الخضراء في انتخابات النقابات المهنية / ابراهيم ابو عتيلة

 

ابراهيم ابو عتيلة ( الأردن ) الجمعة 15/4/2016 م …

مع اشتداد الحملة لانتخابية في نقابة الاطباء ، ومع وجود قائمتين انتخابيتين تحملان ذات الاسم الذي يمثل قاسماً مشتركاً بينهما وهو – الخضراء – حيث أطلقت إحدى القائمتين على نفسها الخضراء فيما أطلقت الأخرى على اسمها الخضراء الموحدة ، ويأتي ذلك دلالة على تمسك كلتا القائمتين بالاسم الاصلي وهو الخضراء ، بما يحمله هذا الاسم من تاريخ نقابي يعتز به كل من ساند وأيد ووافق على برنامج الخضراء النقابي ونهجها الذي يختلف كل الاختلاف عن القائمة الأخرى والتي جرت العادة على منافستها للخضراء ليس فقط في نقابة الأطباء بل وفي نقابات مهنية أخرى من النقابات التي تتخذ من مجمع النقابات المهنية مركزاً رئيسياً لها ، فالاسم بالأصل لم يأت من فراغ ، ولم يكن الهدف من الرواد الأوائل للخضراء الذين أطلقوا على القائمة هذا الاسم بأن يكون لوناً دون معنى ، فقد تم تبني هذا الاسم لأول مرة في نقابة المهندسين الزراعيين كدلالة على الأرض والانتماء للأرض فمن يعشق الأرض لا بد وأن يعشق الوطن ، فالأرض هي الهوية والانتماء هو الأساس والمقياس والمنطلق لكل فكر يسعى لبناء الوطن ونهضته وتقدمه من خلال تبني وتنفيذ برامج واعية تختلف عما كان يطرحه الآخرون ، ولقد بدأت الخضراء مسيرتها في نقابة المهندسين الزراعيين لتقدم حينذاك مجموعة من روادها الأوائل للتصدي للعمل النقابي الحقيقي بدلاً عن الوجوه التقليدية الذين كانوا مجموعة من كبار الموظفين والذي كانت تعني لهم النقابة الوجاهة أكثر من خدمة الزملاء، حيث لم يكن بقدرة الزميل اللجوء للنقابة للشكوى عما يعانيه في مؤسسته في الوقت الذي كان فيه الخصم والحكم حينذاك هو نفسه في النقابة والمؤسسة .

تدرجت الخضراء من خلال مبادرات فردية شجاعة من الرواد الذين تمكنوا من انتزاع مقعد أو اثنين في مجلس النقابة ، إلى أن تطورت هذه المبادرات وانتقلت إلى تحالفات بين القوى التي يهمها مصلحة الزملاء والمهنة والعمل النقابي والتي تتخذ من الالتزام بقضايا الوطن نبراساً ومرشداً ، فقامت تلك القوى بطرح مرشحيها إلى أن تمكنت من الفوز بمقاعد المجلس تدريجيا من مقعد واحد إلى أثنين فثلاث إلى كل مقاعد أعضاء المجلس دون طرح النقيب او نائباً له في مجلس النقابة الخامس سنة 1976 ثم إلى نائب النقيب والمجلس في مجلس النقابة السادس سنة 1978 إلى أن وصلت إلى الفوز بكافة مقاعد المجلس بما فيهم النقيب ونائبه في مجالس النقابة السابع والثامن والتاسع حتى عام 1982 ، وفي ذلك الوقت كان التيار الاسلامي قد نما وترعرع فطرح قائمته – البيضاء – لتنافس الخضراء حيث حصلت تلك القائمة على أربعة مقاعد بمن فيهم نائب النقيب في المجلس العاشر للنقابة 1984 ، وزادت قوة البيضاء في المجلسين الحادي عشر والثاني عشر فحصلت على كافة المقاعد في الحادي عشر وتكررت ذات النتيجة باستثناء مقعد واحد في المجلس الثاني عشر سنة 1988 ، وبعد هبة نيسان وبداية التجربة الديمقراطية انتعشت الخضراء وحصلت في المجلس الثالث عشر 1990 على موقع النقيب ونائب النقيب وأربعة مقاعد من مجلس النقابة فيما حصلت البيضاء على ثلاثة مقاعد وتكررت ذات النتيجة في المجلس الرابع عشر الذي تزايدت فيه الصراعات وتصفية الحسابات بين القوى المتحالفة تحت مظلة الخضراء لتصل إلى خسارة موقعها في المجلس الخامس عشر فلم تحصل إلا على مقعدين من أصل تسعة مقاعد سنة 1994 وتكررت ذات النتيجة في المجلس السادس عشر سنة 1996 حيث لم تستطع القوى المتحالفة سابقا تحت الخضراء من تصفية خلافاتها واشتدت معركة الثارات والتي أدت إلى إحجام الكثيرين من المستقلين المؤيدين للقائمة الخضراء عن المشاركة في الانتخابات ، ومنذ عام 1998 ومع المجلس السابع عشر حتى الآن اي مع المجلس الثالث والعشرين لم تتمكن الخضراء من العودة لمجلس النقابة ولو بالفوز بمقعد واحد حيث رواسب الخلافات تركت جرحاً لم يندمل حتى تاريخه رغم المحاولة الجادة في سنة 2015 مع انتخابات المجلس الثالث والعشرين الذي شهد بداية لنهوض الخضراء فنافست بدرجة افضل من السابق إلا انها لم تحصل على أي مقعد …. ولعلني هنا استذكر بعض الزملاء الذين تركوا بصمات واضحة على النقابة ومنهم من الزملاء عبد الرحمن النجاب وغسان قمحاوي وغالب ابوعرابي ورسمي السويطي وفاروق شرايحة وأسامة السائح وشوقي كرادشة وغيرهم الكثيرين الذين اعتذر عن ذكر اسمائهم لضيق المجال …

وما أود أن أصل إليه هنا وباختصار شديد هو أن الخضراء لا يمكن أن تتقدم وتحتل موقعها إلا اذا عادت اللحمة لكل القوى النقابية التي تحالفت فيها مع أهمية وجود العنصر المستقل وأعني هنا بالمستقل بأنه الشخص الذي يؤمن بقضايا الوطن وبالمهنة وتطويرها في ذات الوقت وإن كان غير ملتزم بحزب بعينه ، وطالما بدأت كلامي عن الحملة الانتخابية في نقابة الاطباء فإني انهي هذه الخاطرة وأوجه نداءً للخضر في نقابة الأطباء واقول مازال في الوقت متسع للحمة واعادتها .. فهل يمكنكم توحيد القائمتين لتعود خضراء كما كانت … دعني أتمنى وأرجو وأبتهل

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.