السبايا الأيزيديات العراقيات ..وأكذوبة المجتمع الدولي والانسانية / هشام الهبيشان
هشام الهبيشان ( الأردن ) الإثنين 2/2/2015 م …
لطالما كنت مقتنعآ وحاولت اقناع من حولي,,بأن الانسانية هي كذبة كبيرة وليس لها أي معنى وخصوصآ عندما تكون لغة الحروب العالمية هي الحاضرة ,ولطالما تناقشنا بوسائل الاعلام وبالندوات الحوارية بان كلمة ومسمى المجتمع الدولي هذه الكلمة الهلامية الغامضة والتي تستمعل بمواقف وتغيب بمواقف اخرى هي كلمة اوجدت لتحمل الاف المعاني والتفاصيل باستنثاء معنى ومفهوم ان العالم وشعوب العالم هو مجتمع واحد ,,فهذه كذبة كبيرة ومن يصدقها فهو للأسف أحد ضحايا كلمات عابرة ليس لها أي معنى ومن اخترعها واوجدها هو شخص مغفل لايعرف حقيقة هذا العالم المتصارع حضاريآ ودينيآ وعقائديآ واقتصاديآ وجنسيآ ولغويآ وفكريآ والناقد بفجور لكل مفاهيم الانسانية واكذوبتها التي نقرأ تفاصيلها على الورق وفي احاديث الاعلاميين والساسة وليس لها أي تطبيق على ارض الواقع .
مناسبة هذه الكلمات ,,الوارده بالاعلى جاءت للتذكير بمأساة تعيشها مابين 3650-4580امراة أيزيدية بالاضافة الى بعض النساء التركمانيات والمسيحيات والعربيات والمسلمات العراقيات,,تم “سبيهن “من قبل تنظيمات ارهابية عابرة للقارات تتدعمها كل حكومات العالم وتحاربها كل حكومات العالم ,,يا لقذراة هؤلاء ولازدواجية مفاهيمهم القذرة ,وهنا اعيد واكرر مقولتي نعم هذه التنظيمات الارهابية العابرة للقارات أؤوكد تدعمها كل حكومات العالم وتحاربها كل حكومات العالم ,,فهذه الازدواجية بالمعايير تدفعني للتساؤل عن مصير هؤلاء النسوة الايزيديات تحديدآ واللواتي كنا ضحية لاجرام عالمي تسبب بكارثة انسانية كبرى ,,فهؤلاء النساء “السبايا ” حسب توصيف خاطفيهن ,,أصبحن مجرد سلعة جنسية لارضاء شهوات حيوانية قذرة ومن ثم بعد اشباع الغرائز الحيوانية لبني البشر تباع وتشترى هذه النسوة باسواق مسوخ هذه التنظيمات العابرة للقارات ,,فبعضهن يباع بالعراق والبعض الاخر صدر كسلع جنسية تباع وتشترى باسواق دول الجوار العراقي ,وبعضهن اصبحن جواري بامارات وولايات وقصور امراء الحرب العابرين للقارات ,,يا لمأساة هؤلاء النسوة ,,مع العلم ان بعضهن فضل الموت انتحارآ على الاستمرار بالعيش بمأساة كهذه.
فهناك قصص وحكايا تحكى عن معاناة هؤلاء النسوة ,,والذي غفل العالم كل العالم واكذوبة الانسانية والمجتمع الدولي عن معاناتهن ,,وكأن هؤلاء النسوة اصبحن بنظر اكذوبة ما يسمى بالمجتمع الدولي هن نساء عابرات ليس لهن أي معنى بل هن بنظر هذا العالم عباره عن ارقام وضحايا لاجرام وحروب هذا العالم ,,هن بالفعل اصبحن هكذا والدليل ان لا احد يكترث لامر هؤلاء النسوة “السبايا “,,وكم أاسف وأتالم عندما اقول او اكتب كلمة سبايا ,,ولكن هي كلمة وللأسف تصلح لتوصيف حال هؤلاء النسوة .
المؤلم أكثر هنا ان الاعلام العالمي والذي هو الاخر جزء من اكذوبة ومنظومة هلامية قذرة تسمى بمهنية ومصداقية الاعلام والذي اصبح يدار بدافع المصالح “ل “س ” او “ص ” من الحكومات او الجماعات او الكيانات ,واخر اهتمامات هذا الاعلام , هو قضية هؤلاء “السبايا ” ,,فهذا الاعلام العالمي ان تحدث عن تحدث عن هؤلاء النسوة “السبايا ” تحدث بهدف تحشيد راي محلي او عالمي يضمن تحشيد وتغذية المزيد من الناس المؤيدين للحروب والصراعات الدولية وهي اما صراعات مصالح اومشاريع متصارعة ومتنافرة ,,وليس بهدف حشد راي عام عالمي او محلي يجرم هذه المأساة الانسانية ,,ويعتبر ان جميع الحكومات العالمية كانت سببآ بما يجري لهؤلاء النسوة “السبايا ” ,فهذا الاعلام العالمي وللأسف اصبح جزء من منظومة دولية تدعي الانسانية وكل هذا وذلك يدخل بمنظمة الاكذوبات التاريخية التي يصدقها المغفلون ويتأثر بها العاطفيون ويجني ثمارها سماسرة الحروب .
فبعد كل هذا لا اعرف الى اي مدى سوف تستمر ماساة هؤلاء النسوة ,,بظل حروب الانسانية المصطنعة ,,فهؤلاء النسوة اصبحن ضحية لكل المفاهيم والشعارات الكاذبة والمضللة ,,ومأساة هؤلاء النسوة هي من اسقطت كل اقنعة الانسانية الكاذبة ,وعرت كل مفاهيم ومصطلحات من يتحدثون عن اكذوبة المجتمع الدولي الواحد ,,فاجرام العالم بحق هؤلاء النسوة يستحق ان يكون هو العلامة الفارقة التي ستسقط كل الشعارات المظللة من مفاهيم الانسانية الى مفاهيم المجتمع الدولي الى مفاهيم مصداقية الاعلام ووو,,الخ ,,فالعالم كل العالم بحكوماته ومنظماته الدولية والمحليه كان سببآ بما يجري بحق هؤلاء النسوة .
بالنهاية ,,لن ادعو المجتمع الدولي ولن اخاطب شعوب العالم بلغة الانسانية ,,لان هذه المفاهيم الكاذبة قد سقطت منذ زمن ,,وهنا سادعو كل حر وشريف بهذا العالم الى ان يكون بخندق وصف هؤلاء النسوة ,,واللواتي كان ذنبهن الوحيد,,انهن كنا بغفلة عن حروب هذا العالم المتصارع حضاريآ ودينيآ وعقائديآ واقتصاديآ وجنسيآ ولغويآ وفكريآ,,فاصبحن ضحية للأسف لكل هذه الصراعات ,, ومن هنا فواجب الدفاع عن هؤلاء النسوة هو واجب مقدس ,,بغض النظر عن انتمائهن الديني او العرقي .
*كاتب وناشط سياسي –الاردن .
التعليقات مغلقة.