أوضح الشرح في فنون الردح / عشتار الفاعور
عشتار الفاعور ( الأردن ) الإثنين 18/4/2016 م …
تابعنا الأسبوع الماضي ما جرى بين حكومتنا الرشيدة و مجلسنا الموقر تحت قبة البرلمان من مشادات كلامية تجعلنا نتوقف عندها و نضع مليون علامة إستفهام للحد الذي وصل إليه وطننا ومدى حدة الإنهيار الذي وصلت له الغرفة التشريعية في الأردن و درجة الإنحدار التي أصابت السلطة التنفيذية .
و كما جرت العادة أريد أن آخذ الموضوع إلى منحى آخر مختلف عن باقي من تحدث عن هذا الموضوع بطرق جدية …فبدايةً لو أردنا تعريف “الردح” نجد بأنه هو نوع من الهجاء البغيض الذي يحمل في طياته الحقد و الكره ولو أن الهجاء كله بغيض إلا أن الردح هو رد كلام بلا معنى و هو “ردح” لا يعرف سقفاً أو بالأخص لا يعرف قاعاً لأنه نوع من الكلام المنحدر للأسفل لا الصاعد للأعلى .
وبالفعل هذا ما شاهدنا على التلفاز الأسبوع الماضي مستوى منحدر من الكلام ، تصرفات لا تليق أبداً لأشخاص داخل الغرفة التشريعية الذين هم بالأساس لهم أعمال و وظائف آخرى يقوموا بها غير الردح ، ومن الناحية الأخرى حكومة و الحمدالله تقوم بالرد على الردح بـ ……… مشهد مضحك إلى حد البكاء عليك يا وطني …..وبخط موازي مع المشهد الذي حصل بالأردن وقع نفس الحدث في بلدٍ عربيٍ آخر و هو العراق ….مجلس نواب يتشاجر مع بعضه و يقوم بشتم بعضه البعض بطريقة واضحة تماماً عن مدى درجة الحقد و الكره الموجودة داخله .
ردحٍ بـ ردحٍ داخل الوطن العربي ولكن الذي يميز الأول عن الآخر هو السبب الذي قاد إلى عملية الردح بين النواب ف بالعراق السبب وراء ما حدث هو كتل نيابية معينة تدافع عن الفساد مقابل كتل نيابية أخرى تحارب هذا و تؤيد حكومة التكنوقراط فإشتد الكلام بينهم فحصل الردح و وقعت المشاجرة حيث نستطيع هنا أن نطلق مصطلح جديد و هو “الردح على المصلحة الوطنية” …و هذا طبعاً مختلف تماماً عن “الردح على المصلحة الشخصية ” وهذا ما حصل بالأردن في الفترة الأخيرة حيث تواترت الأنباء عن تعين صهر رئيس الوزراء براتب خيالي في شركة كهرباء إربد و أعلن رئيس الوزراء ومن خلال أجهزة الإعلام بأنه لا يعلم عن هذا التعين شيئاً وأنه تفاجىء بالخبر عند سماعه في مجلس النواب….صدق أو لا تصدق !!!!
وللعلم فقد كشف النواب هذه المسأله وغيرها الكثير من المسائل فقط عندما رفض رئيس الوزراء تعيين ١٠٩ أشخاص بقائمة قدمها رئيس مجلس النواب للأبناء و الأقارب و المحاسيب ثم عاد رئيس الوزراء و وافق على القائمة بعد تردد وهذا يقودنا إلى طرح السؤال المرعب في هذا الوطن
هل ينقسم الفساد في الأردن إلى فسادٍ جبانٍ متردد و فسادٍ مقدامٍ شجاع ؟ أم أن هنالك تقسيمٌ آخر يتحفنا به أهل الرأي و الخبرة ؟
التعليقات مغلقة.