جرائم ” داعش ” ضد الحضارة الإنسانية تتواصل … ” داعش ” يصل لأعظم كنوز عراقية لم يشهدها العالم من قبل
الإثنين 25/4/2016 م …
الأردن العربي …
رصدت “وكالة سبوتنيك للانباء”، توصل عناصر تنظيم “داعش” الإرهابي من خلال ستة آنفاق تحت تل التوبة التاريخي في الموصل حيث قصر الملك الآشوري آشوربانيبال، إلى أعظم كنوز العالم في القاعات الآشورية المرصعة بالنفائس التي لم يشهدها البشر منذ القرن السابع قبل الميلاد.
ووفقا لتسجيل المصور، لإحدى الحفر التي أنجزها تنظيم “داعش” أسفل سور الموصل، قرب حي الوحدة، تم التوصل من خلال أحد النشطاء، إلى أن خمس حفر أخرى تحت تل التوبة تسلل منها عناصر “داعش” إلى المداخل القديمة للمدينة الآشورية من أبوابها الأربعة وهي: مشقي، ونركال، وأدد، وخالزي، وشمش، لنهب كنوزها المدفونة.
وأكدت صفحة عين الموصل، الأكثر شهرة ومتابعة من قبل الشارع الموصل، والموثقة من قبل موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، لـ”سبوتنيك”، السبت، أن هناك حفريات لداعش تحت تل التوبة، وتحت نينوى الآشورية حيث يقع قصر الملك الآشوري آشوربانيبال ومكتبته، لدخول بوابات المدينة القديمة وسرقة آثارها.
ورصدت الجريمة التاريخية التي ارتكبها تنظيم “داعش” بآثار الموصل وتاريخ نينوى الإنساني الذي لا يُقدر بثمن من نجح أجنحة الثيران المُجنحة بالفؤوس، وتجريف البوابات الشامخة منذ آلاف السنين، إلى حفر الأنفاق حديثاً، بحثاً عن الأثار المدفونة وهي أكبر بكثير من الظاهرة في المحافظة.
نينوى تختفي
يوم بعد يوم، تختفي نينوى التاريخية، وهي تنظر لتاريخها الآشوري والإنساني يُحطم بكل ما أوتى الدواعش من وحشية، وحسب التقرير الخاص بعين الموصل عن الدمار الذي نفذه التنظيم الإرهابي في المدينة على مدى سيطرته مُنذ منتصف 2014 وحتى الوقت الحالي هدم وإزالة ضريح وقبة مؤرخ الموصل، عز الدين ابن الأثير الشيباني الموصلي صاحب كتاب الكامل في التأريخ وأسد الغابة في معرفة الصحابة والمعروف عند عامة أهل الموصل بـ (قبر البنت) ونبش وإزالة قبره.
وطالت الأيدي المتفجرة للدواعش، تمثال الشاعر حبيب ابن أوس المعروف بـ (أبي تمام الطائي) صاحب بريد الموصل في خلافة المعتصم بالله العباسي.
ولكره الدواعش شموخ المرأة، قاموا بإزالة تمثال فتاة الربيع المُنجز عام 1975، وأزالوا تمثالي المتصوف والموسيقي الملا عثمان الموصلي (1854- 1923م) والذي أنجز عام 1969، وبائع العرس سوس “السواس” المشيد في عام 1977.
وفجر تنظيم داعش، مركز شرطة السراي/ مدرسة الصنائع، و رباط المتصوف الفتح بن عثمان الأزدي الموصلي المعروف عند عامة أهل الموصل بالشيخ فتحي، ومسجد الشيخ أبو العلا ، والمدرسة الحمدانية المعروفة عند عامة أهل الموصل بمشهد الإمام يحيى ابن القاسم ابن الحسن ابن الإمام علي بن أبي طالب، وجامع النبي دانيال.
وحطم تنظيم “داعش”، المدرسة الزينية ثم الكمالية المعروفة عند عامة أهل الموصل بمسجد شيخ الشط، والمدرسة العِزّية — عز الدين مسعود بن قطب الدين مودود — المعروفة عند عامة أهل الموصل بالإمام عبد الرحمن، ومقام الإمام الباهر ابن الإمام زين العابدين، والمدرسة النورية نسبة للأمير نور الدين أرسلان شاه بن عز الدين مسعود بن عماد الدين زنكي المعروف عند الموصليين بالأمام محسن.
وهدم الدواعش المدرسة النظامية — نظام الملك السلجوقي — المعروفة بمقام الإمام محمد بن الحنفية أو علي الأصغر، ونسفوا جوامع النبي يونس، النبي شيت بن ادم، النبي جرجيس، ورباط المتصوف قضيب البان الأزدي الموصلي، ومزار ومرقد المتصوف السيد محمد الموسوي المعماري، ومشهد الأمام عون الدين ابن الحسين ابن الإمام علي، ومقام المتصوف السلطان عبد الله يقوم على أطلال وبقايا دير برقانا / الطين للسريان الارثوذوكس.
وتحولت مساجد الصاغرچي، وعيسى دده والمقبرة المجاورة له، مقام الإمام إبراهيم، ومقام الشيخ أحمد الرفاعي في ناحية المحلبية، والشيخ السلطان أويس الجلائري، والمتصوف محمد الرضواني، وجامع الشيخ عجيل الياور — شيخ مشايخ عشيرة شمر البدوية العربية، ومشهد السيدة زينب، ومشهد الأمام الشيخ غوث الدين بن عبد القادر الكيلاني، الجامع المجاهدي — مجاهد الدين قايماز — / الجامع الأحمر المعروف عند عامة أهل الموصل بـ (نبي الله الخضر) — العبد الصالح، ومسجد العباس، والشيخ محمد الأباريقي، ورباط المتصوف الخرّازي، إلى أكوام من الحجارة الحزينة على تاريخها المذبوح بيد تنظيم “داعش”.
وجرائم “داعش” المُمزقة للتاريخ الإنساني طالت أيضاً بمتفجراتها مسجد حمّو القدّو وفيه قبر الشيخ محمد بن عبد القادر الكيلاني، وقلعة تلعفر الآشورية — البيزنطية، ومشهد الست نفيسة.
وهدم تنظيم “داعش”، جامع العمرية، وخرب وحطم محتويات متحف الموصل الحضاري، وفخخ وفجر وجرف العاصمتين الآشوريتين كلخو / كالح — النمرود، و دور شرّوكين — خرسباد، ومقبرة الملوك الآشوريين بما فيها السقائف الزجاجية التي أقيمت فوق هذه المقبرة، وعبث ونهب مدينة الحضر التاريخية.
وأتلف التنظيم الإرهابي، أرشيف وسجلات مراقبية آشور للفترة من 1978 وحتى عام 2000.
وساوى تنظيم “داعش” منارة سنجار الآثرية مع الأرض مُحولاً إياها كومة حجار، وهي من المعالم البارزة في قضاء سنجار الآيزيدي غرب الموصل، والتي يعود تاريخها إلى القرن الثالث عشر الميلادي.
وقضى تنظيم “داعش” على معالم وملامح مبنى المخيّم الكشفي الواقع وسط غابات الموصل، وجامع مريم خاتون الجليلي، والأدهى تدمير البوابات الآشورية الرئيسية في نينوى: آدد، والمسقى، ونركال.
ورفع تنظيم “داعش” علمه فوق مطرانية الموصل للكلدان في موقعها بحي الشرطة بعد أن اقتحمها وأتخذها مقر له.
وهشم الدواعش، تمثال السيدة العذراء الخاصة بكنيسة الدير الأعلى لطائفة الكلدان، ونزع صليب كنيسة مارافرام للسريان الارثوذكس، وأفرغ كنيسة مار آفرام المشيدة منذ عام 1988، بحي الشرطة من موجوداتها وإخراج مقاعدها في حملة تصفية، وتحويلها إلى جامع يُصلي فيه عناصر التنظيم وقادته.
وقام عناصر “داعش” بتفجير كنيسة القيامة بقضاء الحمدانية (قرقوش) والتي يرقى تاريخها لعام 2007 حيث أقيمت حولها المدافن الخاصة بالمسيحيين من أبناء المنطقة، ودير النصر للراهبات الخاص بالطائفة الكلدانية في منطقة حي العربي، يعود تأسيس إلى ثمانينيات القرن الماضي، وتجريف مقبرتي تلكيف، والسريان المسيحيين الموحدة وتحطيم شواهد قبورها، وإحراق كنيسة الطاهرة للسريان الكاثوليك، وتدمير مزار القديسة بربارة، ونهب متحف كنيسة مار توما للتراث الشعبي والمخطوطات السريانية.
وضمن حملة تنظيم “داعش” لمحو التاريخ الإنساني للمسيحيين والآشوريين في الموصل، جرف أيضاً مقابر كنائس، الطاهرة للسريان الارثذوكس المعروفة بالقلعة، وبطاركة الكلدان “أم المعونة”، وكنيسة مسكنتا، ودير مار كوركيس للكلدان، والمقبرة المسيحية الآشورية — الكلدانية في تلكيف القائمة على تل آشوري قديم.
التعليقات مغلقة.