تغيرت الوجوه والنهج باقي / ناجي الزعبي
ناجي الزعبي ( الأردن ) الأحد 17/4/2016 م …
لماذا قامت الثورات التي اطاحت بمبارك ، وبمرسي ؟
بسبب الفقر والظلم والاستبداد والتهميش والفساد الذي حاق بعشرات من شعب مصر الطيب العظيم
وبسبب استئثار طبقة من المترفين ورجال البزنس بكل شئ وبسبب حرمان مصر من استثمار ثرواتها ومقدراتها ومواردها وحرمانها من مكتسبات الجماهير التي حققها جمال عبد الناصر
ذلك كله بسبب رهن سيادة مصر واقتصادها باميركا منذ عهد الخائن السادات مما تسبب في ازمة اقتصادية طاحنة انعكست على الغالبية العظمى من العمال والفلاحين والكادحين وصغار الكسبة على شكل بطالة وفقر وجهل ومرض وتخلف
وغياب للحياة السياسية والحصانة الفكرية لدى الجماهير
قامت الثورة للاطاحة بكل هذا الواقع الفاسد لكنها لم تكن تملك قيادة سياسية ولا برنامج ولا افق ثوري ولم تطرح البديل بل كانت ردة وعودة بعجلة التاريخ للخلف فقد ادركت اميركا انها توشك ان تفقد هيمنتها على مصر فقفزت على الثورة واجهظت خيارتها وقدمت البديل الذي رعته وعملت على اعداده عبر عقود مضت وهو الاخوان ، الذين دخلوا ( الدورة المفزعة الاخوان العسكر الاخوان وربما العسكر بعمامة ) كما يقول المفكر المصري التقدمي فرج فودة ، وتسلموا مقاليد الامر من العسكر وبقي نهج الارتهان لاميركا والراسمالية ، وبسبب انعدام الافق السياسي وغياب المشروع لدى الاخوان وشبقهم للسلطة والمكاسب غابت الحلول وتفاقمت الازمات مما دفع الجماهير مرة اخرى للثورة ، وتكررت الماساة ، فقد دفعت اميركا العسكر البديل الاميركي الجاهز للقفز على الثورة مرة اخرى واختطافها للمرة الثانية وبخديعة كبرى اطلق عليها الديمقراطية بالمواصفات الليبرالية الاميركية اي ديمقراطية الطبقات ذاتها رجال البزنس وكلاء الشركات الكبرى والعسكر الذين اصبحوا رجال اعمال
وصناديق الاقتراع التي تمتلئ بالمال السياسي كالعادة .
ومرة اخرى تغيرت الوجوه ببزة عسكرية وبموجب صناديق اقتراع امتلأت بطريقة هولوودية وبالمال السياسي والعفن المعتاد واعيد انتاج السادات ومبارك ومرسي ونهجهم المرتهن لاميركا ولكن ببزة عسكرية ذات الارث المصري الوطني الزاهي مستلهمة تاريخ عبد الناصر الساكن بذاكرة المصريين ووجدانهم .
لكن اسباب الازمات وهي نهج التبعية والارتهان بقي ، وازداد عمقاً ، وكان وجه الاختلاف هذه المرة هو استثمار السيسي للبزة العسكرية وارتباطها الشرطي بالوطنية وبصورة عبد الناصر فبالغ السيسي بالارتماء بالحضن الاميركي والصهيوني وبالرجعية العربية ، وعملت اميركا على رهن الاقتصاد المصري للاقتصاد الاميركي في هذه المرة بالوكالة للسعودية على غرار خوضها معارك القتل والدمار في وطننا العربي بالوكالة فاصبح القرار والسيادة المصرية مرتهناً بشكل مركب ، في المظهر للنظام الظلامي السعودي الاسود ، وفي الجوهر للمركز المالي الامبريالي الاميركي .
لم يتغير شئ وازدادت معاناة المصريين والشعب العربي بسبب دور نظام السيسي في الارتهان لكامب ديفيد وحصار شعبنا الفلسطيني بغزة وتوثيق العلاقات مع العدو الصهيوني وعداء الصديقة ايران والتفريط بثروات الشعب المصري والموقف الموارب من سورية واليمن وتكريس دور الجامعة العربية في التامر على شعبنا العربي وتدمير ليبيا وسورية واغلاق الصوت المقاوم المنار واعتبار حزب الله ارهابياً الى وعجزه من محاربة الارهاب بليبيا وسيناء بسبب الاملاءات الاميركية وقيود كامب ديفيد ، الى اخر سلسلة المواقف المناهضة لشعبنا العربي والمنصبة في صالح العدو الصهيوني والهيمنة الاميركية .
استمر فقر ملايين المصريين وبؤسهم وظلمهم والاستبداد بهم واستمر نهج التبعية .
التعليقات مغلقة.