رغم التآمر العربي الفاضح، يجتاز البعث الامتحان بنجاح / د.يحيى محمد ركاج

 

د.يحيى محمد ركاج * ( سورية ) الخميس 21/4/2016 م …

*باحث في السياسة والاقتصاد …

 لم يكن أشد المتفائلين في سورية والعالم العربي يتوقع أن تحقق سورية مكاسباً سياسية عظيمة في هذا الشهر الرابع من العام الميلادي، بعد سنوات عجاف غلب عليها تأمر قمامة العرب لتدمير سورية واشتراكهم في القتل والتخريب والتدمير وسرقة معالم الحضارة وتشويه الحياة لسورية حاضنة العرب والعروبة، قلب العروبة النابض.

كما لم يكن أشد المتشائمين من لمامة الأعراب المنخرطة في تدمير سورية ولا أشد المتفائلين من العرب السوريين يتوقع أن ينقلب السحر على الساحر في هذا الشهر أيضاً فتصبح إحدى أشد البلدان عداءاً للشعب السوري بين فكي الكماشة التي سوف تقود إلى تقزيمهم بكل تأكيد، وباحتمال كبير تفكيكهم واختفائهم. لقد سطر التاريخ من جديد عظمة الشهر الرابع في التقويم الميلادي، والمسمى (نيسان أو أبريل أو شهر الربيع) فبعد أن كان هذا الشهر يحفل برأس السنة السورية وتأسيس حزب البعث العربي واستقلال سورية عن الاستعمار الفرنسي القذر، أعادت بطولات الشعب العربي السوري وجيشهم العقائدي الأمجاد لهذا الشهر في هذا العام، وكان أبرزها على الإطلاق الإعتراف العالمي بحكمة وقيادة حزب البعث للجماهير الصامدة في الشارع السوري، من خلال اجتيازهم امتحان انتخابات مجلس الشعب بحنكة ومقدرة قيادية في توجيه الشارع كما كانوا قبل استلامهم للسلطة في عام 1963.

لقد ترافقت هذه الإنجازات على الصعيد السوري بانجازات معاكسة على صعيد الحلف المعتدي، سوف تظهر آثارها تباعاً خلال الأشهر القادمة، انطلاقاً من تشوه العلاقة بين الشعب العربي المصري والمملكة من جهة، ومن تحول الرأي الأمريكي باتجاه استنزاف الأموال الخليجية وسرقتها عبر قبعة أحداث الحادي عشر من سبتمبر (ايلول) وتعويضات أسر الضحايا كما يعملون في قبعة اغتيال الحريري في لبنان، مروراً بعدم تصنيف المقاومة اللبنانية (حزب الله) على أنها إرهابية، وصولاً إلى افتضاح الوعود الخليجية الكاذبة بدعم المقاومة الفلسطينية المتواجدة في أرض الرباط فلسطين، وأخيراً وليس آخراً تضييق اليد الخليجية المنتشية باللعب بإنتاج النفط من خلال قرار تجميد زيادات الطاقة الإنتاجية له.

ولعل المؤشرات الأقوى على هذه الإنجازات هو التصريح النفسي التحريضي للقذر الصهيوني (النتن ياهو) من على أرض الجولان العربي الصهيوني والذي يدل على انفلات الأمور من أيدي الكيان في تدمير وإضعاف الدولة السورية، كما كان تصريحهم مع بدء العمليات العسكرية المشتركة بين الجيش العربي السوري والصديق الروسي عندما عملت إحدى مراكز الدراسات في الكيان على صناعة وتسويق أن (البيض الذي يتحول إلى عجة لن يعود أبداً إلى بيض) لتظهر بعد هذه الحملة الآثار الإيجابية للقوة السورية في تطهير أغلب المناطق التي كان يتواجد الإرهابيون فيها.

إن انجازاتنا المتحققة في هذا الشهر كعرب سوريين ملتزمين بأهداف حزب البعث في الحفاظ على وحدة الأمة وحريتها تكتمل عندما يدرك العرب بإرادتهم أو بانتفاضات شعوبهم أهمية الوقوف مع سورية وقيادتها، وقوة هذه الخطوة المصيرية في إعادة الكرامة للكيان العربي الذي افتقدته الأمة بعمالة بعض الحكام العرب.

كما يمكننا اليوم إسماع وقع خطواتنا للعالم بأسره نحو مرحلة مصيرية جديدة من عمر الحرب على سورية ومن التأثير في التبدلات الاستراتيجية العالمية، وليس فقط الوقوف على أبواب هذه المرحلة. فلا يوجد هناك أكثر موضوعيه على قوة هذه الخطوات إلا الخطوات الهدارة لبواسل الجيش العربي السوري فيما يحققه من إنجازات مشرّفة، وظهور الاقتتال فيما بين الفصائل الإرهابية في سورية من أجل الخروج مع الاحتفاظ ببعض الغنائم التي سرقوها، والتي تترافق مع التصريح النفسي للنتن ياهو والذي يخدر به اليهود المستعمرين للأراضي العربية في الجولان قبل حدوث الزلزال الذي يعيد الكيان الصهيوني إلى خط المواجهة المباشرة مع الجيش العربي السوري وحلف المقاومة الذي يدعمه ويُفقدهم مساحات ليست بالقليلة من الأراضي العربية المحتلة، خاصة بعد إدراكهم لخطورة الخبرة القتالية الميدانية التي اكتسبها الجيش العربي السوري والحسم السريع النفسي والمادي للمواجهات، وقدرته الفائقة أيضاً على استخدام القوة الناعمة لحسم المواجهات. عشتم وعاشت الجمهورية العربية السورية منتصرة في ساحات النضال المختلفة.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.