ماهي حاجة ” ماما امريكا” لقاذفات ” بي 52″ في المنطقة؟ / كاظم نوري الربيعي

 

كاظم نوري الربيعي ( العراق ) الجمعة 15/4/2016 م …

لااحد يشك ان القيادة السورية واعية  تماما لما يحصل في المنطقة منذ اليوم الاول الذي بدات فيه ” جماعات  الارهاب بالظهور على ارض سورية  منذ قبل نحو خمس سنوات والتي غلفت بعض من هذه الجماعات نفسها ب”  شعار المعارضة السورية ” ليصل الامر الى ما نراه الان  المتمثل  بجيوش مسلحة  تمتلك احدث الاسلحة والمعدات بعد ان تدربت تدريبا ” على يد ” استخبارات دول الغرب”  وهاهي تقتل وتدمر  وتعبث  وتشن الحرب انها  اشبه بالحرب الكونية التي  تستهدف سورية دولة وارضا وحكومة وشعبا   في محاولة  ان تلحقها باخواتها  في ليبيا والعراق وحتى اليمن وصولا الى اشاعة  الفوضى بالمنطقة وتحويل هذه الدول الى دول فاشلة .

  ان من يقف وراء  ذلك الولايات المتحدة  والانظمة الداعمة للارهاب وفي المقدمة السعودية وقطر وتركيا وقد  شعرت انها فشلت  طيلة السنوات الماضية في تحقيق ما خططنت له لكنها لم تقف عند هذا  الحد فالمؤامرة مستمرة حتى بوجود مفاوضات جنيف   حول الازمة السورية وهو ما تدركه   دمشق قطعا لانها لاتعول على تلك المفاوضات بقدر  التعويل على تحرير الارض السورية وهو حق مشروع تكفله القوانين الدولية لكنه لايسعد اولئك الذين يواصلون التامر وفي المقدمة الولايات المتحدة الامريكية . ,

 ولا  بماذا نفسر ارسال  البنتاغون ” طائرات بي 52 الى المنطقة لترابط  في قاعة العيديد في قطر تلك الطائرات التي بامكانها ان تقوم  بالاعمال العسكرية حتى من قاعدة ” دييغو غارسيا ” في المحيط مثلما عملت خلال غزو واحتلال العراق عام 2003  عندما كانت تنطلق من قواعد في بريطانيا لتدمر البنية التحتية في العراق .

سورية وحلفاؤها يدركون جيدا السبب الذي كان وراء هذه الخطوة الامريكية التي تزعم واشنطن ان الهدف من ارسال هذه الطائرات  القاصفة الستراتيجية الضخمة  هو  محاربة “  داعش” وهي رواية مشكوك بصدقيتها بل ” انها كذبة امريكية وبامتياز.

واشنطن شعرت ان هناك اصرارا سوريا على تحرير الارض  السورية من جميع الجماعات المسلحة والمدعومة امريكيا ومن بعض الانظمة السائرة في  فلك السياسة الامريكية والاسرائيلية بالمنطقة بعد النجاحات التي تحققت  مثلما  ازعجها تحرير  مدينة تدمر الاثارية  وباتت  ممتعضة من الاصرار السوري على تحرير دير الزور والرقة  وكأن هتين المحافظتين السوريتين   ولايتان امريكيتان  ولاصلة لهما  بالارض والجغرافية السورية.

 مثلما بات يزعجها  الحديث عن تحرير حلب كاملة  من اجل انهاء الدور التخريبي والتدميري التركي الداعم  للجماعات المسلحة التي يطلقون عليها ” جماعات معتدلة”.

عن اي اعتدال يتحدث هؤلاء فهل  هذا الوصف ينطبق على  معارض يحمل على  كتفه ” قاذفا مضادا  للطائرات او يمتطي دبابة ا و مدرعة وهو مدجج بالسلاح  او  يقف خلف قاذف للصواريخ    او مدفع عملاق”.؟؟

انها اوصاف  ” امريكية غربية” للمعارض في سورية فقط اما الغرب والولايات المتحدة فتتعامل مع المعارض  الذي يحمل ” سكينا” باعتباره ” ارهابيا .

المعارضة في منطقتنا  من وجهة نظر الغرب  و” ماما امريكا ” يحق لها ان تمتلك ” دبابات وطائرات واسلحة ثقيلة  واذا حصل ان تعرضت هذه المعارضة للهزيمة فيحق ل” واشنطن” وعواصم الغرب الاخرى ان تدافع عنها” لحماية” الديمقراطية ” وحتى لو تطلب ذلك التدخل عسكريا الى جانب ” المعارضة حتى لو امتلكت “  اسلحة  كيمياوية “  وغاز الخردل السام”.

لهذا السبب ولاسباب اخرى من بينها ” ابراز العضلات” امام سورية  وحلفائها  وفي المقدمة روسيا  التي تدخلت لمحاربة الارهاب بطلب من دمشق والذين صمموا على طرد الارهاب من ارض سورية والمنطقة  لهذا السبب لم يبق امام واشنطن الا ” ارسال ” بي 52″ الى قاعدة في قطر والحجة ” داعش” كالعادة وهي  التي اعلنت عن ” تحالفها الدولي الاعلامي” منذ اكثر من عام دون ان تحقق شيئا يستحق الذكر مقارنة بما فعلته سورية وحلفائها والقوات الجوية الروسية الفضائية التي قصمت ظهر الارهاب حقا  وبفترة قياسية وجيزة وهو ما ازعج واشنطن وحلفائها  وجعلها تتخبط في سياستها .

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.