السعودية … صراع بقاء والتحاق بكامب ديفيد / ناجي الزعبي

 

ناجي الزعبي ( الأردن ) الأربعاء 13/4/2016 م …

تخوض السعودية معركة البقاء , وربما رحلة الحياة او الموت التي  ابتدات منذ ان بدأ مشروع الهيمنة الاميركية يتصدع وتتاكل قدرته  على تطويع الواقع الموضوعي ولي اعناق الحقائق المعتاد وتوظيف ادوات الماضي لخوض معركة الحاضر والمستقبل ان بشكل مباشر او بالوكالة بواسطة ادواتها التي سخرتها عقودا مضت ,  يجابههم بها خصم متسلح بكامل العدة السياسية  والعسكرية والايدولوجية  المتفوقة المتطورة  وبصبر طال امده للانعتاق من ربقة الخنوع والذل والاستبداد  سعي للتحرر والاستقلال الوطني  املته حركة التاريخ وتفاقم البؤس , والازمة الاميركية الاقتصادية الطاحنة.

شهدت ميادين النزال كر وفر اسفر غباره عن يقين اميركي بان زمن القطب الواحد قد مضى ولن يعود فاختارت اميركا  اعادة النظر باصطفافاتها و ترتيب فضائها الحيوي الجيو ستراتيجي ,  وفي ذات الوقت كانت املاءاتها لادواتها بمواصلة اللعبة والعبث مدفوعة بالطموحات  الشخصية والاحلام البائدة العثمانية الاخوانية لاردوغان , ومعركة البقاء للعدو الصهيوني ,  والجنوح الطائفي والمذهبي   والصبياني ولعب دور اقليمي مسكون باحلام السلطة وتجاوز ما درجت عليه العائلة للنظام السعودي .

وكلما استمرت الرحلة الدون كيشوتية السعودية تسير  بعكس الشارات الحمراء واتجاه سير العالم واتجاه حتى سيدتها واشنطن  كلما ازداد النظام السعودي غرقا فالضلوع بحربين في سورية واليمن وتدمير هذين الوطنين العربيين العزيزين للحد الذي وضع العالم كله على شفا حربين عالمية وحرب على  الارهاب الوهابي التكفيري ،  متحالفة مع العدو الصهيوني بشكل سافر صنفها كعرابة اولى للارهاب ابتداءً من الكونجرس الاميركي لباقي ارجاء الدنيا ، ووصمها اخلاقيا بوصمات مشينة .

 وضعت السعودية  العالم  امام سعير حرب طائفية بدءا” من افغانستان  ، ليوغسلافيا الى  العراق ومولت العدوان عليه وتدميره  ، واقامت قواعد اميركية على ارضها لهذه الغاية ، و انتقل ارهابها لسورية ومصر وليبيا وتونس واليمن  وكان اخر مغامرتها في    اذربيجان دعما لشيعتها ،  مسفرة عن وجهها الحقيقي غير المهتم  لا بدين ولا بسنة  ولا بالشيعة   الذين ادعت انهم   خطر ايراني , وتقوم  بنفس الوقت بدعمهم باذربيجان ضد ارمينيا وناغورني كارباخ مؤججة بذلك خطر اندلاع حرب لتوريط  روسيا وايران  الدولتين اللتين خاضت ضدهما معركة اسعار النفط التي دفعت ثمنها عجزا تجارياً نقل اقتصادها المتخم بالفائض النقدي  لعجزمالي ضخم في موازنتها .

تعبر السعودية رحلة الحياة او الموت بمخاض اسفر عن نتائج مشينة مشوهة ،  وعزلة    اقليمية ودولية لن تفلح معها   محاولة الحاق  مصر بالسعودية كمنطقة غربية لمملكة الرمال ولن يجدي  المال السياسي الذي يذهب بدون شك للفاسدين والمرتشين ومالكي الشركات المصرية العملاقة  لتحويل مصر محافظة غربية ملحقة بتبوك ،  بل ستكون هذه الجهود مجرد اهدار للمزيد من المليارات نظير تغريد خارج سرب الاحداث والاصطفافات الدولية والعربية والاقليمية .

ان القبض على مفاصل الحياة الاقتصادية المصرية ورهن القرار السيادي المصري كملحق سعودي  فاقد لقيمته الحقيقية سيهبط بكلا النظامين المغامرين  الغارقين بالجهل والتبعية والتشبث بالبقاء , كما سيسرع الجسر المزمع اقامته فوق جزيرتي صنافير وتيران المحتلتين من قبل العدو الصهيوني منذ ال 67 بصبغ المجتمع المصري الهش والذي يعاني من تركة حكم السادات لمبارك لمرسي للسيسي بالصبغة الوهابية السعودية ويصنع من القاهرة والمدن المصرية مدن للمتعة ، والتكفير .

كما سيلحق السعودية بكامب ديفيد وهذه احدى اخطر تبعات الجسر

والسؤال الذي يطرح نفسه  : رفض العدو الصهيوني مد جسر الملك عبدالله سابقا ً سلمان حالياً لانه كان سيشكل خطرا استراتيجياً عليه ، وكانت اشتراطاته سابقا ً الاشراف على مراحل انشائه ، والمشاركة في ادارته ، وموافقة السعودية ومصر التي كانت ترفضه سابا”

فما تفسير قبوله الان ؟

لان السعودية قدمت خدمات جليلة تفوق ما يطمح اليه العدو نفسه وهي:

اعتبار حزب الله ارهابياً.

تدمير سورية وجيشها وسعيها الدؤوب لمحاولة تقسيمها وتفكيكها.

الحرب الظالمة الغاشمة على اليمن.

تأييد اي عدوان على شعبنا الفلسطيني بغزة وباي مكان اخر وغض النظر عن الاستيطان.

تاييد تدمير العراق وجيشه واخراجه من العمق العربي.

تأييد مصر والتزامها بكامب ديفيد وتبعيتها لاميركا.

العبث بالساحة اللبنانية وزعزعة استقراره السياسي.

المحافظة على البحر الاحمر بحيرة صهيونية وغض النظر عن احتلال العدو لجزيرتي صنافير وتيران منذ ال ٦٧ .

التعاون العسكري والتطبيع مع العدو الصهيوني  تمهيدا لتنفيذ مشروع عشقي.

العداء المشترك لايران .

تسهيل دخول قوات مصرية برية لحماية نظام ال سعود وللقيام بمهام قمع شعوب المنطقة كما يجري في اليمن وكما جرى في العراق.

ضرب الاقتصاد الاردني واحداث المزيد من الاختلالات به لاستنزاف مواقفه .

والتحالف الصهيوني السعودي المعلن صراحة اذا ان السعودية تجد نفسها في خندق العدو الصهوني  عندما تدمر اليمن وسورية والعراق وتعادي ايران وتدعم اذربيجان وتستهدف الاقتصاد الروسي وتجر روسيا وايران  لحرب استنزاف .

 بهذا تصبح السعودية صهيوية اكثر من الصهاينة وهذا يفسر الصمت الصهيوني والاميركي لمشروع الجسر

فهل تفلح المسكنات لعلاج لوكيميا السعودية المتفاقمة المستعصية  ؟

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.