حال المزارعين في وادي الأردن كالأيتام على مآدب اللئام

 

الثلاثاء 19/4/2016 م …

الأردن العربي …

*عن جريدة الجماهير ( الحزب الشيوعي الأردني ) …

إنفض السامر وكظم المزارعون على جرحهم، ومنذ ما يقارب الشهرين ومع بداية الموسم الزراعي تعرض مزارعو وادي الأردن الى إنتكاسة كبيرة ضربت في مختلف نواحي حياتهم الزراعية والاقتصادية والمعيشية نتيجة تراكم الإنتاج الزراعي وعدم قدرتهم على التصريف مما أدى الى تدني الأسعار الى درجة لم يعهدها المستهلك الأردني وفي مختلف المحاصيل من بندورة وباذنجان وزهرة وفلفل بأنواعه…

الامر الذي ترتب عليه عدم قدرتهم على الرعاية والعناية بمزروعاتهم من سماد ومبيدات وغيره لعدم توفر السيولة النقدية.

واستطرد السيد عدنان الخدام رئيس اتحاد المزارعين في وادي الاردن بإتصال هاتفي من أن العديد من مزارعي وادي الأردن أقدموا على عرض وبيع وحداتهم الزراعية.

ولعل المعابر الحدودية المغلقة آنذاك وما زالت الى حد كبير، أسهمت بشكل كبير في تراكم الإنتاج الزراعي محلياً في الوقت الذي كان المسؤولون والمعنيون على علم ومعرفة ودراية بان الإنتاج الزراعي في وادي الاردن كان يقترب من الذروة. وأن كارثة قد تحيط بالمنتجين الزراعيين كباراً وصغاراً وللأسف لم يحرك أي منهم ساكناً للإسهام في معالجة موضوع المعابر الحدودية. ومرت أسابيع طويلة كان المواطن يتناول مختلف انواع الخضراوات بأبخس الأثمان.

وبمختلف انواع الاحتجاج حاول المزارعون إظهار خوفهم وفزعهم فاعتصموا على مفارق طرق الوادي وبنوا خيام الاحتجاج ورفعوا اليافطات والشعارات وأبرقوا الى المسؤولين، وتعالوا على جراحهم بإنضباط ومسؤولية كبيرة، فلم يقطعوا الطرق ولم يحرقوا الاطارات ولم يتعدوا على احد كما لم يتطرفوا في نداءاتهم وشعاراتهم وكانوا مضرب مثل لحالة مدنية وإنسانية في الوقت الذي أغمض المسؤولون اعينهم عن تجمعاتهم وخيامهم وترفعوا حتى عن مقابلتهم ومواساتهم في مصابهم الجلل.

وانهارت الأسعار الى درجة كف المزارعون عن قطف محاصيلهم وفقدوا ما يقارب 70% من الموسم الزراعي في الوقت الذي صمتت فيه كافة المؤسسات والوزارات المعنية بقطاع الزراعة وعلى رأسها الوزارة نفسها ومؤسسة الإقراض الزراعي وغيرها، لدرجة أن نوابنا لم يتحركوا كما شاهدناهم وعلى أتفه الأسباب.

إن غياب البرامج لتنظيم أنماط الزراعة والعمل والإنتاج وغياب وجود بنوك زراعية متخصصة وعدم تفعيل صندوق المخاطر وغض الطرف عن التعويضات جميعها معوقات في مسيرة وعمل القطاع الزراعي كما أفاد السيد خدام.

فاللامبالاة وعدم الاكتراث خلال أزمة المزارعين وإبان اعتصامهم وإحتجاجهم كانت السمة المهيمنة على كافة المسؤولين قيادات وأحزاب ومؤسسات مجتمع محلي وإعلام.

فالمزارعون الأردنيون ما كانوا ولم يكونوا كالأيتام على مأدبة اللئام، فهم من يضعوا على موائدنا كافة انواع الخضار والفواكه وطيلة فصول العام وبأسعار معقولة ومقبولة.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.