حوار ” الموقف نيوز ” مع القائم بالأعمال السوري في الأردن / د.أيمن علّوش
الإثنين 18/4/2016 م …
الأردن العربي …
أجرى الحوار : احمد الحسبان …
*عروبتنا لا تقبل نهائياً أن تشكل أراضينا أي خطر لدولة عربية أخرى، فكيف إذا كانت هذه الدولة الأردن التي تربطنا بشعبها أوثق العلاقات
*البعض يعتقد أنه حضر الى” جنيف” وفي ظنه أنه قادم لاستلام مفاتيح القصر الجمهوري
*نحن مستعدون لاستقبال المنتجات الزراعية الأردنية بالطريقة التي تريح الأردن
*المناطق الخاضعة لسيطرة الدولة السورية آمنة تماماً فيما النزوح يتم من المناطق الخاضعة لسيطرة العصابات الإرهابية
*الدول ليست جمعيات خيرية ولها مصالح ، لكن الفارق بين دول لها مصالح غير عدائية ومنسجمة مع مصالحنا وأخرى لها مصالح عدائية وداعمة لـ ” إسرائيل ” ..
*الدعم الروسي انعكس إيجابيا على قرارات مجلس الأمن وعلى سير الحرب على الأرض ..
*تركيا طامعة في أراضينا وفي الأراضي العراقية .. ودخلت إلى كسب بعد استعادة روسيا لجزيرة القرم
*ندرس في مناهجنا الدرسية ان جزر طنب الكبرى والصغرى وأبو موسى محتلة .. من قبل إيران
*معظم الأراضي الخارجة من سيطرة الدولة محتلة من قبل داعش والنصرة
*أطراف عديدة في جنيف لا وجود لها على الأرض ولا تعبيرات شعبية لها في سورية ، وهي موجودة تحت ضغط أطراف معادية …
أجرى الصحفي الأردني احمد الحسبان حواراً شاملاً مع القائم بالأعمال العربي السوري ـ رئيس البعثة الديبلوماسية السورية في الأردن ، لصالح ( الموقف نيوز ) شملت كل الملفات المتعلقة بالوضع الراهن في سورية . .
حيث أوضح د. أيمن علوش ، بأن قرار الأمم المتحدة الذي ينص على وحدة الأراضي السورية قرار إيجابي ، ونقرأه من عدة زوايا أبرزها أنه ينص على وقف الأعمال العدائية في سورية.
وأقر د. علوش بأن عملية الفرز بين من هم سوريين وغير سوريين من خلال القرارات الأخيرة تمت بتاثير التواجد الروسي الذي قوّى الموقف السوري، وساهم في اتخاذ قرارات تدعم وتعكس النتائج الإيجابية لما يُرى في سورية.
وشدد علوش على أن سورية الدولة .. أصبحت أقوى الآن .. ومناطق كثيرة تم تحريرها، ومصالحات كثيرة تمّت، وهناك وقف للقتال في مناطق كثيرة من سورية، ومؤتمر جنيف يمضي و” ديمتسورا” يتحدث عن نتائج إيجابية، والطرفان المتفاوضان يتحدثان عن تقدم في المفاوضات.
ويقوم الجيش العربي السوري بدوره في قتال الجماعات الإرهابية على كامل الأرض السورية، من شمالها الى جنوبها، ومن شرقها إلى غربها ، وبالتزامن اضطرت بعض الأطراف على الإقرار بطبيعة داعش الإرهابية بعد أن وصلت شرورها الى دول بعيدة.
ولفت علوش إلى ان هناك دول عديدة تتدخل في الشأن السوري.. وهي تتدخل من أجل مصالحها فالدول ليست منظمات او جمعيات خيرية، وإنما لها مصالحها التي تتدخل من أجل تحقيقها.. وأصدقاؤنا لهم مصالح .. إيران لها مصلحة في التدخل الى جانبنا، لكن، هناك فرق بين من كانت مصالحهم عدوانية، وتضر بنا، وبين من كانت مصالحهم تلتقي مع مصالحنا ، فعندما نتحدث عن مصالح هناك دول كانت دوماً على الطرف الآخر، ومصالحها تصب في المشروع الإسرائيلي، وفي صالح إسرائيل، وما يجري في ليبيا والعراق خير دليل. وفي المحصلة فإننا نرى أن مصالح ايران وروسيا لا تشكّل خطراً على أمننا.
وأشار إلى انه عندما تضطر 6 دول الى محاورة ايران، وتجلس جميعها على طرف الطاولة مقابل إيران وحدها على الطرف الاخر، فهذا مؤشر على قوة الدولة الإيرانية ، وهذا ما اعترف به الرئيس الأميركي في أكثر من مقام.
وشدد د. علوش على ان إيران دولة صناعية قوية متطورة ، وصلت الى التكنولوجيا النووية. وكما أشرت فإن مصالحها نظيفة، بعكس مصالح بعض الدول الأخرى التي تصنف كمصالح قذرة.
مبيناً أن هدف إيران تحرير القدس، وان تكون جزءا من محور الممانعة ضد من يحتلُ أراضينا، وبذلك نلتقي معها. بعكس من كانت لهم مصالح طائفية قذرة. اما عندما يكون لإيران مصالح تمس الأمن القومي العربي، فاننا نختلف معها.
واستذكر علوش ، أننا نختلف مع إيران في المجالات التي تتقاطع مع الأمن القومي العربي ، مشيراً إلى ان سورية ندرّس طلبتها في مناهجها المدرسية بأن جزر “الطنب الصغرى والكبرى و أبو موسى” هي جزر عربية إماراتية محتلة.
اما تركيا فلها مصالح تتناقض مع مصالحنا القومية، فهي تتحدث عن أطماع في أراضينا، كما تتحدث عن مصالح لها في الموصل العراقية، وهي مصالح قديمة تعود الى عام 1924.
وأقر د. علوش بان لروسيا مصالح أيضاً ،تتمثل في محاربة الإرهاب التكفيري الذي يتم تغذيته في دول إسلاموية تجاور روسيا، إضافة إلى الحدّ من النفوذ الأمريكي، كما وأنها مختلفة مع تركيا حول القرم. داعياً لتذكر أنه في اليوم الذي دخلت فيه روسيا الى القرم، دخلت الجماعات المدعومة من تركيا إلى منطقة “كسب” السورية.
وأوضح فيما يتعلق بأكراد سورية ، وإعلان بعض قياداتهم عزمهم إقامة منطقة فدرالية أو كونفدرالية، أن سورية قد تكون مضطرة ( للعب في أشياء ليست ضمن قناعاتها الأساسية. لكننا ننظر في الوقت نفسه إلى حقيقة أن الأكراد يحاربون داعش، وأن القوات الكردية ومعها مكون من المكونات السورية استطاعت تحرير أراض كانت تحت سيطرة داعش والنصرة، وهذا تأكيد على أنها قد تكون مفيدة في مرحلة ما، بخاصة وأن تركيا لها أطماع في الأراضي العربية السورية.
مشدداً أن سورية تضم كل القوميات، وأن الاكراد كانوا وسيبقون من المكونات السورية، وأن سورية لا يمكن أن تكون لمكون دون الاخر.
وعن الديمقراطية في سورية قال ، أن الديمقراطية في سورية أفضل من غيرها، أما عن الفساد في سورية فهو أقل من غيره في دول أخرى، وفي سورية انتخابات وشرعية، أما إقتصادياً فلدى سورية 25 مليار دولار فائض، مقابل شبه انهيار اقتصادي لدى بعض الدول حالياً.
لكن، هذا كله لا يعني أننا لم نخطئ. نعم لقد اخطأنا، وقد ذكر الرئيس بشار الأسد ذلك. لقد قال ” جميعنا أخطأ ” ، نحن في سورية بحاجة إلى إصلاحات، وبحاجة إلى انتخابات حرّة تحترم إرادة السوريين، وكل ذلك يجب أن يتم ضمن الأطر السليمة.
وحول محاولانت البعض تسطيح الحرب الدولية على سورية وتسويغها ، اكد علوش ان العامل الإسرائيلي هو السبب في كل ما يحدث في المنطقة، وللأسف كانت الولايات المتحدة هي التي تعمل لتحقيق مصالح إسرائيل فيها، أما الآن، فالكثير من الدول العربية باتت تعمل لصالح إسرائيل.
صحيح أننا أخطأنا كما ذكرت سابقاً،وربما لم نحصّن أنفسنا جيداً لمواجهة المؤامرات التي كان يتم الإعداد لها للنيل من سورية،ولكن لا أحد يستطيع أن ينفي وجود مؤامرة، ومخططات يجري العمل عليها منذ فترة ليست قليلة، وهناك دراسات في كل مؤسسات الفكر العالمية تتحدث عن مخططات وعن مؤامرات لمصحلة إسرائيل أولاً.
ولنتذكر سوياً أنه عندما حصلت حرب العراق، تم الإعلان مباشرة أن سورية “ستكون ثانياً”، والسبب في ذلك أن هناك جيش عربي سوري خاض حرب تشرين ويجب ـ من وجهة نظر أعداء سورية ، ـ أن لا يسمح له بالبقاء قوياً. وهناك دولة سورية دعمت حزب الله في حربه مع إسرائيل، وهناك محور ” يجب كسره”. فالقضية بمجملها مؤامرة تستهدف سورية وليست قضية داخلية بالاصل.
ونحن نتمنى أن تكون هناك معارضة حقيقية، لأن المعارضة الوطنية هي حالة صحية، وهي تؤدي الى تحسين الأداء و تشحذ الهمم للعمل بشكل أفضل.
ولفت علوش إلى ان معارضة جنيف مشتتة لا رؤية واحدة لها وضعيفة جداً على الأرض ، وان السيطرة الأكبر في المنطقة الواقعة خارج سيطرة الجيش السوري، هي لـ داعش والنصرة،وهما عصابتان إرهابيان، لا علاقة بالمكونات السورية، بل مجرد أدوات بأيدي دول تريد تخريب سورية، ومفاوضات جنيف لا تعكس ما يجري على الأرض السورية، وإنما رغبات دول وأطراف لها مصالحها في استثمار الأزمة.، وهناك من هو في جنيف لأن دول معينة تصرّ على وجوده ، دون أي قدرة له على الأرض
ومع ذلك قال علوش ، أن مؤتمر جنيف سيخفّف من وطأة ما يحدث على الأرض السورية، وإذا كان الحوار سيؤدي إلى وقف إطلاق رصاصة واحدة فأهلا وسهلا به.. منوهاً بان بعض أطراف الحوار جاؤوا بعناوين محددة، وقصارى أهدافهم تُسلم لهم مفاتيح القصر الجمهوري. هم يعتقدون انهم حققوا من الإنجازات ما يؤهلهم لذلك ، وسخر ممن يطالبون تنحي الرئيس متسائلاً هل هناك إحصاءات ومعلومات جعلتهم يدعون انهم يمثلون الأكثرية؟ إية قراءة موضوعية للواقع السوري: من هو موجود على الأرض، من يحمي الدولة السورية، عدد من يعيش في المناطق التي تسيطر عليها الدولة والجيش، جميع هذه النقاط تقدم معطيات لصالح السيد الرئيس ومستقبل سورية.
واعرب عن فهمه لأن يكون الرئيس بشار الأسد عدوهم. فذلك أمر يعود لهم ، في إطار مشروعهم السياسي ومرجعيته، أما أن يوجّهوا سلاحهم على الجيش والبنى التحتية والدولة السورية وأن يتعاملوا مع أعدائها، فهذا أمر لا يمكن قبوله.
إذا اعتبرنا أن الرئيس بشار الأسد موجود مع كتلة تؤيده، واعتبرنا أن هناك كتلة معارضة مع من يمثلها، نتساءل: هل انتصرت المعارضة في الحرب لكي نقول للسيد الرئيس اذهب ؟ وهل يعني ذلك أن هناك طرفاً ثالثاً أو كتلة أخرى ستأتي؟
وعبر علوش عن الالم لوجود من يناصب الجيش العربي السوري العداء، ويدعون إلى ضرب هذا الجيش وإلى تخريب المؤسسات والمعامل والبنية التحتية للدولة السورية. بعض الجهات المعارضة تنقل خبر الاعتداء على الجيش أو مراكز حكومية وكأنه انتصار لها. هل هذا هو دور المعارضة؟
انا ـ كمواطن سوري ـ بغض النظر عن صفتي التمثيلية لن ارض أن يأتي أشخاص كان لهم دور سلبي في حياة سورية، أو مارسوا الإرهاب بطريقة أو بأخرى لتتصدر المشهد السياسي. أنا اؤمن أننا جميعا ارتكبنا أخطاء، ولكن لا يمكن أن نقارن بين أخطاء حصلت خلال حماية الدولة السورية وأخطاء حصلت لضرب الدولة السورية. إن أفضل ما يمكن أن نفعله حاليا هو أن نضع أيدينا بايدي بعضنا البعض.
وخلص علوش إلى نتيجة أنه لو كان السوريون يريدون التسليم بمطالب الدول الداعمة للمعارضة لما وقفوا إلى جانب الرئيس، ولما دعموه طوال سنوات الحرب على سورية. الجميع يعرف أن الرئيس لم يكن ليصمد في هذه المعركة لولا الدعم الكبير من الشعب الذي احتضن بدوره الجيش العربي السوري خلال السنوات الخمس الماضية.
مبرزاً المناطق الآمنة هي تلك الواقعة تحت سيطرة الجيش السوري والدولة السورية، في حين أن مناطق النزوح والمعاناة والتشرد والحرب هي المناطق التي تسيطر عليها المعارضة والجماعات الإرهابية.
وفيما يتصل بالعلاقات الشعبية السورية الأردنية الشعبية أكد انها مميزة، ويمكن وصفها بالجيده جداً، فيما فيما العلاقات السياسية بين البلدين لم ترقَ في يوم من الأيام الى مستوى العلاقات بين الشعبين. فنحن شعب واحد ومصالحنا مشتركة، وهذا ما لا نراه في علاقاتنا السياسية.
لقد تشكلت لدى المواطن السوري خلال سنوات الحرب قناعة ـ سواءً أكانت هذه القناعة ناتجة عن قراءة دقيقة أو غير دقيقة ـ أن هناك دخول لجماعات إرهابية إلى سورية من خلال الحدود مع الأردن.
ولكي أكون صريحا، فهناك أخبار تردنا حتى اليوم عن دخول سيارات بشكل شبه يومي محملة بالسلاح والذخائر وغيرها، وقد قمنا بنقل هذه المعلومات إلى الجانب الأردني ولم نتلق رد بنفي هذه المعلومات.
وشدد علوش أنها معلومات تتضمن تفاصيل محددة جداً تتضمن نقاط وساعات العبور وعدد السيارات، معرباً عن التمنيات بسماع ردٍ أردني رسمي على ذلك ، وأوضح أن هذا شكل حساسية عند المواطن السوري تجاه السياسة الأردنية التي لا تعكس عمق العلاقات بين الشعبين السوري والأردني.
وأكد علوش ، أن من مصلحة الشعبين ان تكون الحدود مفتوحة، واوضح انه سلّم مذكرة الى الجهات المعنية تقول أننا جاهزون لفتح الحدود واستقبال المنتجات الزراعية الأردنية فوراً، وبأننا جاهزون للعمل بأية طريقة يريدها الجانب الأردني. وأكرر وأعلن من خلال ” الموقف نيوز” استعداد سورية لفتح نقطة حدودية آمنة يمكن منها الوصول إلى كافة المناطق التي تقع تحت سيطرة الدولة السورية، كما أعلن استعدادي لأن أكون مع أول سيارة منتجات زراعية تعبر الحدود الى سورية، تأكيداً مني على أن الطريق آمن 100% ضمن الأراضي السورية.
ونحن جاهزون أيضاً ـ اذا أرادت الحكومة الأردنية ـ أن يتم نقل البضائع من شاحنات أردنية الى شاحنات سورية على الحدود، في حال كان لدى الحكومة تخوف من تعرض الشاحنات الأردنية أو السائقين الأردنيين لأية مخاطر ..
وكذلك لم تتلق سورية أي رد، في وقت يتعرض فيه القطاع الزراعي الأردني إلى خسائر جراء إغلاق الحدود في الوقت الذي نرى أن الحل جاهز. مشيراً إلى كل ما علمنا به من الإعلام أن دولة رئيس الوزراء قال” سنشاور حلفاءنا”، ولم أعرف بعد من هم هؤلاء الحلفاء.
وقال نتفاجأ ونحزن عندما نسمع أسئلة عن وجود إيرانيين على الحدود السورية مع الأردن وأن هناك من يقلقه وجود حزب الله وإيران على الحدود. نحن في سورية عروبيون، وعلاقاتنا العربية هي الأساس الذي نبني عليه كل الوقت. نحن في علاقة استراتيجية مع إيران منذ قيام الثورة لأن أولويات الثورة الإيرانية تتلاقى مع أولوياتنا وهي القدس وفلسطين. كما أننا في علاقة مميزة مع حزب الله وقد خضنا سوية حرب حزيران 2006، وأظن أن كل العالم العربي كان يتغنى بذلك الانتصار قبل أن يعلوا الخطاب الطائفي ليحاصر حزب الله ب.
وأكد علوش أن مكان حزب الله وإيران هو ليس على الحدود السورية الأردنية، وأنه يجب أن لا نسقط في الفخ الطائفي أو فكرة العدو الوهمي.، مشدداً عدونا الأساسي هو الكيان الصهيوني المغتصب لأرضنا وحقوقنا، والمعتدي على كراماتنا.
وختم د. علوش مؤكداً : أننا عروبيين وعروبتنا لا تقبل نهائياً أن تشكل أراضينا أي خطر لدولة عربية أخرى، فكيف إذا كانت هذه الدولة الأردن التي تربطنا بشعببها أوثق العلاقات.
التعليقات مغلقة.