق المحلية، والمطالبة بأن يتحمل وسطاء السوق والأسواق المركزية جزء مما يتعرض له المزارعين من كوارث ونكبات، من هنا دعوة عدد من مزارعي الخضار صباح يوم الخميس 14 نيسان الجاري في بلدة وادي الريان، لاجتماع لتشكيل لجنة تحضيرية لنقابة مزارعي الخضار لتقوم بمهامها والتحضير للمؤتمر التأسيسي لنقابة.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.