سوريّة قَبْلَ ” حافظ الأسد ” و بَعْدَهُ .. الفروقُ الهائلة في سورية ، بين ما قَبْلَ 1970 وما بَعْدَها.

 

حسّان الحموي* ( سورية ) الخميس 28/4/2016 م …

*خبير دولي و رئيس منظومة ” صُنَّاع الجودة العرب ” المغترب :

قبل التصحيح لم يكن هناك في سورية أي نظام وفق معايير الدول ذات السيادة واستقلال اﻹرادة .

منذ خروج المستعمر الفرنسي تولى إدارة الفعل اﻹداري السياسي ، مجموعةٌ تقاسمت زعماء الحارات و سعت لرضاهم” وهنا فقط صدق – باب الحارة-” !

تدخّلَ رجالُ المخافر في العمل السياسي ونافسوا زعماءَ الحارات في تأجير خدماتهم للسياسيين.

غارَ ضباطِ الرجعية و تلاميذُ فرنسا منهم ، فشاركوا السياسيين و انخرطوا في الإتجار بالمواقف ، و تصارعَ رفاقَ السلاحُ بين حلبيٍ وشاميٍ ، فكان البيان رقم 1 .

توالت البياناتُ و اﻻنقلاباتُ و تعارضت مصالحُ الوطني مع بائعي اﻹنتماءات، فتسرّعَ العجلان باستجداء الوحدة ، وبدأ المخاض وأنتهى فولد فأر اﻹنفصال !

عاد المهزومون والمطعونون بأحلامهم الى سلة من صراع المصالح و رأس المال والعسكر و الوطني و العميل…. عاد أغلبُهم وَهُمْ مراهقو حكم و مال و سلطة ، حتى لو باللعب بمصائر البلاد و العباد.

تولى البعثُ زمام الوطن محاوﻻً و للمرة اﻷولى أن ينظم الفوضى و يبني النفوس المدمرة ، فكان مسلسل اﻷخوة اﻷعداء .

جاءتْ صفعةُ حزيران لجناحي اﻻمة العربية لتحثَّ اﻷكثرَ قدرة، و اﻷصلحَ ، ليتحمل المسؤولية .

ف كان التصحيح !

و ﻷول مرة في تاريخ سورية العربية كان هناك نظام دولة … كان هناك جمهورية.

و ﻷول مرة في تاريخ سورية العربية ، يوجد جيشٌ عقائديٌ رابضُ على الحدود مع العدو ، و ليس قوّاد ألوية يسحبون قوات الوطن من وجه العدو ، للتَّعَنْتُرِ فيها عند ابواب اﻷركان و اﻹذاعة ، و كأنها إسرائيل!

وﻷول مرة في تاريخ سورية العربية ، يُشْتَرَى السلاحُ من أصدقاء ﻻيدفعون العموﻻت وﻻيرسلون سلاحاً فاسداً، ولا يسمحون بنهب أموال الوطن في صفقات السلاح المشبوهة والسفن الضائعة بشحنات السلاح في البحار .

وﻷول مرة في سورية – في عام ” 1971 “‘يكون لها برلمانُ شعبٍ حُرّ ، لا يوجدُ فيه إقطاعٌ و زعماءُ حارات أو عملاءُ رياﻻت زيت الكاز .

ولأوّل مرة في سورية العربية ، تُسْقَى وتُكَهْرَب و تعلَّم و تُبْنَى وتُشَقّ و تُسَفْلَتُ طرقٌ الى أصغر و أبعد اﻷرياف السورية في أقاصي عامودا!

وﻷول مرة في سورية العربية ، شهداء باﻷﻻف ، تروي دماؤهم كرامةَ لبنان وتحقن دمه .

و ﻷول مرة في سورية ، خزينةٌ مَلْأى و فائضٌ هائل من النقد اﻷجنبي و مكانةٌ أقتصادية و صادراتٌ صناعية ” و ليس قمر الدين و شوكوﻻته ” تغطي دول شرق اﻷرض و مغربها.

ﻷول مرة في سورية ، منظومةٌ برجوازية وطنية تُحَوِّل اﻻف الحرفيين الصغار الى أصحاب قصور في يعفور ومصانع و ثروات بالملايين و منازل فاخرة بملايين الدوﻻرات في غربي المالكي ، و كذلك أﻻف المزارعين الى مصدرين و مستثمرين زراعيين و أصحاب مصانع غذاء و تجار عقار.

وﻷول مرة ………… وﻷول مرة …..

حقيقة تعبت من التعداد !

فيا للعجب !

كيف لم يتعب اﻷسد !

جمهورية عربية سورية وحدوية اشتراكية حرة أبية مركزية تطوف حولها الدول .

يوسف العظمة الذي أستشهد في ميسلون ينهض و يبعث كالمسيح في تشرين!

قبلةً للعرب..

أباً لفقيرهم و بيتاً لوطنيِّهِم ومدرسةً لمحرومهم و مشفى لغريبهم و أباً لرائدهم و ظهراً لمظلومهم و سياحةً لمقهورهم …. و ﻻ حرج أن تصِفوا… فقد تعبت أيضا من التعداد ….

أسف … نسيت … لقد كنا نقول أنهم ينعتون سورية الجمهورية العربية اﻷولى بالنظام!

صدق المنجمون … صدق العملاء و اللصوص و الكاذبون!

البعث دارت دورته و الوطن بنى نظامه و دولته ، و الشعب حكم جمهوريته ، فَحُقَّ له أن يوصف بالنظام !

ﻷنه ياسادة يا كرام ، كل ما كان قبل أسد التصحيح هو بقايا عثماني و فرنسي …

و قبل الوطن اﻷبي، أشباه وطن …

و قبل الجيش العربي السوري العقائدي ، أشباه عسكر !

اﻻّ من أكرمه ربي … ﻻ لشيء و لكن ، ﻷن ” { فأما الزَّبد فيذهب جُفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض }”

– صدق الله العظيم … و أنا على ذلك من الشاهدين .

** ملاحظة : الأستاذ حسان الحموي : مواطن سوري شامي عريق ، يعيش في بلاد الغربة منذ عَقْدٍ من الزمن .

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.