هكذا سيكون الرد الروسي في سوريا
الخميس 14/4/2016 م …
الأردن العربي – كتب رضوان الذيب … التطورات الميدانية في حلب، ومحاولة المسلحين خلق توازنات ميدانية جديدة بعد النكسات التي اصابتهم خلال عملية الجيش السوري وحلفائه منذ شهرين، وادت الى فك الحصار عن نبل والزهراء والوصول الى مشارف الحدود التركية. لكن العملية توقفت بشكل مفاجئ دون تحقيق الانتصار النهائي لاعتبارات دولية واقليمية متعلقة بروسيا ومفاوضات جنيف حيث جاءت الهدنة بتمنيات روسية رغم عدم اقتناع دمشق وطهران وحلفاء سوريا بجدوى هذه الهدنة لكن الرغبة الروسية باعطاء واشنطن اوراق تسمح لها بفرض الضغوط على المسلحين للقبول بجنيف رجحت كفة الهدنة، التي استغلها المسلحون افضل استغلال عبر دعم تركي لا محدود بمختلف انواع الاسلحة، وعمل الاتراك على سد الثغرات العسكرية ووحدوا صفوف المسلحين تحت قيادة غرفة عمليات مشتركة، وحصل هذا الامر بغطاء اميركي لان واشنطن تريد مفاوضات متوازنة في جنيف، وبان لا يذهب المعارضون بسقف منخفض ولا يتم ذلك الا باعادة التوازن الميداني على الارض، ومن خلال جبهة حلب، وقد دفع السوريون وحلفاؤهم ثمناً كبير جراء الموافقة على «الهدنة» في تلة العيس في ريف حلب الجنوبي التي استعادها المسلحون بعمليتهم الاخيرة بغطاء تركي مباشر.
وفي المعلومات، ان القيادة الروسية، وحسب المصادر المتابعة لهذا الملف اقتنعت بان الهدنة كانت اكبر خطأ، وان وجهة النظر الايرانية والسورية باستكمال العملية العسكرية حتى اجتثاث المسلحين كانت الصحيحة حتى يتم فرض الحل السياسي قبل شهر ايلول كما يريد الروس.
وفي المعلومات، ان المسؤولين الروس ونتيجة رغبتهم وتقديرهم للاوضاع اوقفوا معركة حلب بعد الانتصارات ونقلوها الى تدمر، وبرر الروس هذا الامر بان تحرير تدمر يعطيهم قوة دولية وغطاء شرعي للجيش السوري في عملياته جراء ما تمثله تدمر من حضارة عالمية وتحديداً للاوروبيين فيما كانت وجهة نظر حلفاء روسيا الميدانيين بان تدمر في العمل العسكري لا تشكل انقلابا في موازين القوى وهي ارض صحراوية، وامتدادها على دير الزور والعراق، وبالتالي المسلحون معزولون ولا قدرة لهم على فعل اي شيء، وفي العمل العسكري قوتهم «ميتة» فيما حلب هي مفتاح الحل والحرب نتيجة تداخلها مع الحدود التركية التي هي المصدر الاساسي لتمويل المسلحين وتفجير الاوضاع، لكن وجهة النظر الروسية تقدمت بعد ان قدم الروس «مبررات» مقنعة ايضا بان تطور المعارك على جبهة حلب قد يدفع تركيا الى الدخول المباشر في سوريا وبالتالي، فلتان الامور وعلى كل الاحتمالات لان الاتراك ابلغوا الجميع انهم لن يقبلوا بحزام كردي، على حدودهم مهما كلف الامر واذا نجح الاكراد في ذلك فان تركيا ستقسم، وسينهار حزب العدالة والتنمية وحتى ان الاميركيين نقلوا رسائل عن التوتر التركي. وتتابع المصادر اعتقد الروس ان وقف المعارك وحدوث «هدنة» ربما يدفع تركيا الى اعتماد اسلوب مغاير في الملف السوري، وقد نقل الاتراك اشارات ايجابية للايرانيين في هذا «المضمار» واستعدادهم للنقاش بكل شيء الا في موضوع الرئيس الاسد حاليا، لكنهم ابدوا استعداداً لمراجعة مواقفهم من هذا الامر بعد فترة اذا تطورت الاوضاع التركية بشكل ايجابي.
وحسب المصادر، فان حسابات البيدر الروسي لم تتطابق مع حسابات الحقل التركي، حيث بادر الاتراك الى الهجوم على روسيا بعد الهدنة عبر تمويل المسلحين بالعتاد وفتح مخازن الذخيرة لهم، بل على العكس ذهبوا في المواجهة الى حدها الاقصى عبر محاولة الهاء الروس في ارمينيا واذربيجان عبر اشعال الحرب بين البلدين والبصمات التركية واضحة في ذلك، حتى ان مسؤولاً روسياً كبيراً قال «فتش عن السلطان في هذه الحرب، كما ان الروس اعتقلوا ارهابيين يتم تمويلهم من تركيا».
وتضيف المصادر «تمويل المسلحين من قبل الاتراك ترجم على الارض ايضا عبر فتح معركة ريف حلب الجنوبي، وحشد المسلحون للمعركة 5 الاف مقاتل مزودين بكل الاسلحة، وقاموا بالتشويش على اتصالات الجيش السوري، وهذا الامر لا يملكه الا «الاتراك» وسيطر المسلحون على «تل العيس» وكان حجم الشهداء كبيرا للجيش السوري وحلفائه.
هذه التطورات وحسب المصادر السياسية جعلت التباينات الروسية مع الحلفاء من الماضي حول تقدير الوضع العسكري رغم ان التباينات مسألة طبيعية وجعلت الروس يقتنعون بأنهم كانوا على خطأ بدعم الهدنة وتقدير الموقف التركي، وبالتالي فان القرار اتخذ بفتح معركة حلب الكبرى خلال الايام القادمة، ولن تتوقف حتى اجتثاث المسلحين او استسلامهم وبغطاء مباشر من الطيران الروسي، فيما الارض ستكون للجيش السوري وحلفائه، وتم استقدام التعزيزات الى حلب ومزودة بأحدث الاسلحة والمعركة ستستمر مهما كانت النتائج والتبعات، لان الوقت يداهم الجميع. وربما العملية ستحظى بغطاء دولي او غض نظر، خصوصاً ان حشودات مسلحي النصرة فاجأت «المهتمين» بالوضع السوري، بعد ان تحول المسلحون قبل الهدنة بأيام الى مجموعات متباعدة ومترهلة، مما ادى الى دخول الجيش السوري الى 35 بلدة دون مقاومة، والسؤال من اين وصلت الاسلحة؟ والجواب حسب المصادر، من تركيا وبشكل مباشر وهذا الاستهداف التركي هدفه موسكو، لان انقرة تدرك مدى الحاجة الروسية الى التسوية وتحقيق نصر على داعش والنصرة في سوريا واهدائه الى الرئيس اوباما والديموقراطيين قبل الانتخابات الرئاسية الاميركية، لان اعلان القضاء على داعش في سوريا سيعطي اوراقا للديموقرطيين، فيما تركيا والسعودية اعلنتا مباشرة انهما مع وصول الجمهوريين وبالتالي فان تركيا دخلت ايضاً مع روسيا في لعبة الانتخابات الرئاسية الاميركية.
وتشير المصادر، ان روسيا توافقت مع الديموقراطيين حول العديد من الملفات وربما هذا النهج لن يسلكه الجمهوريون. ولذلك وحسب المصادر فان التحضيرات لمعركة حلب الكبرى ستنتهي خلال الايام القادمة مع انتهاء استقدام الاسلحة المختلفة والمتطورة في ظل غطاء جوي روسي ودعم بري من الحلفاء والحسم يلزمه اسابيع لان المعارك ستكون على طول الجبهة والتقارير العسكرية وتحديداً الروسية وحسب ما ترصد طائرات الاستطلاع الروسية، ان المسلحين ورغم التقدم الذي حققوه مؤخرا، لكن المسلحين ظهروا غير متماسكين وقصفهم عشوائي لان داعش والنصرة خسرا معظم قياداتهم العسكرية الاساسية.
معركة حلب باتت قريبة، والحسم اتخذ ولا رجوع عنه بقناعة روسية شاملة.
التعليقات مغلقة.