عندما يضع الصمود السوري أمريكا بين خيارين لاثالث لهما ! / هشام الهبيشان
هشام الهبيشان ( الأردن ) الأحد 17/4/2016 م …
تزامناً مع عودة حديث بعض الشركاء في الحرب على سورية عن التحضير “إعلامياً” لغزو الاراضي السورية تحت ذرائع محاربة تنظيم داعش ، مع أنّ السبب الحقيقي لهذا التدخل ” الإعلامي ” معلوم لكل متابع وهو نصرة المجاميع الراديكالية العابرة للقارات التي بدأت بالتهاوي تحت ضربات الجيش العربي السوري من الشمال إلى الجنوب، ردّ الجيش العربي السوري على هذه الاحاديث الإعلامية كان مستمرآ بالميدان، فالجيش العربي السوري يستكمل اليوم حسم جملة معارك في محيط مدينة حلب لتطويق احيائها الشرقية وإستمرار التقدم بريفها الشمالي وصولآ للحدود التركية ،انتقالاً إلى حسم جملة معارك بالريف الحمصي الشرقي والجنوبي الشرقي “تدمر والقريتين “والاستعداد لعمليات كبرى بريف ادلب الجنوبي الغربي والشمالي الشرقي ،وعمليات كبرى يحضر لها الجيش وبدعم من حلفاء الدولة السورية بارياف حمص وحماه الشمالية والشمالية الغربية والشرقية والجنوبية الشرقية ،بالتزامن مع عمليات كبرى سيخوضها الجيش بالجنوب السوري بدرعا تحديدآ وبريفها “الشمالي الاستراتيجي ” مع الاستمرار بعمليات التطهير بمحيط العاصمة دمشق وريفيها الشرقي والغربي.
هنا في هذه المرحلة تحديداً ،وبالتزامن مع التقدم المتسارع للجيش العربي السوري وحلفائه على الارض لا يمكن إنكار حقيقة أن حرب أميركا وحلفائها على سورية ما زالت مستمرة،فهم للأن لم يقتنعوا بهزيمتهم ، ولكن مع كل ساعة تمضي من عمر هذه الحرب فإن أميركا وحلفاءها يخسرون أكثر مما تخسر سورية بهذه الحرب، والأميركيون يدركون هذا ويعرفون أن هزيمتهم في سورية سيكون لها مجموعة تداعيات مستقبلاً، فاليوم أميركا مجبرة على استمرار حربها على سورية إلى أمد معين ولكن لن يطول هذا الأمد، فهي اليوم بين خيارين لا ثالث لهما، إما الحرب العسكرية المباشرة بسورية، أو الاستدارة بموقفها بشكل كامل للتفاوض العلني مع الدولة السورية، وبالخيارين كليهما أميركا خاسرة، وهذا ما يؤكد أن الصمود السوري على مدى خمسة أعوام قد وضع أميركا وحلفاءها بأزمة حقيقية وحالة غير مسبوقة من الإرباك للدول والكيانات المرتبطة بالمحور الصهيو – أمريكي ، وهي أزمة ستكون لها تداعيات مستقبلية وستطيح بكل المشاريع الصهيو – أميركية الساعية إلى تجزئة المنطقة ليقام على أنقاضها مشروع دولة “إسرائيل” اليهودية التي تتحكم وتدير مجموعة من الكانتونات الطائفية والعرقية والدينية التي ستحيط بها بحسب المشروع الأميركي.
اليوم ما يهمنا بكل هذا هو واقع سورية المعاش بهذه المرحلة، وبعيداً عن حروب الإعلام وكلام المتآمرين وشركاء الحرب على سورية ومع مرور خمسة أعوام على حرب أميركا وحلفائها على سورية يتضح في أحيان كثيرة أن الأحداث والمواقف المتلاحقة للمتابع لأحداث الحرب “المفروضة” على الدولة السورية، بأن الدولة السورية استطاعت أن تستوعب وتتكيّف طيلة خمسة أعوام مضت مع موجات هذه الحرب ،وهاهي اليوم تقف شامخة كما كانت دومآ ، ففصول الحرب على سورية طيلة خمسة أعوام تعددت إشكالها وفصولها ” عسكرية- اقتصادية- اجتماعية – ثقافية إعلامية – دموية”، ومجموع هذه الأنماط هزم وكسر على أبواب الصخرة الدمشقية والسورية الصامدة.
ختاماً، إن صمود سورية اليوم عسكرياً، ودعم حلفاء سورية لها اقتصادياً وعسكريآ ، وتوسع الجيش العربي السوري بعملياته لتحرير الأرض مدعوماً ومسنوداً من قاعدة شعبية تمثل أكثرية الشعب السوري وخصوصآ مع انجاز الاستحقاق التشريعي “انتخابات مجلس الشعب السوري “، هذه العوامل بمجموعها ستكون هي الضربة الأكبر لإسقاط أهداف ورهانات الشركاء بالحرب الأخيرة على سورية، وبحسب كلّ المؤشرات والمعطيات التي أمامنا فاليوم ليس أمام الأميركين وحلفائهم ومهما طالت معركتهم وحربهم على سورية إلا الإقرار بحقيقة الأمر الواقع، وهي فشل وهزيمة حربهم على سورية، والمطلوب منهم اليوم هو الاستعداد والتحضير لتحمل كل تداعيات هذه الهزيمة وتأثيرات هذا الفشل عليهم مستقبلاً.
*كاتب وناشط سياسي – الأردن.
التعليقات مغلقة.