الكويت أخر فرصة لانهاء حرب اليمن / فادي عيد
فادي عيد ( مصر ) الأحد 17/4/2016 م …
فى ظل رغبة الدول الفاعلة بالاقليم فى الدخول لمسار جديد فى التعامل مع الازمات و تفعيل الحلول السياسية، باتت الرياض توجه دفة الصراع اليمني نحو تسوية سياسية، فالمملكة العربية السعودية باتت تطرح رؤية جديدة تجاه تحركات لاعبيها بدول الازمات فى المنطقة كفريق منصور هادئ باليمن و تيار المستقبل بلبنان و جماعة الرياض بسوريا بعد نية حقيقية فى تسوية ملف ازمات تلك الدول عامة و الخروج من حرب اليمن التى ليس لها قاع خاصة عبر المباحثات السياسية و التسويات، و كانت مباحثات الوفد الحوثي مع السعودية بالمملكة خير دليل على ذلك، و هنا شكلت الكويت عنوان المرحلة القادمة بحكم عمق علاقاتها المتوازنة باطراف القضية اليمنية مع استعدادها لاستقبال مباحثات يوم 18 ابريل الجاري لوضع نهاية للازمة اليمنية، و يأتى التوجه السعودي الجديد بعد عزمها فى تأسيس محورها السني المتمركز على كلا من مصر و باكستان و تركيا لمجابهة حالة التمدد الايراني فى المنطقة .
و هنا نلقي نظرة على المشهد اليمني من الداخل كي نتعرف على ملامح المرحلة المقبلة و نقراء ما بين سطور المرحلة الحالية بعمق، و يأتى فى صدارة المشاهد بالداخل اليمني هو مشهد عزل الرئيس عبد ربه منصور هادئ لنائبه و رئيس وزرائه خالد بحاح، بعد سلسلة من الخلافات و الصدامات بدئت بعد ان اتبع خالد بحاح سياسة تقشفية و رفض صرف مستحقات الوزراء و الحقوقيين و الاعلاميين الذين رفضو العمل من مقر الحكومة بعدن، ثم تحفظ بحاح على بعض اسماء الفريق السياسي الذى شكله منصور هادئ، قبل ان يتهم منصور هادئ بحاح بعرقلته لصرف مستحقات للجان المقاومة بتعز و التقدم نحوها، قبل ان يشب صدام حاد و تراشق بالالفاظ بين بحاح و وزير الخارجية عبد الملك المخلافي فى احد اجتماعات الرياض على اثره اوقف بحاح صرف مستحقات وزارة الخارجية، و اذا كان هذا حال عدن الداخلي فبالتاكيد سيكون لذلك اثر سلبي على الدول الاساسية بالتحالف العربي كالسعودية و الامارات بما يمثله خالد بحاح من اهمية لديها كأمين شبكة مصالح الامارات باليمن و على الجانب الاخر ما يمثله الرجل الثاني للرياض باليمن الا و هو الفريق على محسن الاحمر الذى حل كنائب لمنصور هادئ بدلا من خالد بحاح قبل أن يأتى احمد عبيد بن دغر كرئيس للوزراء، لكي تعزز الرياض نفوذها داخل عدن و تضعف من شوكة جناح الحمائم .
و أذا كان على محسن الاحمر ليس قريب لقلب منصور هادئ و حرب صيف 94 الانفصالية تحمل العديد من الذكريات السيئة فى العلاقة بين هادئ و الاحمر، فاذا كان منصور هادئ متخوفا من شكل مرحلة ما بعد انتهاء الصراع السياسي بعد أن طلب الحوثيين نقل كافة السلطات الى خالد بحاح فى ظل السير نحو انتهاء مرحلة الصراع العسكري و هو الامر الذى سيصدر الرجل المدنى التكنوقراطي المحبب للاهل الجنوب خالد بحاح لصدارة المشهد، مما جعل منصور هادئ لايؤخذ مشورة كافة دول التحالف العربي و فى مقدمتهم الامارات العربية المتحدة و سارع فى الاطاحة بخالد بحاح، فأن منصور هادئ أيضا لا يطمئن للفريق على محسن الاحمر، و التاريخ بين منصور هادئ و الاحمر يحمل دلائل كثيرة على ذلك و فى مقدمتها حرب صيف 94 الانفصالية، كما أن منصور هادئ دائما يتخوف من الاحمر لقدرة الاخير على خلق مؤسسات موالية له و كسب الاخرين لصالحه بحكم نفوذ و كاريزما الاحمر .
حقيقة الامر قد يكون عدم وضع الامم المتحدة اليات تضمن نجاح وقف اطلاق النار، بالتزامن مع عدم احترام وقف اطلاق النار باليمن من اطراف الصراع مع الساعات الاولى لاعلان الهدنة أنعكاس سلبي فى انجاح جلسة المباحثات الثالثة بين اطراف الازمة و المقرر عقدها بالكويت يوم 18 ابريل القادم بعد أعلان وقف اطلاق النار رقم خمسة بمنتصف ليل الاثنين 11 ابريل الجاري، و لكن تبقى مرحلة مباحثات الكويت المقبلة هى اخر الفرص الحقيقية لانهاء حرب اليمن .
فادى عيد
الباحث و المحلل السياسي بشؤون الشرق الاوسط
التعليقات مغلقة.